أكدت مصادر حقوقية أن عدد المعتقلين من المهاجرين الأفارقة جنوب الصحراء، والذين اعتقلوا بمدينة تاوريرت بلغ 41 معتقلا، تم ترحيلهم إلى مدينة وجدة دون أن تتمكن أية جهة حقوقية من معرفة مصيرهم. وأعربت مصادر حقوقية عن تخوفها من إمكانية ترحيلهم إلى الحدود، مما يهدد حياتهم بالموت عطشا وجوعا أو تعرضهم للاعتداءات من طرف تجار المخدرات والحركات الإرهابية الناشطة في عدد من المناطق جنوب الصحراء. واعتبرت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان اعتقال الأفارقة نهاية الأسبوع الماضي من وسط مدينة تاوريرت، بأنه «عمل غير إنساني وغير قانوني، بل وانتهاك لكل الحقوق والأعراف الدولية الخاصة بالتعامل مع المهاجرين واللاجئين..». وأكدت الجمعية أن القوات العمومية تدخلت بعنف وعمدت إلى اعتقال هؤلاء الأفارقة بشكل «وحشي»، وجردتهم من كل أمتعتهم، وحتى الطعام الذي كان بحوزتهم وهواتفهم النقالة.. وهو ما خلف حالة هستيريا لدى بعضهم وظلوا يصرخون لساعات... وأكدت نفس المصادر أن سيارات تابعة للبلدية حملت كل المحجوزات وأحرقتها أمام الجميع، في ضرب لكل الأعراف والقوانين الوطنية والدولية، فبدل أن تقدم المحجوزات بمعية أصحابها .. التي كان بإمكانهم استعادتهما عبر القضاء تم التخلص منها، مما يشكل انتهاكا لحق من حقوق الإنسان. هذا، وقد شنت السلطات العمومية حملة ترويع في حق كل من تضامن مع الأفارقة، بالإضافة إلى حملة دعائىة عنصرية تتهم الأفارقة باللصوص والمجرمين، وأنهم سبب كل المشاكل بالمدينة، وأنهم قتلة آكلو اللحوم البشرية.. وهي ادعاءات يفندها الواقع، إذا هؤلاء مجرد مهاجرين غير شرعيين ... قطعوا آلاف الصحاري الشاسعة قبل الوصول إلى المغرب، الذي يعتبر محطة أخيرة لبلوغ بلاد الحلم، التي يعتقدون أنهم سيتمكنون فيها من العيش بكرامة المفتقدة في كثير من دول أفريقيا الرازحة تحت وطأة الحروب والفقر. وكانت السلطات المحلية بمدينة تاوريرت قد قامت تحت إشراف عامل الإقليم والباشا بحملة على الأفارقة ومطارتهم على شاكلة «الكلاب الضالة» في الأزقة والشوارع، مما أثار سخطا وغضبا لدى المواطنين المغاربة بالمنطقة، لأن البشر يبقي بشرا، له حقوق وواجبات في جميع الظروف، وهو ربما ما غاب عن الذين أطلقوا هذه الحملة المسعورة.