تحركت ، خلال الأيام الأخيرة، مختلف الجمعيات المهتمة بالشأن البيئي وعلى رأسها جمعية البيئة والانسان ببركان وجمعية فضاء التضامن بوجدة وجمعية قدماء تلامذة مداغ وجمعية شمس باحفير، بالاضافة الى جمعية المبادرة بزايو ، الى جانب مواطنين وفعاليات المجتمع المدني بكل من اقليمبركان وزايو وراس الماء في اتجاه الجماعة القروية اولاد ستوت بزايو لتسجيل اعتراضاتهم على مشروع ترخيص صب المياه العادمة لمصنع السكر بزايو لفائدة شركة سوكرافور بأحد روافد وادي ملوية، وهو المشروع الذي أصدرت بشأنه وكالة الحوض المائي لملوية قرارا تحت رقم 02/03/2011 بتاريخ 04 يناير 2012 ، يقضي بفتح بحث علني يتعلق بصب 90 ألف متر مكعب شهريا من المياه العادمة بوادي ( البطحا - صبرا)، أحد روافد وادي ملوية. مشروع صب المياه العادمة بأحد أهم روافد وادي ملوية من طرف معمل السكر بزايو اغضب مختلف الفاعلين بالمجال البيئي بالمنطقة وشريحة عريضة من الساكنة القريبة من الوادي والتي مازالت لم تتخلص بعد من الآثار الخطيرة للكارثة البيئية التي عرفها نهر ملوية خلال شهر يوليوز من السنة الماضية والتي تسببت في نفوق أطنان من الأسماك والحيوانات الى جانب المحصولات الزراعية. وفي تصريح ل «الاتحاد الاشتراكي» قال نجيب بشيري رئيس جمعية البيئة والانسان ببركان : « إن رغبة معمل السكر بزايو في صب مياهه العادمة بأحد روافد نهر ملوية ، أمر خطير للغاية وخرق سافر للدستور الذي اولى اهمية قصوى للحفاظ على البيئة والتنمية المستدامة وهي رغبة تنم كذلك عن تهرب مكشوف من صب مياهه العادمة بمحطة المعالجة المتواجدة بزايو ورفض مبطن للانخراط في سياسة إنجاز محطات المعالجة التي تعرفها بلادنا ، والدليل هو ان قرار وكالة الحوض المائي لملوية بشأن فتح بحث علني في موضوع رافد ( البطحا ) يكشف بما لايدع مجالا للشك ان معمل السكر ظل ومنذ سنين يصب مياهه العادمة بدون ان يكون له أي ترخيص لذلك»، و«الغريب في الأمر، يضيف مصدرنا ، أن إدراة شركة سوكرافور كانت قد التزمت خلال كارثة ملوية السنة الماضية بأنها لن تصب مياه المعمل بوادي ملوية، وذلك وفق أسلوب جديد في معالجة المياه العادمة خصصت له حوالي مليار سنتيم ، والاكثر من ذلك، فنحن كجمعيات لانفهم لماذا تم استثناؤنا من طرف وكالة الحوض المائي لملوية بجانب مصالح المياه والغابات من اللجنة المكلفة بالاشراف على عملية البحث وكأن في الامر انتقاما منا لكوننا رفعنا دعوى قضائية بمعمل السكر بزايو الذي مازلنا نحمله المسؤولية في الكارثة البيئية التي ضربت وادي ملوية السنة الماضية» . رئيس جمعية البيئة والانسان شدد، من جهة اخرى، على «ضرورة ان يتحمل المجلس الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والبيئي مسؤوليته ازاء الوضع البيئي بوادي ملوية الذي مازالت أطراف كثيرة وعلى رأسها معمل السكر بزايو تسعى جاهدة الى الاجهاز على مكوناته البيئية ذات القيمة العالمية ونحن ننتظر، يتابع رئيس الجمعية ،من المجلسين المنتخبين بكل من بلدية زايو وجماعة اولاد ستوت واللجنة المكلفة بالبحث في الموضوع ان يقفوا في وجه هذا المشروع الذي لن يخدم المصلحة العامة في شيء بقدر ما سيعمل على تخريب الفضاء الايكولوجي ليس فقط بتراب الجماعتين، بل بكل المناطق المتاخمة لوادي ملوية» .