عاد وفد المنتخب الوطني من الغابون صباح أول أمس الخميس، بعد مشاركة باهتة، فقد فيها أسود الأطلس أنيابهم بليبروفيل، بعد تواضع أمام تونس والغابون وانتصار يتيم على النيجر. قبل الرحيل كان الكل يهلل بمشاركة جيدة ومنافسة قوية على اللقب، لكن الواقع كذب كل التكهنات، ولم تتعد المشاركة واجب تسجيل الحضور. هذه الخيبة فجرت العديد من ردود الفعل، وخرج الشارع المغربي ساخطا من صدمة لم يكن يتوقعها، فبات المطلب الملح هو الرحيل الجماعي للمكتب الجامعي وكافة الطاقم التقني المشرف على النخبة الوطنية. وافتقد المكتب الجامعي للشجاعة، وأغلق أعضاؤه كل قنوات الاتصال، التي كانت مفتوحة قبل الرحيل إلى المونديال الافريقي. ربطنا أكثر من اتصال وبأكثر من مسؤول جامعي، وفي مقدمتهم الرئيس علي الفاسي الفهري، وحولتنا هواتفهم على العلب الصوتية التي نابت عنهم . في مقابل أكد غيريتس، أنه سيستمر في منصبه ، وأن مغادرته للمنتخب فيها ضرر كبير لكرة القدم الوطنية. مصدر مقرب من بناية الجامعة، أفاد بأن ندوة صحافية ستعقد قريبا، بعد خلود قصير للراحة، وسيحضرها المدرب إيريك غيرتس، وبعض الأعضاء الجامعيين من أجل فتح باب التواصل مع الإعلام والرأي العام الوطني، وحينها ستتم معرفة كل الأمور التي رافقت المنتخب خلال الرحلة الافريقية. وبخصوص العقدالذي يربط غيريتس بالجامعة، تم التأكيد على أنه لا يتضمن أي شروط بخصوص المشاركة القارية الحالية، ويكتفي فقط بضمان التأهل وهو ماتحقق، بالإضافة إلى التأهل إلى مونديال 2014 بالبرازيل، وهو الرهان الذي سيتم الانخراط فيه خلال الأشهر القليلة المقبلة. لأن بناء فريق وطني لا يتم بين عشية وضحاها. وأكد ذات المصدر على أن الناخب الوطني اعترف بخطئه، فهو خاض رفقة مجموعة من اللاعبين أول نهائيات قارية، وبالتالي طلب وقتا إضافيا لإعادة حساباته، وتصحيح أخطائه مستقبلا. وأضاف أنه اشترط عند صياغة العقد أن يكون بهذه الصيغة، حتى لا يحاسب على إرث سابقيه. فهو تسلم منتخبا في الحضيض، ونجح في ظرف وجيز إلى أعادته إلى سكة النتائج الايجابية، بدليل أنه أخرج الجماهير إلى الشارع بعد الفوز على الجزائر والتأهل إلى كأس إفريقيا. غير أن مصادر جيدة الاطلاع، تشير إلى أن عقد غيريتس لا يتضمن أي شروط للفسخ، مقابل ذلك يشدد على السرية التامة، وعدم الكشف عن أي تفاصيل، ومنها القيمة المالية، وهو ما أعلن عنه وزير الشباب والرياضة، الذي تراجع بشكل كلي عن تصريحاته السابقة، التي كان قد وعد فيها بالكشف عن راتب غيريتس.! وتضيف مصادرنا أن إقالة غيريتس لن تتحقق إلا في حالة ارتكابه خطأ جسيما، كأن يدلي بتصريحات مسيئة للمغرب أو يتورط مثلا في فضيحة أخلاقية، وغير ذلك فإن مبلغ فك الارتباط عنه قد يكلف مالية الدولة ما يناهز 9 ملايير سنتيم. وأضافت ذات المصادر أن الجامعة ارتكبت خطأ مهنيا عندما وقعت على عقد بهذه الصيغة، بل كررت الأمر مع فيربيك، الذي أهان الجماهير بمركب طنجة واعتدى على عضو جامعي بمراكش، دون أن يحرك المكتب الجامعي ساكنا، بل أكثر من هذا فعقده يخول له الاستفادة من منحة خاصة في حال تأهل المغرب إلى كأس العالم باعتباره مديرا للمنتخبات الوطنية. وفي تعليق لبعض الأطر الوطنية على ماوقع، أكد عزيز العامري أن الانتقاد يجب أن يتوقف عند هذا الحد، وأن يبدأ الجميع في البحث عن حلول للمستقبل، منوها بالعمل الذي تقوم به الجامعة على مستوى الفئات الصغرى، عبر خلق مراكز للتكوين، وإعادة تأهيل المنتخبات الصغرى، التي ستكون هي نواة المنتخب الأول في المستقبل. واستشهد مدرب المغرب التطواني بمنتخبي غانا والكوت ديفوار، المرشحين فوق العادة للظفر باللقب القاري، فهما بادرا إلى إنشاء مراكز للتكوين قبل سنوات، وكونا منتخبات صغرى نافست على كؤوس العالم، بل وفازت بها، وهي الآن تجني ثمار عملها، بل إنها ستكون في القريب قوى كبرى على المستوى العالمي. وفضل مجموعة من الأطر التي اتصلنا بها، التعليق على الموضوع علنا، بل اكتفت ببعض التلميحات، التي تصب كلها في خانة إهدار الكثير من الوقت، حيث كان علينا أن نتهم بالفئات الصغرى وإصلاح وجه البطولة ، وبالتالي تأخرنا عن الهدف، فحق علينا تجرع مرارة الإخفاق كل مرة.