السيلان واحد من الأمراض الجنسية المعدية الذي يصيب كل من الرجل والمرأة على حد سواء، ينتج عن بكتيريا مجهرية أحادية الخلية تملك القدرة على العيش والتكاثر بالأغشية المخاطية الموجودة في جسم الإنسان كالعين وثنايا القلب والمفاصل وخصوصا بالمناطق التناسلية وهي المفضلة لتكاثر البكتيريا كعنق الرحم والقنوات المبيضية والقناة البولية عند الرجال والمرأة، مما يسهل عملية الإنتقال والعدوى عن طريق الممارسة الجنسية الغير الشرعية والغير أمنة و هذه البكثيريا تموت بمجرد تعرضها للضوء أو الحرارة أو الجفاف أو البرودة أو الأحماض الشديدة. تقول الدكتورة كنون عاصمي نزهة أخصائية الأمراض النسائية وأمراض الثدي ودراسة الخلايا الوراثية ، أن هذا المرض المعدي تناسلي حاد يصيب المرأة والرجل عن طريق العلاقة الجنسية وهو يختلف كثيرا عن السيلان الذي تصاب به الفتيات الاقل من 12 سنة حين أن سبب ظهور السيلان لديهن هو وجود الديدان التي تنتقل من الشرج إلى الفرج، كما أن الفتيات اللاتي يتراوح سنهن من 14 و18 سنة ولم يكن لهن أي اتصال جنسي قد يصبن بالسيلان حيث يلاحظ نزول ماء أبيض اللون، هذا النوع حميد ولا يشكل أي خطر على الفتاة ويكفي علاجه بالأدوية البسيطة إذ أن الإصابة تكون ناتجة عن المكروبات التي تنتشر بالحمامات الشعبية والمراحيض المختلطة. في حين أن الجرثومة المسببة للسيلان تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي مع المصاب أو بملامسته والاحتكاك بالمنطقة المصابة وكذا باستعمال الملابس والكراسي الحمامات الرطبة الملوثة بالبكتيريا، تقول الدكتورة أنه عند بداية الإصابة بالمرض، فترة الحضانة التي تدوم من 2 إلى 14 يوما يشعر فيها الرجل ببعض الأعراض كالحرقة عند التبول مع افرازات صفراء تخرج من فتحة القضيب وفي أحيان أخرى يشعر بآلام الحادة على مستوى الخصيتين، في حين أن المرأة المصابة والتي تكون فترة الحضانة عندها من 7 إلى 21 يوما بعد العدوى، فإن الأعراض تكون طفيفة وغير واضحة غالبا ما يتم ربطها بالالتهابات التي تصاب بها النساء على مستوى المهبل والمثانة حيث أن أكثر المواضع إصابة هي عنق الرحم والأعضاء التناسلية الداخلية، وتتجلى هذه الأعراض في الحرقة عند التبول أو ما يسمى بحريق البولة بالإضافة إلى إفرازات مهبلية صفراء اللون وقد تكون مصحوبة بقطرات من الدم ، وهذه الإفرازات تسبب حكة لحظة خروجها وقد تشعر المرأة بآلام عند التبرز. من مخاطر الأصابة عند الرجل هو التهاب الإحليل وغالبا يكون بسبب عوامل ممرضة أخرى تم اكتسابها وقت الإصابة ببكتيريا السيلان، أو تكون بسبب تكرار العدوى حيث يرجع الإفراز القيحي الأصفر بعد 7 إلى 14 يوما من انتهاء العلاج، كما يمكن للأصابة أن تسبب ضيق في مجرى البول مما يؤدي إلى العسر عند التبول ويمكن إصابة الرجل بالعقم أو الضعف الجنسي، و التهاب الخصية هو أيضا يتسبب في العقم إذا كانت الإصابة مزدوجة فإن العدوى تنتقل من الإحليل الخلفي بعد شهر إلى البربخ عندها يشعر المصاب بآلام حادة على مستوى الخصية ويصبح الحبل المنوي ساخنا ومتورما مع الاحساس بالآلام، كما أن البروستات والحويصلة تصاب بالتهاب مزمن بسبب الجراثيم الأخرى التي تغزو غدة البروستات وتستقر بها. أما عند النساء فإن المضاعفات تقتصر في غالبية الأحيان على ألم الظهر المزمن وإفراز خفيف في مجرى البول أو المهبل، حرقان وعسر وتقطع عند البول، التهاب قنوات الفالوب يصحبها ألم أسفل البطن وارتفاع درجة حرارة المصابة الشيء الذي يسبب انسداد بالقنوات وبالتالي اصابتها بالعقم، واضطرابات بالعادة الشهرية وفقر حاد بالدم وتراجع ملحوظ في الحالة الصحية للمريضة، و عند الجنسين يمكن إصابة بتلوث الدم بالجراثيم و التهاب المفاصل مع طفح جلدي مزمن، وأيضا التهاب العين بسبب التلوث. وتضيف الدكتورة كنوني عاصمي نزهة أن أكثر المشاكل التي تواجه الأطباء في علاج المرضى من هذا الداء أنه في حال إصابة المرأة فإنه من المفروض على الزوج أيضا أن يتلقى العلاج غير أن الرجل يرفض أن يتلقى العلاج خصوصا أن أعراض المرض غير بادية عليه ولا يعاني من أي مشاكل صحية، هذا ما يزيد من احتمال تطور المرض عند المصابة حيث أن الأعراض تعود لظهور بعد فترة وجيزة من تلقي العلاج وقد يصبح أكثر خطورة في مثل هذه الحالات. كما أن السيلان يصيب الأطفال أيضا حيث تحدث العدوى من طرف أحد الوالدين المصاب عن طريق استعمال الأدوات الرطبة الملوثة والأم المصابة تنقله لطفلها أثناء الولادة وينتج عن هذه العدوى الإصابة بالعمى حيث تبدأ أعراض الإصابة في ظهور إحمرار شديد بالعين التي تنتفخ جفونها وتفرز صديد ينتج عنه ألم شديد بالعين لدرجة لا يستطيع فتحهما خاصة عند التعرض للضوء.