وأخيرا ظهرت النتائج النهائية للانتخابات الرئاسية الفرنسية واختار الفرنسيون التغيير, بعد ان استمرت الرئاسة 17 سنة في يد اليمين،وبدأ العديد من انصار اليسار يعتقدون ان لعنة ما اصابت اليسار وان نجاح ميتران منذ حوالي اكثر من 30 سنة كان استثناء لن يكون له نظير وخلف . الاشتراكيون واليسار تخلصوا من هذه اللعنة او سوء الحظ الذي طاردهم لسنوات طويلة, وبالتالي لن يكون فرنسوا ميتران آخر رئيس اشتراكي وصل الى سدة الحكم بالجمهورية الفرنسية باسمهم . فاز مرشح اليسار فرنسوا هولند بنسبة 67،9 في المائة على خصمه نيكولا ساركوزي الذي حصل على48،33 في المائة.وبهذه النتيجة انتخب الفرنسيون الرئيس 7 للجمهورية الخامسة ،وبهذا الفوز يتم التناوب بفرنسا بعد غياب طويل ، حيث كان آخر رئيس للجمهورية ممثلا لليسار هو فرنسوا ميتران . هذه الانتخابات تميزت أيضا بالمشاركة المهمة للفرنسيين, حيث بلغت نسبتها 79 في المائة وهي نسبة مهمة ونسبة الممتنعين لم تتجاوز 20.9 في المائة. طبعا هذا الفوز جاء بعد حملة كانت في غاية القوة والعنف بين اليمين واليسار ،واختار المرشح نيكولا ساركوزي تقنية التخويف للحصول على أصوات الفرنسيين،فقد كان يقول للفرنسيين ،ليس لهم الاختيار اما التصويت عليه والا سيتم منح التصويت للاجانب وتسوية وضعية كل الاجانب غير القانونية،وسيتم الرفع من الضرائب ومن المصاريف العمومية.لكن رغم هذا التخويف وهذه التقنية فقد اختار الفرنسيون منح الثقة لرئيس اشتراكي وهو فرنسوا هولند. فقد ترك نيكولا ساركوزي بلدا منهكا بالازمة المالية والاقتصادية ،بلدا يعرف اكبر نسبة من البطالة وبلدا يائسا وخائفا من اوربا والعالم ،بلد يصوت ربع سكانه على التيار الفاشي المتطرف.بلدا منقسما بفعل عنف الخطاب الانتخابي الذي قاده مرشح اليمين من خلال هجومه على الفرنسيين من اصول اجنبية ،وهجومه على الفرنسيين ذوي ثقافة اسلامية ،وقدم للفرنسيين بلدهم كبلد مهدد بالانقراض بفعل موجات الهجرة وان حضارته وثقافته مهددة.وهو ما سوف يتطلب من فرنسوا هولند جمع شمل الفرنسيين واعادة الثقة اليهم .بعد فترة عصيبة ساد فيها خطاب عدواني يفرق بين الفرنسيين ويؤلبهم على بعضهم البعض. الاحتفالات بدأت في ساحة لاباستي بباريس طوال ليل الاحد حتى الصباح من اجل الاحتفال بهذا الانتصار الذي حققه الاشتراكيون بعد غياب طويل عن الحكم كما يقول فرنسوا هولند .وهذه الساحة هي رمزية, فقبل 30 سنة احتفل فرنسوا ميتران بالنصر لليسار في نفس الساحة ،وفي نفس الساحة سيطر الثوار الفرنسيون على سجن الباستي في 14 يوليوز 1789 ،فأبناء الثوار الفرنسيين يريدون ربط الماضي بالحاضر بكل ما يرمز ذلك من دلالات تاريخية ولكن دلالات تمس حياة الفرنسيين اليوم بما تعني التمرد على نظام مالي يريد استعباد العالم.فممثل اليسار دعا خلال الحملة ابناء بلده لربط السياسة بالحلم والغذ الافضل وهو التحدي الذي التزم به ممثلهم في هذه الحملة.