تعتبر مدينة وزان من أعرق المدن المغربية، ويعود تاريخ هذه المدينة إلى عهد الرومان الذي لا تزال بصماته على هذه المدينة، وكذلك صناعتها التقليدية نذكر منها :السواقي والنواعير والمطفيات والحدادة ودبغ الجلود وصناعة القناديل ،وعندما دخل اليهود من الأندلس لمدينة وزان ، بدأت تبرز على الساحة بعض الصناعات التقليدية منها صناعة السروج والسباكة وصناعة الرابوز والبلغة والزليج البلدي ،وصناعة الجلود والنجارة والخراطة وغزل الصوف والجلباب والحايك والخياطة والنقش على الخشب والنحاس والزخرفة على القطع المعدنية، وقد كانت هذه المدينة العريقة تعرف قديما بالزاوية الوزانية وخير دليل على هذا هو صومعتها التي يرجع تاريخها إلى عهد الفتوحات الإسلامية ، ومن هنا سميت بصومعة الزاوية. ومع دخول الإستعمار الفرنسي للمغرب سنة 1912 كانت تعرف مدينة وزان ازدهارا لا مثيل له في شتى المهن التقليدية،ومن هنا جاء دور تنظيم المهن التقليدية وبدأ المستعمر الفرنسي في إنشاء أحياء صناعية وكانت هذه المهن التقليدية هي الركيزة الأساسية للإقتصاد المحلي لهذه المدينة رغم الدور السلبي الذي لعبه المستعمر الفرنسي في جل قطاع الصناعة التقليدية ، وبالذات الظهير لسنة 1913 لكي يحمي مصالح الفرنسيين فقط بدون استتناء، وبعد حصول المغرب على الإستقلال سنة 1956 كان الصانع التقليدي الوزاني يترقب كل ما يجري على الساحة المغربية من تغيرات وتعديلات في نصوص قانون الشغل الذي حرمه من كل حقوقه، منها الضمان الإجتماعي والصحي وهيكلة هذا القطاع ... غير أنه في السنوات الأخيرة بدأ يتفاءل بقرية الصناعة التقليدية والتي تم إنجازها في التسعينيات من القرن الماضي عندما كانت مدينة وزان تابعة لعمالة إقليمسيدي قاسم، وظل هذا الصانع ينتظر افتتاح القرية الصناعية ، وعندما جاء السيد المندوب لمدينة وزان وتم استدعاء بعض الجمعيات التي تمثل قطاع الصناعة التقليدية بالمدينة وتم الوصول إلى اتفاق بين المندوب و بينها حيث تم طرح فكرة القرعة كشرط للإستفادة من الدكاكين الموجودة في القرية الصناعية، مع العلم بأن قطاع النجارة ظل مستثنى من الإستفادة من هذه القرية، كما جاء في دفتر التحملات الدي لا يخدم الصانع لا من بعيد ولا من قريب، كما أن القرعة تمت معارضتها من العديد من المهنيين لأنها ليست مقياسا للحكم على مدى مهارة صانع دون آخر، ومن هنا نطالب المندوب الجديد على عمالة إقليموزان، بتكوين لجان تمثل كل القطاعات المهنية الموجودة بالمدينة لتشرف على اختيار أمهر الصناع التقليديين . إن قرية الصناعة التقليدية تشكل للصانع دفعة قوية ، سواء للسياحة المحلية والوطنية أوالدولية وخلق مهرجانات محليا ووطنيا ودوليا ، من أجل ترويج السوق المحلي بالمنتوج التقليدي وخلق فرص للشغل وخلق توأمة مع جل القرى الصناعية بالمملكة للتعريف بالمنتوج الوزاني، ووضع برامج تحسيسية وتبادل الخبرات ، وكذا الدفع بالمنتوج المحلي لكونه الركيزة الأساسية لهذه المدينة العريقة... لهذا فالمطلوب من السيد المندوب على إقليموزان، الإسراع بتحديد موعد من أجل افتتاح قرية صناعة التقليدية.