في الوقت الذي رحل فيه حمادي الزهاني، عميد فريق اتحاد الخميسات لكرة القدم، إلى تونس للبحث عن حضن إعلامي يتبنى قضيته وزملاءه، وليسمع صوت معاناة لاعبين مغاربة قهرهم ظلم رئيس الفريق، ولم يتم الاستجابة لشكاويهم لا من طرف الجامعة ولا من طرف الوزارة الوصية، في ذلك الوقت، كانت تلفزاتنا الوطنية («الأولى»، الثانية و«الرياضية»)، منشغلة بالنقل المباشر لبعض الأنواع الرياضية التي تؤكد كل المعطيات وكل الدراسات وكل الإحصائيات، أن متابعتها ضئيلة جدا، إن لم نقل أن نقل بعضها مباشرة يبقى أمرا مستفزا وباعثا على تغيير موجة القناة.. تلفزاتنا الوطنية تعشق الغولف، التنس وراليات السيارات الفارهة، و تخصص لهذه الرياضات النخبوية أطقما كاملة من صحفييها وتقنييها اللامعين، وميزانيات عالية جدا لنقل كل التفاصيل، وتلغي لأجلها كل البرامج وكل المواعيد.. ولا تلتفت بسببها لفرق تعاني، أو للاعبين يتشردون ويمدون أقمصتهم للحسنة ولمن يساعدهم على ضمان كسرة خبز.. كنا نعتقد أن تلفزاتنا ستتغير نظرتها للأمور في زمن الدستور الجديد، وفي زمن تحرر الإعلام، وكنا نعتقد أن عهد إدريس البصري وغولفه وخيوله قد ولى ورحل، ولم يعد من مكان إلا للعدالة في نقل كل التظاهرات الرياضية بمختلف أنواعها وأجناسها، بفقرائها وأغنيائها، ولم نكن أبدا ننتظر استمرار لغة الهاتف في توجيه كاميرات تلفزاتنا.. لم تتحرك تلفزاتنا للرياضة في خضم النقاش الذي أحاط بالتحضير لإصدار دستورنا الجديد الذي تضمن بنودا تهم دسترة الحق في الرياضة.. ولم تتحرك، والأندية تطالب بحقها في إبداء الرأي في موضوع الضريبة والرياضيين، ولم تتحرك، ولاعبو اتحاد الخميسات يخلقون الحدث بمعاناتهم.. ولم تتحرك، وبناتنا يواجهن أمورا يسكت عنها الجميع في بطولة كرتهن.. ولم تتحرك، .. ولم تتحرك.. فمتى ستتحرك تلفزاتنا الوطنية بالشكل الذي نطمح له جميعا، وليس ما تطمح له نخبة منهم..