يعاني تجار السمك بسوق الجملة بمراكش كثيرا ، لانعدام الشروط الضرورية و اللازمة الضامنة لجودة المنتوجات السمكية المعروضة. فبالإضافة إلى تدهور البنية التحتية لهذا المرفق التجاري، و الذي سبق للجريدة أن فضحت هذه الحالة و نبهت إلى خطورة الوضع بهذا السوق حيث لا يتوفر على أدنى شروط الوقاية الصحية، مما يعرض المواطن المستهلك إلى الخطر في أي وقت، هناك معاناة أخرى تتجلى في عدم وجود مادة الثلج التي تساعد على الحفاظ على طراوة الأسماك المعروضة للاستهلاك. و قد أكد للجريدة بعض تجار هذا السوق الذين حضروا أشغال اليومين التواصليين المنظمة من طرف الفيدرالية الوطنية لتجار منتوجات الصيد البحري بالموانئ و الأسواق الوطنية يومي 3 و 4 ماي بالدار البيضاء، أن سوق الجملة للسمك بمراكش لا يتوفر على محل لمادة الثلج و أن مادة الثلج التي تصل إلى هذا السوق تأتي من مدينة ورزازات و التاجر الذي يستقدمها تقدم بطلب إلى السلطات المعنية سنة 2004 في عهد عمدة المدينة السابق ، للحصول على ترخيص لبناء محل بمساحة 400م مربع لأن الكمية القادمة من ورزازات من الثلج غير كافية لسد حاجيات تجار سوق الجملة بمراكش . سنة 2012 السلطات المنتخبة أذنت لصاحب الطلب ببناء محل لمادة الثلج بعد أن اختصرت و اختزلت المساحة من 400م إلى 100م مربع ، و ما كادت الأشغال تنطلق حتى تدخلت السلطات المحلية التابعة لمقاطعة الحي الحسني بمراكش و أوقفت البناء بدعوى عدم وجود ترخيص و هو ما أجج الوضع و اضطر معه تجار السمك بهذا السوق إلى تنظيم احتجاجات ووقفة أمام السوق بعد أن شلت حركته الاقتصادية. و أضاف المتحدثون أن رئيسة مجلس المدينة الحالية قامت بزيارة هذا السوق يوم 18 ابريل 2012 ووقفت على الحقيقة المرة و توصلت بنفسها إلى الأوضاع المزرية التي يشتغل فيها هؤلاء التجار و إلى الحاجة الماسة إلى وجود و محل خاص بمادة الثلج، و صرحت أمام الملأ يؤكد التجار «أنها لو كانت تعلم أن السمك الذي كانت تأكله قد مر من هذا المكان لما أكلته بالمرة»! و أكدت لهم و هي مازالت واقفة بمكان هذا السوق أنها ستوفر لهم ترخيص بناء المحل الخاص بمادة الثلج، ليتفاجأ الجميع في الغد بوصول قرار توقيف البناء عوض الترخيص موقع من طرف الرئيسة نفسها! كما أنها وقفت بنفسها على حالة النظافة حيث وجدت حاويات الازبال مملوءة عن آخرها و ركام الازبال يحيط بها من كل جانب ، فاتصلت مباشرة من هاتفها النقال بالمدير المكلف بشركة تكميد الحاصلة على تدبير مفوض مؤكدة له على الحضور اليومي لهذا السوق من اجل إفراغ هذه الحاويات التي شهدت بنفسها على عدم إفراغها لأيام. و قد تدخل ممثل تجار السمك بالجملة بمراكش أمام تجار منتوجات الصيد البحري بالموانئ و الأسواق الوطنية الحاضرين بالدار البيضاء وقدم هذه الصورة الواقعية لسوق الجملة بمراكش و شرح بكل تفصيل جميع هذه الوقائع و مواقف رئيسة مجلس المدينة المتناقضة، و قد استنكرت وفود التجار الحاضرة الممثلة لجميع المناطق المغربية هذا الواقع ، و ارتكزت جل التدخلات على وضع توصيات تفرز واقع سوق الجملة للسمك بمراكش وكل الأسواق الوطنية التي لا تتوفر على أدنى الشروط الوقائية و الصحية تضمن جودة المنتوج السمكي المقدم للمستهلك، فيما أثارت بعض التدخلات الوضع بهذا السوق الذي يوجد بقلب مدينة سياحية رائدة تعرف إقبالا كبيرا للزوار المغاربة الذين يساهمون في رفع وتيرة السياحة المحلية و يستهلكون السمك المعروض بهذه الأسواق على خلاف السياح الأجانب الذين يستفيدون من وجبات فنادقهم الفاخرة.في حين استغرب البعض «لكون ورزازات تصدر الثلج لمراكش»!