تلقت عائلة المرحومة حكيمة أفراح التي لقيت حتفها، على إثر طعنات غادرة تلقتها من أحد أبناء الجيران الساكن بزنقة النواصر حي عبد الكريم الشعبي بسطات المسمى عبد اللطيف مطيع الله، الحكم الصادر ضد الجاني القاضي بمؤاخذته من أجل القتل العمد مع سبق الإصرار ومحاولة القتل العمد في حق أخيها والسكر العلني، وحكمت عليه هيئة غرفة الجنايات الابتدائية لدى محكمة الاستئناف بالسجن المؤبد، تلقته بالاطمئنان والشعور بالإنصاف، وهو الأمر المنتظر من كل مظلوم ومعتدى عليه أو على حقوقه أو على ذويه، كما ارتاح له سكان الحي، وخاصة الأزقة المجاورة لسكنى المدان عبد اللطيف الذي كان يعكر صفو حياتهم، حسب البعض. معطيات القضية موضوع الملف الجنائي عدد 2011/285 الذي نوقش أمام غرفة الجنايات الابتدائية خلال جلستها المنعقدة يوم الخميس 19 يناير 2012، تفيد أن المتهم يعيش مع رجل مقعد تبناه منذ صغره، واهتم به وأدخله المدرسة، لكنه انقطع عنها وأصبح يعاشر الجانحين من أقرانه، إلى أن غدا مدمناً على الخمر والمخدرات، وكان لا يرحم ضعف أبيه بالتبني الذي يعمد إلى تعنيفه باستمرار، لدرجة أنه أصابه إصابة خطيرة تم تقديمه على إثرها للعدالة ليحكم عليه بسنتين قضاها بسجن عين علي مومن الفلاحي بسطات. المتهم أرغم والده بالتبني أن يكتب له غرفة من المنزل الذي يسكنه، حيث تزوج وله بنتان، ويعيش عالة على والده المقعد. يوم الحادث، طلب المتهم من والده بالتبني أن يعطيه بعض الدراهم لشراء ما يحتاجه، لكن الأب المسكين اعتذر لعدم توفر المبلغ، فأخذ يسبه ويعنفه، فسمعت حكيمة أفراح بنت الجيران المقعد يصيح فهرعت مسرعة لمساعدته، لكن عبد اللطيف فاجأها بطعنة غادرة وأخذها من شعرها وكرر طعناته لها، فتدخل أخوها بوعزة أفراح لينقذها، مستعملا عصا، لكن كان نصيبه هو الآخر بعض الطعنات. بعد اللجوء الى الحيلة، تمكن رجال الضابطة القضائية بسطات من الدخول للمنزل وإلقاء القبض عليه، وحجز أداة الاعتداء وتحرير محضر له ولبوعزة بالمستشفى، حيث كانت حكيمة أفراح قد توفيت نتيجة للطعنات. أمام المحكمة، أفاد أنه لم تكن له نية القتل، لكن الرئيس واجهه بتعدد الطعنات. بعد مرافعات من دفاع المطالبين بالحق المدني (الأب والأم وأخ الهالكة) وممثل النيابة العامة، ودفاع المتهم، أدرج الملف للمداولة لتقرر الهيئة القضائية إدانة عبد اللطيف مطيع الله بالسجن المؤبد وبتعويضات للأم والأب 80.000 درهماً مناصفة وللأخ 20.000 درهم. للإشارة، فبوعزة كان هو الآخر متابعاً بالضرب والجرح بالسلاح ضد المتهم، حيث استعمل عصا ليدافع عن أخته، فحكمت المحكمة بإعفائه من العقوبة، لكونه كان في حالة الدفاع الشرعي (عن أخته ونفسه). وهكذا عاد الأمن نسبياً لزنقة النصر والأزقة المجاورة لها بحي عبد الكريم، مع التذكير أنه لازال به جانحون كثر.