تنفيذا لمقررات المجلس الوطني الأخير، انعقد بمقر الحزب بالقنيطرة يوم الأحد 13 /5/2012 مجلس جهوي للاتحاد الاشتراكي حضره كتاب الأقاليم والفروع المحلية ومناضلو الحزب. الاجتماع أطرته الأخت رشيدة بنمسعود مسؤولة الجهة إلى جانب الكاتب الجهوي بوبكر لاركو. الكاتب الجهوي في مقدمة حديثه بعد ترحيبه بالحاضرين، ذكر أن الاجتماع يأتي في سياق التطورات السياسية المتسارعة التي يعيشها مغربنا والتي اقتضت من حزبنا مواكبتها والاستعداد لكل المحطات المقبلة، تنفيذا لمقررات وتوصيات المجلس الوطني ليوم 5/5/2012. وأشار إلى أن الكتابة الجهوية في اجتماعها اليوم تعد عدتها التنظيمية والمادية للاستحقاقات المقبلة، وفي هذا الصدد، أضاف، تقوم الكتابة الجهوية بالتنسيق مع الكتابات الاقليمية بهيكلة فروع وعقد مصالحة بين الاتحاديين، و أشاد بالمناسبة بالمصالحة التي جرت بإقليم سيدي قاسم لرأب الصدع بين الاتحاديين بالإقليم وتجميع قوى المناضلين. لاركو شدد أيضا على ضرورة تجاوز الخلافات والاختلالات التنظيمية، ودعا الاتحاديين الى المساهمة في الاستحقاقات المقبلة ورص الصفوف، وتنظيم لقاءات وندوات مفتوحة لاستقطاب طاقات جديدة . أما رشيدة بنمسعود عضوة المكتب السياسي والمسؤولة عن الجهة، فاعتبرت اللقاء ذا أهمية كبيرة في المرحلة الحالية وقالت إنه يأتي لتنفيذ قرارات المجلس الوطني المتمثلة في الاعداد للمؤتمر الوطني التاسع، و الاعداد للاستحقاقات الانتخابية. وقالت إن جهة الغرب شراردة بني احسن منخرطة و متجاوبة مع قرارات المجلس الوطني والمكتب السياسي، وطرحت السؤال التالي : أي مؤتمر نريد للاتحاد الاشتراكي في ظل الشروط الراهنة ؟ رشيدة بنمسعود أجابت: "إننا نعيش في المغرب في سياق تداعيات الربيع العربي الذي عشناه في بلادنا بشكل مختلف عما وقع في المشرق، والمغرب، أضافت، ليس استثناء وقالت إن التسميات التي أطلقت على هذه الحركة تختلف بحسب وجهات نظر مختلفة، وفي المغرب سمينا الحركة احتجاجا باعتبار الأشكال التنظيمية لهذه الحركة وباعتبار القضايا التي تناولتها. والمغرب تجاوب بشكل إيجابي مع مطالب 20 فبراير، والاتحاد الاشتراكي بدوره انخرط مع هذا الحراك". وفي سياق حديثها عن المحطات المقبلة، قالت إن نتائج 25 نونبر لم تكن مرضية للاتحاد الاشتراكي وأضافت : "خضنا معركة لتحقيق الديموقراطية، لم نحقق كل آمال المواطنين، ودعت لإعداد العدة لاسترجاع مواقع مهمة ومدن كبيرة، وفي ظل النتائج المحصل عليها كان لزاما على الاتحاد الاشتراكي عقد مجلس وطني مباشرة بعد الانتخابات لاتخاذ قرار المشاركة من عدمها، لينتهي المجلس لقرار الخروج الى المعارضة في محاولة منا لمراجعة الذات وتنظيم الصفوف والتفرغ لأوضاع الحزب التنظيمية. وانتقلت رشيدة بنمسعود إلى استعراض نتائج عمل الحكومة بعد 100 يوم من تنصيبها. وذكرت أن الحكومة الحالية خيبت آمال المواطنين بدءا من خرق العديد من فصول الدستور إلى غياب الانسجام بين عناصرها ، إلى تأخير المصادقة على مشروع الميزانية والتراجعات الحاصلة في أداء صندوق المقاصة وحرمان المعارضة من حقها في المشاركة السياسية. على المستوى السياسي، قالت بنمسعود إن المجلس الوطني الاخير شخص الوضع التنظيمي للحزب من خلال كلمة الكاتب الاول والتي أرجع فيها أسباب خفوت التوهج الحزبي الى الصراعات الداخلية بين المناضلين، وذكرت أن المؤتمر التاسع يجب أن يكون مؤتمرا استثنائيا بكل المقاييس. وأضافت "ينبغي أن ننخرط جميعا في تحقيق المصالحة بين جميع الاتحاديين واستعادة الثقة بين الحزب والمواطنين ، قائلة إن جزءا كبيرا من المغاربة لايزال يعول على الاتحاد الاشتراكي ". وقالت يجب وضع قطيعة مع الخلافات، والانخراط مع توجهات المجلس الوطني والخروج من المؤتمر بخارطة طريق جديدة تحدد توجهات و اختيارات الحزب السياسية. ولتفعيل هذه الخلاصات تقرر عقد لقاءات جهوية وإقليمية وخلق دماء جديدة. المداخلات أشادت باعتراف الحزب بالأوضاع التنظيمية التي يعيشها، وتناول المتدخلون المشاكل التي يعيشها الحزب بدءا من غياب المشروع الحزبي والتراجع عن الهوية الحزبية، وطالبت تدخلات أخرى بمد جسور التواصل بين القيادة والمناضلين، ووضع خطط استراتيجية للانتشار والانفتاح وبلورة خط سياسي يواكب المرحلة . رد الاخت رشيدة بنمسعود كان صريحا وتناول الاجابة عن كل الاسئلة، بدءا من موافقتها على ضرورة إنتاج افكار ومواقف وقيم جديدة من خلال تفعيل دور المؤسسات الموازية للحزب. وبخصوص الموقف من حركة 20 فبراير، قالت إنها كانت من السباقين للنزول إلى الشارع. وأضافت أن مناضلي الحزب كانوا من رواد الحركة. وعن تجديد هياكل الحزب، ذكرت أن الحزب لم ينجح في تجديد كل هياكله. وبالنسبة لإعادة تجميع عائلة اليسار، ذكرت أن الحزب قام بمجموعة محاولات وهو اليوم بصدد تحضير ندوة لتجميع قوى اليسار بالمغرب. و في معرض ختام كلمتها، نوهت بالمداخلات التي كانت متفائلة، ودعت الى المساهمة في المرحلة ولو بالأمل، وتوظيف الطاقات لإنجاح محطة الانتخابات الجماعية باعتباره مدخلا للتحكم في الاستحقاقات الموالية، "ورهاننا اليوم هو تواجدنا بالجماعات و تقديم خدمات واقعية للمواطنين».