... قد يجمع كل المتتبعين للبطولة الوطنية أو ما أصبح يسمونها حاليا بطولة «العصبة الاحترافية» بأنها بعيدة كل البعد عن الاحتراف الحقيقي؛ أو بمعنى آخر الاحتراف بريء من بطولتنا، التي تفتقد أنديتها للإمكانيات المادية والبنيات التحتية ذات المستوى العالي، التي قد تساعد اللاعبين والأطر التقنية على العمل في ظروف جيدة تساعد على البذل والعطاء. كيف يمكن لنا أن نقول بأن ببلدنا بطولة احترافية؛ ولاعبو الفرق الوطنية لم يتوصلوا بمنح التوقيع ومنح مجموعة من المقابلات، علما أن البطولة لم يبق على نهايتها إلا أربعة أشهر. أتأسف كثيرا عندما أشاهد بعض اللاعبين يطالبون بصرف مستحقاتهم المالية العالقة منذ شهر أكتوبر الماضي؛ أي أن الانتظار دام حوالي ثلاثة أشهر علما بأن أغلب اللاعبين لهم التزامات أسرية وعائلية، مما يجعلهم يقترضون مبالغ مالية حتى يتوصلون بمستحقاتهم؛ وكم تأسفت عندما وقفت على مشهد غريب لم يحصل إلا بالبطولة الوطنية، عندما أصبح بعض اللاعبين الأجانب ببعض الفرق يودعون جوازات سفرهم (يرهنونها) لدى بعض المواطنين وأصحاب المحلات التجارية من أجل اقتراض مبالغ مالية لإعالة أسرهم المتواجدة معهم بالمغرب. إنها أشياء مؤلمة، لكنها الحقيقة المرة خاصة وأن هؤلاء الأجانب عزل بعيدين عن وكلاء أعمالهم وعائلاتهم، مما أصبح يدعو للشفقة عليهم في ظل مراقبة صارمة للوزارة الوصية على القطاع الرياضي، قبل أن يتدخل سفراء ووزراء خارجية بلدانهم . أظن أن الوقت حان لمحاسبة ومحاكمة من أساء لكرة القدم الوطنية وسمعت بلدنا؛ لأن الأموال تهدر بدعوى تطبيق الاحتراف، لكن لا احتراف تحقق في ظل هذه الأوضاع التي تبكي ولا تضحك بعد هذه المهازل. لقد بات المطلب ملحا لرسم خطة جديدة وهيكلة تتلاءم وطبيعة الممارسة الرياضية بهذا البلد، الذي نعتز بانتمائنا إليه.