يعتبر السيلان من الأمراض الجنسية المعدية التي لها مضاعفات سلبية سواء على الرجل أو المرأة في حال تم إهمال علاجه. في ما يلي تتطرق الدكتورة زينب جسوس الاختصاصية في أمراض الجلد والشعر والأمراض الزهرية إلى الأسباب المؤدية إلى الإصابة بمرض السيلان وطرق علاجه. بالإضافة إلى الاحتياطات والخطوات الوقائية التي يجب اتباعها لتفادي الإصابة بعدوى هذا المرض. السيلان مرض من الأمراض المنقولة جنسيا وينتج عن بكتيريا تمتلك القدرة على النمو والتكاثر بالأغشية المخاطية الموجودة في جسم الإنسان. فهاته البكتيريا تفضل الأماكن الرطبة والدافئة من الجهاز التناسلي وخصوصا عنق الرحم، والرحم والقنوات المبيضية والقناة البولية لدى الرجال والنساء. وتنتقل عدوى مرض السيلان عن طريق الممارسة الجنسية غير الآمنة مع شخص مصاب بالعدوى. حرقة عند التبول وإفرازات عند بداية الإصابة بالمرض يشعر الرجل ببعض الأعراض مثل الحرقة عند التبول مع إفرازات صفراء اللون تخرج من فتحة القضيب وفي أحيان أخرى يشعر بآلام حادة على مستوى الخصيتين. تظهر أعراض المرض عند الرجال بعد مرور يومين إلى خمسة أيام على التعرض للإصابة وتصل في حالات أخرى إلى أكثر من 30 يوما، ويصبح بالتالي المريض قادرا على نشر المرض للآخرين عن طريق الممارسة الجنسية. أعراض السيلان لا تكون واضحة عند النساء بالنسبة للنساء تكون أعراض المرض طفيفة، وإذا ما ظهرت تلك الأعراض فهي تكون غير واضحة، وغالبا ما يتم ربطها بالتهابات المهبل أو المثانة. وتتجلى هاته الأعراض في ال«حرقة» التي تشعر بها المرأة عند التبول، والإفرازات المهبلية ذات اللون الأصفر، والتي تكون مصحوبة في بعض الأحيان بقطرات دم. كما تشعر المرأة أيضا بحكة عند خروج الإفرازات الصفراء وبألم عند التبرز. عقم وفشل كلوي يؤدي إهمال علاج مرض السيلان في حالات كثيرة إلى مضاعفات صحية ومشاكل دائمة وخطيرة بالنسبة إلى كلا الجنسين، قد يصعب علاجها بعد ذلك. فبالنسبة إلى النساء يعتبر مرض السيلان من أكثر الأمراض الجنسية التي تؤدى إلى ما يعرف بالتهاب الحوض المزمن. وعندما تظهر أعراض المرض، فهي تكون غالبا مصاحبة بألم حاد في أسفل البطن والظهر وارتفاع في درجة حرارة الجسم، مما قد يؤدي إلى تكون سوائل تقيحية داخل البطن وبالنهاية تلف الجهاز التناسلي ومن ثم العقم أو في حالات أخرى حمل خارج الرحم الذي يشكل بدوره خطرا على حياة الأم. أما بالنسبة للرجل فمرض السيلان يسبب التهاب الخصيتين والبروستات محدثا آلام شديدة قد تنتهي بعدم قدرة الرجل على الإنجاب وفي حالات أخرى يتسبب في التهاب المجرى البولي مما يؤدي إلى حصول تضيقات في ممر المجرى البولي وبالتالي يعاني المريض من صعوبة التبول. والأهم من ذلك أن الالتهاب لا يقتصر على مجرى البول، بل قد ينتقل إلى الكليتين، اللتين تصبحان بدورهما عرضة للالتهابات، وفي حال إهمال العلاج، فقد يتطور الأمر إلى فشل كلوي، تتدهور معه حالة المريض الصحية، ويصبح مضطرا للخضوع إلى جلسات تصفية الدم في الوقت الذي كان بإمكانه تجنب كل تللك المضاعفات من خلال اللجوء إلى الفحص الطبي والتحاليل التي تمكن من تشخيص المرض في الوقت المناسب. طرق تشخيص السيلان هناك العديد من الاختبارات التي تمكن من تشخيص مرض السيلان، بحيث من الممكن اللجوء إلى أخذ عينة من إفرازات المهبل أو عينة من إفرازات القناة البولية أو إفرازات القناة الشرجية أو أخذ مسحة من الحلق وإرسالها إلى المختبر، حيث يتم إخضاعها للتحاليل التي تمكن من روية البكتيريا المسببة للمرض. ويمكن كذلك تشخيص المرض بأخذ عينة من بول المصاب وإرسالها للمختبر لتحديد طبيعة الميكروب والبكتيريا قبل وصف الدواء الذي يستطيع القضاء عليها. طرق العلاج يستفيد الشخص المصاب بالسيلان من العلاج عن طريق بعض المضادات الحيوية الفعالة التي يعتمد اختيارها على طبيعة الميكروب ومدى قدرته على مقاومة كل نوع من تلك المضادات الحيوية. وتكون جرعة العلاج ومدته رهينة بطبيعة الحالة المرضية والمضاد الحيوي الذي تم اختياره. ومن الضروري أن يستفيد الطرف الآخر في العلاقة الجنسية بدوره من العلاج، خاصة إذا كانت الممارسة الجنسية تتم دون استعمال وسائل الحماية. المصاب بالسيلان أكثر عرضة لالتقاط عدوى السيدا يصبح من الضروري على الشخص المصاب بالسيلان الخضوع كذلك للفحص الخاص بالسيدا، لأنه يكون أكثر عرضة من غيره لالتقاط عدوى داء فقدان المناعة المكتسب، إذا ما مارس الجنس مع شخص مصاب بهذا المرض. ويكون المصاب بالسيلان عرضة أيضا لالتقاط عدوى باكتيريا «الميكوبلازما» التي تنتقل بدورها عن طريق الممارسة الجنسية وستوطن الجهاز التناسلي كما هو الشأن بالنسبة لباقي الأمراض الزهرية، بالإضافة إلى التهاب الكبد الفيروسي من نوع سي و فيروس الهربس herpes، لذلك يتعين على المريض الخضوع للتحاليل والفحص الدقيق للتأكد من خلوه من هاته الأمراض. استخدام العازل الطبي الوسيلة الوحيدة لتجنب الإصابة بالسيلان يبقى الحل الأمثل لتفادي الإصابة بمرض السيلان حسب الدكتورة زينب جسوس وتجنب مضاعفته،« العفة وممارسة الجنس بطرقه الشرعية والالتزام بالحياة الأسرية، وعدم إقامة علاقات جنسية خارج إطار الزواج. كما يجب الحرص على استعمال الواقي الذكري بالشكل الصحيح عند كل اتصال جنسي» توضح جسوس. وفي حال شك الشخص في إصابته بمرض السيلان، فينبغي عليه أن يتوقف عن ممارسة الجنس ويلجأ على الفور إلى طبيب مختص، وهنا ينبغي التأكيد على ضرورة إبلاغ المريض لجميع الأشخاص الذين جمعته بهم علاقات جنسية، في حال تثبتت إصابته بمرض السيلان حتى يخضعوا بدورهم للفحص والعلاج. شادية وغزو