استيقظ سكان حي المسيرة التابع لمقاطعة الصخور السوداء(الحي المحمدي عين السبع)، صباح الإثنين الماضي 12 مارس 2012، على وقع الخبر / الفاجعة الذي هز كيان ثلاث عائلات، ومعها كافة الجيران، وقاطني أحياء لمياء وعادل والداخلة، المرتبط بالحادثة المروعة التي وقعت بالطريق السيار الرابط بين الدارالبيضاء والجديدة، (خمس شاحنات وسيارة خفيفة) وبالضبط قرب حد السوالم إقليمبرشيد، وأودت بحياة خمسة أشخاص من بينهم ثلاثة شبان كانوا على متن إحدى الشاحنات (إزيسو) ، يقطنون بالعمارات 27/25 و 29 بحي المسيرة، وذلك بسبب الضباب المكثف، إلى جانب الأدخنة الناجمة عن النار التي كانت مشتعلة بإحدى المزابل المتواجدة بجانب «الطريق السيار»، وذلك حوالي الساعة الخامسة صباحا، حسب تصريحات بعض أفراد العائلات المكلومة. فقد كانت شاحنة من نوع كبير قادمة من الخلف، تسير بسرعة، واصطدمت بشاحنة الضحايا، وهو ما إدى إلى حدوث اصطدام خطير، مع سيارة رونو من نوع إكسبريس على متنها رجل وأربع نساء. وقد تلقت والدة الشاب أمين صفوان (24 سنة طالب)، الخبر هي الأولى، بعدما حاولت الاطمئنان على ابنها عبر الهاتف النقال، لكن المجيب كان غير الإبن، فهو رجل درك أخبرها بأن فلذة كبدها من بين الضحايا رحمه الله، إلى جانب مرافقيه رشيد بوكتو سائق الشاحنة المحملة بالعجلات (27 سنة)، والذي صرح للجريدة والده بوكتو لحسن، بأنه تلقى الخبر في حدود الساعة التاسعة صباحا، بعدما أخبر من طرف رجال الدرك الملكي الذين قاموا بكل الإجراءات، مع حضور سيارة الإسعاف التي نقلت الضحايا لمصلحة الطب الشرعي الرحمة. عائلة الشاب الثالث وهبي طارق (23 سنة، تقني بإحدى المطابع)، تلقت الخبر في نفس التوقيت (التاسعة صباحا)، مما هز الحي بكامله، حيث توافد الجيران وكل الساكنة على العمارات 27/25 و 29، وكان البكاء لغة الجميع! كيف لا والأمر يتعلق بشبان في مقتبل العمر عرفوا بحضورهم المتميز في العمل الجماعي مع شباب وفتيان وصغار الحي الذين يساهمون في النظافة وتزيين الحي، وتنشيطه من خلال المباريات والدوريات الكروية الرمضانية... يوم الثلاثاء، وبخصوص الاجراءات الادارية المتعلقة بدفن الضحايا، وتسليم الرخص والإذن من طرف وكيل الملك، أوضح السيد بوكتو لحسن ل «الاتحاد الاشتراكي» أنه حين اتصل بجماعة دار بوعزة بحكم أن مستودع الأموات يقع في ترابها للحصول على الرخصة، أجابه أحد الموظفين «نحن في إضراب»، دون اعتبار لأحاسيس الأسر، ولم يتم تيسير الأمر إلا بعد تدخل أحد أقربائه للقيام بالإجراء الإدارى!. هذا واشتكى السيد بوكتو من بعض الغِلظة في التعامل من قبل بعض العاملين بمستودع الطب الشرعي، «فحتى طريقة غسل الميت أثارت امتعاضنا...»، مضيفا أنه «من الواجب على هؤلاء التعامل معاملة حسنة وبصدر رحب مع عائلات مكلومة، وبالخصوص خلال اللحظات العصيبة التي تتلو الحوادث الخطيرة التي تودي بحياة أبرياء...». وفي أجواء الحزن التي عمت المكان، نصبت ثلاث خيام بحي المسيرة، أمام العمارات ، حضرت الحشود من الشبان والعائلات والأصدقاء، لتشييع الشبان الثلاثة إلى مثواهم الأخير بمقبرة الشهداء، في جو رهيب بعد صلاة الجنازة ظهر الثلاثاء الماضي. رحم الله صفوان أمين، بوكتو رشيد، طارق وهبي، وأسكنهم فسيح الجنان وألهم ذويهم وكافة سكان أحياء المسيرة، عادل، لمياء، الداخلة.. الصبر والسلوان. وإنا لله وإنا إليه راجعون.