لا تحس بالملل في الدوحة، على الأقل إذا كنت من عشاق الفنون الجميلة، حاليا بالإمكان زيارة عدة معارض فنية. حركة كل أطياف تجار اللوحات الفنية من كل بقاع العالم، لأن الإمارة أصبحت أكبر زبون في العالم. هذا ما أكدته مجلة "the art newspaper" في عددها لشهر يوليوز 2011. وهذه المكانة يؤكدها الخبر الذي كشفته مجلة vanity fair مفادها أن قطر حازت، في مزاد خاص إحدى النسخ الخمسة لتحفة »"لاعبي الورق«" التي ابدعها بول سيزان بثمن لم يكشف عنه رسميا، لكنه يقدر ما بين 250 و300 مليون دولار. أول إشارة على نشاط قطري في هذا المجال الخاص جدا تعود الى 27 أكتوبر 1999، بمناسبة بيع إحدى أجمل مجموعات الصور الفوتوغرافية في العالم، مجموعة الكتبي الفرنسي أندري جيمس. سعود محمد آل ثاني، أحد أقارب الأمير، اشترى أكثر من نصف الصور السلبية للمجموعة المعروضة للبيع بمبلغ 40 مليون فرنك. كان الشيخ سعود محمد آل ثاني يرأس وقتها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآثار في قطر وبدأ أوراشا لبناء عدة متاحف على يد أسماء دولية شهيرة في الهندسة. في سنة 2005، تاريخ إزاحته من مهامه، بلغ مجموعة المشتريات التي قام بها في سوق الفن حوالي 1,5 مليار دلار. رقم قياسي عالمي. لكن حجم المقتنيات القطرية من التحف الفنية لم يكشف إلا عند افتتاح متحف الفن الإسلامي الذي صممه المهندس ليومينغ بي. مقتنيات فنية تمت على مدى حوالي 10 سنوات، تضاهي حسب أوليفي واستون، المسؤول عن المتحف والمحافظ السابق لمتحف فيكتوريا والبير بلندن، ما تضمه كبريات متاحف العالم. كان يتعين انتظار تدشين المتحف في دجنبر 2010 لفهم سبب الارتفاع المتواتر لأسهم فناني العالم العربي: منذ 20 سنة، يجمع الشيخ حسن بن محمد بن علي آل ثاني، وهو فنان، ونائب رئيس هيئة المتحاف القطرية، هذه اللوحات والتحف، وجمع في هذا المتحف حوالي 6000 تحفة فنية تمتد من تاريخ 1840 إلى اليوم. وبما أنه من المنتظر أن يتم افتتاح متحف وطني جديد يشرف عليه المهندس الفرنسي جان نوفيل سنة 2013،، ويرتقب بناء متحف للتاريخ الطبيعي ومكتبة وطنية ومتحف للصور الفوتوغرافية.. ليس هناك أدنى سبب لتوقف هذه المقتنيات من التحف. ومن أجل تنفيذ هذه المقتنيات وظفت قطر في يوليوز 2011 إدوارد دوكمان الرئيس السابق لدار البيع كريستيز. الإمارة تشتري أيضا تحف ولوحات الفن المعاصر. وهناك شكوك بأن قطر وراء فشل الوصاية العينية للدولة الفرنسية على أعمال المخرج السينمائي كلود بيري ,المتوفى سنة 2009) والتي تم شراؤها سريا، وأيضا بشراء تحفة لداميان هيرست بيعت بثمن 14,34 مليون أورو من طرف دار البيع سوتبيز في يونيه 2007، والتي جعلت من صاحبها الفنان الأغلى في العالم قيد الحياة، أو لوحة للفنان مارك روتكو التي بيعت من طرف عائلة روكفيلر بمبلغ خيالي بلغ 72,8 مليون دولار. بثمن أقل، لكن برمزية واضحة، تزين لوحتان للأمير وإحدى زوجاته، بريشة الرسام يان بي مينغ، بهو المتحف. وتنتصب تحفة منحوتة للفنان الأمريكي ريشارسيرا قبالة متحف الفن الإسلامي، ومجموعة ضخمة للصيني كاي كيوجيانغ ستوضع غير بعيد. وتنتصب "»الأم«" وهي عبارة عن عنكبوت من البرونز والفولاذ، من إبداع لويز بورجوا، على علو 9 أمتار في بهو مركز المؤتمرات الجديد. وتعرض الفنانة الأمريكية من أصل فرنسي كذلك مجموعة من الأعمال في مقرات هيئة المتاحف القطرية. وأخيرا وليس آخرا, تم يوم 9 فبراير افتتاح معرض الفنان الياباني تاكاشي موراكامي، الذي يضم أزيد من 60 تحفة, منها لوحة فنية طولها 100 متر. والمفوض الذي اختير لإقامة هذا المعرض هو ما سيميليانوجيوني، المدير المقبل لاحتفالات الذكرى 200 للفن العصري بالبندقية.