تستعد جمعية المغرب العميق لحماية التراث, لتنظيم الدورة الثانية للمهرجان الوطني للوتار، بعد الدورة الأولى التي لاقت نجاحاً كبيراً من حيث عدد المشاركين، وعرفت هذه الدورة تقديم ولأول مرة في تاريخ هذا التراث, سمفونية لوتار التي تم عزفها من طرف حوالي 50 عازفا لهذه الآلة. كما تم تكريم كل من الفنانين الكبيرين محمد ولد قدور، الذي لم يسبق لأي جهة محلية أو وطنية أن قامت بالالتفات إليه رغم أنه من أقدم أشياخ لوتار، والفنان الراحل محمد رويشة. في السياق ذاته، أوضح عز الدين موفوض, الكاتب العام لجمعية المغرب العميق لحماية التراث, أن الدورة الحالية التي ستحمل اسم الفنان الراحل محمد رويشة، اعترافاً له لما قدمه لتطوير وإشعاع آلة لوتار ولرد الاعتبار لهذا الفن ولأشياخه، مذكراً في سياق حديثه عن هذه التظاهرة, أن اسم المهرجان، أضحى ماركة مسجلة وملكية فكرية للجمعية، مشيراً إلى أن الدورة الأولى قد نظمت مؤقتاً بمدينة ابن احمد بمبادرة من جمعية الأعمال الاجتماعية لأطر وموظفي الجماعات المحلية لعمالة إقليمسطات ,في إطار شراكة مع المجلس البلدي الحالي للمدينة، إلا أن افتقار هذه المدينة التاريخية، وللأسف، لأبسط التجهيزات والبنيات التحتية لاستقبال مثل هذه التظاهرات، خلق متاعب جمة للجمعية المنظمة, مما دفع معه هذه الأخيرة، إلى عدم تكرار التجربة والانسحاب من تنظيم تظاهرة أخرى مجدداً سواء بمدينة ابن احمد أو بأي مدينة أخرى بالإقليم. ونظراً للدور المتميز والمركزي لآلة لوتار في التراث الشعبي المغربي ولرمزية هذه الآلة في الموروث الثقافي المحلي والوطني, ولغيرة مجموعة من الفعاليات الفكرية والثقافية والإعلامية على هذا التراث من أن يستغل من طرف البعض, بادرت هذه الفعاليات الى تأسيس جمعية المغرب العميق لحماية التراث من أجل السهر على حماية هذه الآلة وتكريم أشياخها والمحافظة على عذرية هذا الفن الأصيل. واختتم الكاتب العام للجمعية قوله بأنه إيماناً من الجمعية بتقريب الجماهير، وخاصة جيل الشباب من غنى هذا التراث المنتشر عبر جهات المغرب، فإن المهرجان قد سجل لدى الجهة المختصة, بالمتنقل, دعماً في ذلك لمهرجانات القرب.