كشفت أعمال حفر تجريها شركة مكلفة بربط جماعة مولاي عبد الله أمغار بقنوات الصرف الصحي، عن معلم أثري هام تمثل في اكتشاف سرداب يضم في تجويفه أعمدة دائرية الشكل مصنوعة من الحجر المنحوت، بالإضافة إلى جدران لم يتم التمكن من وصفها لصعوبة ولوج مكان الاكتشاف. وقد لعبت الصدفة دورها في هذا الكشف التاريخي الهام، وذلك عن طريق إحدى الجرافات التابعة للشركة المنفذة لمشروع تهيئة الصرف الصحي، والتي كانت تعمل بالموقع، حيث أدت عملية الجرف والحفر، إلى فتح تجويف أرضي، واكتشاف ذلك المعلم، الذي قد يحمل في طياته كشفاً آخر بالمنطقة لا يقل أهمية، قد يُؤدي إلى معلومات مضافة في الإرث التاريخي للمنطقة والذي لازال أغلبه مجهولا لحضارات بشرية استوطنت المنطقة قديما، بدليل ما تم العثور عليه في كهوف الخنزيرة، بقايا عظمية وحيوانية أثرية كلها تدل على أن الإنسان استوطن المنطقة منذ العصر الحجري. إلى ذلك، فإن الحفر الشبيهة بقبور القدامى والتي توجد بين صخور شاطئ مولاي عبد الله أمغار أو تيط كما كان يسميها الأقدمون، وهي حفر توكد أن تجمعا بشريا كان يوجد بهذا الشاطئ في العهود البونية. ومن جهته أوضح الأستاذ الباحث أبو القاسم الشبري، مدير مركز دراسات وأبحاث التراث المغربي البرتغالي، في تصريح صحافي أن الموقع توجد بداخله أعمدة قد تعود إلى العصر الوسيط، وأضاف أن هذا الاكتشاف يمتد بالضرورة بحفريات أخرى للوقوف علميا على أهمية هذه البناية والعمل على تأريخها، مضيفا أنه من السابق لأوانه الجزم بتحديد الفترة التاريخية لهذه الأثار، ولمن يعود هذا المعلم، موكدا أنه يعتقد أن المعلم يعود للعصر الوسيط. وقد عملت السلطات بالمنطقة على ردم المعلم ورد الأتربة والأحجار إليه حماية له من الضياع، في انتظار تشكيل فريق البحث الأثري الذي شرعت مصالح مديرية مركز التراث المغربي البرتغالي في مراسلة الجهات المختصة بالوزارة بغية إخبارها بالموضوع قبل أن تنطلق أشغال البحث والتنقيب فور تشكيل فريق البحث الأثري