أجمع باحثون أكاديميون وفاعلون سياسيون على أن البرنامج الحكومي الذي تقدمت به حكومة بنكيران هو أقرب إلى مبادئ عامة وإعلان نوايا، حيث إن البرنامج يجب أن يكون مقرونا بتسطير وتبيان الوسائل والآليات لتكريس وتنزيل الأهداف المعلنة. وأقر نفس الباحثين أن الحكومة المنبثقة عن انتخابات 25 نونبر ستتعرض لامتحانات متعددة في الشق السياسي والدستوري كما الاجتماعي والاقتصادي . كانت تلك خلاصات سجلها المشاركون في الندوة التي احتضنتها كلية آسفي أول أمس الثلاثاء، المنظمة من قبل طلبة الإجازة المهنية المتخصصة في التدبير العمومي والتنمية المجالية.. حول البرنامج الحكومي الذي وضع تحت مجهر التحليل والتفكيك العلمي الرصين. أسئلة عميقة أطرت هذه الندوة العلمية من مثل: هل الرهان اليوم على برنامج حكومي تعاقدي ؟ هل هذا برنامج العدالة والتنمية أم لأغلبية غير المنسجمة على مستوى المرجعيات؟ هل يمكن اعتبار هذا البرنامج قطيعة مع كل التصاريح والبرامج الحكومية السابقة بفلسفة جديدة وداخل سياقات مختلفة حكمت الراهن السياسي المغربي. فاليوم لدى الفاعل السياسي ، دستور جديد وربيع عربي وحركة فبرايرية وتحالفات حزبية من نوع خاص، كما معارضة الاختيار المسؤول ومعارضة الإكراه.. البرنامج أو "التصريح" عرضه المشاركون إلى تشريح مضامينه وتفاصيله التي خرجت للعلن، وتوقفت التدخلات عند الثقوب ونقاط الضعف التي عكست منطق الاستمرارية والاستقرار في المشاريع الهيكلية الاستراتيجية التي لم تمس أو تم الاقتراب منها . وفي السياق ذاته أكد باحث أكاديمي في نفس اللقاء حاجة المغاربة اليوم إلى معارضة حقيقية ومسؤولة، وحاجة المغاربة إلى حلحلة المشاكل الاجتماعية والاقتصادية المرتبطة بالشغل والعيش الكريم والكرامة والاحترام ..الحكومة قالت وأعلنت عما لديها لذلك يتوجب الانتصار للتأويل الديمقراطي للوثيقة الدستورية ، دون إغفال للجهات التي تحاول إعطاء تفسير تقليداني للدستور. التثبيت النهائي والأكيد للمنهجية الديمقراطية واحترام صندوق الاقتراع واحترام نظام التمثيلية أيضا، كان ذلك من الخلاصات الجوهرية في هذه الندوة التي أدارها الدكتور أحمد قيلش باحث في التنمية والديمقراطية المحلية، والتي أعطى انطلاقتها عميد الكلية الدكتور الحسان بومكرض. النقاش الذي أثري بالمداخلات، أطرته أسئلة دقيقة حول الحكومة حول الرهانات الأساسية والاقتصادية، حول النفوذ والريع السياسي ، حول التاريخ والانتقال الملكي والانتقال الديمقراطي. وكانت شهية الطلبة مفتوحة لاستدعاء كل الأسئلة التي ستجد الحكومة نفسها مطوقة بالإجابة عنها خلال مدة انتدابها.. ومما أعطى لهذا الحوار الجماعي في الندوة المذكورة ملحا خاصا ، هو تعزيز منصة المشاركة بمسؤول حزبي من العدالة والتنمية ومسؤول عن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية .