عرف المقر الوطني للحزب مساء يوم الأربعاء الماضي، عقد لقاء تشاوري للشبيبة الاتحادية بنائبة رئيس المنظمة الأممية الاشتراكية للشباب IUSY والكاتبة العامة للشبيبة الاشتراكية الاسبانية باوروبا تاليكون بياتريس على هامش زيارة لها إلى المغرب. في بداية اللقاء رحب علي اليازغي الكاتب العام للشبيبة الاتحادية بالسيدة تاليكون، معربا لها عن اعتزاز منظمة الشبيبة الاتحادية بهذا الاستقبال ومتمنيا لها زيارة ممتعة وناجحة بالمغرب، ليتطرق بعد ذلك إلى التذكير بالمسار النضالي لمنظمة الشبيبة الاتحادية من حيث التأسيس والسياقات إلى بناء الذات وفرض موقع متميز من خلال المواقف النضالية للشبيبة طيلة عقود من الزمن، وبفضل نوعية وتعدد الأطر الشابة المتميزة على المستوى الوطني. وتطرق علي اليازغي للأحداث الراهنة بالمغرب في السنوات الأخيرة والتي عرفت في السنة الماضية، خصوصا، حراكا مجتمعيا شبابيا من خلال حركة 20 فبراير والتي يعتبر الشباب الاتحادي عنصرا فاعلا في حركيتها، وما أدى ذلك من تسريع للإصلاحات الدستورية التي لطالما نادى بها حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية منذ تأسيسه، وآخرها تقدمه بمذكرة إصلاحية إلى ملك البلاد بعد قرارات المؤتمر الاخير سنة 2008 والتي تضمنت ضرورة الانخراط في إصلاحات دستورية وسياسية بشكل فوري وعميق، كما تطرق إلى الأجواء التي عرفتها الإصلاحات الدستورية الأخيرة سواء من حيث طريقة المراجعة كطريقة تشاركية ممنهجة عرفت مشاركة مختلف الحساسيات من أحزاب ونقابات وحقوقيين ومجتمع مدني، ونفس الشيء بالنسبة للانتخابات التشريعية الأخيرة والقرار الذي تمخض عن برلمان الحزب بالرجوع إلى صف المعارضة، باعتباره الاختيار الأسلم والمنطقي سواء بالرجوع إلى نتائج الاقتراع أو بناء على هوية الحزب التي لا يمكن انصهارها في هوية محافظة وللعمل كذلك على توضيح الرؤية والتقاطبات السياسية أمام المجتمع المغربي. ووضح اليازغي أن الاتحاد الاشتراكي سيعارض معارضة مسؤولة وبناءة خدمة للمنفعة العامة والفعل الاشتراكي الديمقراطي. من جهتها شكرت تاليكون بياتريس الشبيبة الاتحادية على هذا الاستقبال، وعلى التقديم الذي يعطي صورة واضحة عن الوضعية السياسية الراهنة للمغرب، وتطرقت بدورها إلى الوضعية السياسية لاسبانية مبرزة أن الحزب الاشتراكي الاسباني بدوره رجع إلى المعارضة بعد فوز الحزب الشعبي بالانتخابات الأخيرة ، وبأن الوضعية في إسبانيا ليست بالسهلة على مستوى تدبير الشأن العام مع تضاعف الأزمة الاقتصادية والمالية التي أثرت كثيرا على إسبانيا. وبخصوص القضايا المشتركة على مستوى الأممية الاشتراكية التي تضم أزيد من 140 منظمة اشتراكية شبابية في العالم، فقد أوضح علي اليازغي مدى الاعتزاز بالانتماء لهذه المنظمة الشبابية الدولية لما تلعبه من دور حيوي وفعال في قضايا استراتيجية تهم انشغالات شباب العالم في شتى المجالات والميادين، ودعا علي اليازغي إلى بلورة القيم والمبادئ التي تنادي بها المنظمة من حيث السعي والضغط في اتجاه حل عادل وسلمي للقضية الفلسطينية، والى ضرورة المناولة الموضوعية والحيادية لملف الصحراء المغربية المبنية على الوقائع والحقائق وليس الأكاذيب والافتراءات، والانتباه إلى التحرشات التي تمس الوفد المغربي خلال كل اللقاءات الشبابية العالمية الاشتراكية. وأكد للضيفة أن ملف الصحراء المغربية بالمغرب هو ملف إجماع وطني، وفي هذا الصدد وجه الأخ الكاتب العام دعوة صريحة للأممية الاشتراكية بكافة أعضائها من خلال تاليكون بياتريس إلى القيام بزيارة تفقدية إلى الأقاليم الصحراوية للوقوف على واقع الحال، من حيث مستوى التنمية الاقتصادية والاجتماعية وللقاء المواطنين الصحراويين حتى يتم التكذيب الملموس لمزاعم الانفصاليين، كما رحب بتنظيم ورشات موضوعاتية ولقاءات بالمغرب بشراكة مع IUSY ومنظمة الشبيبة الاشتراكية الاسبانية. ومن جهتها أبدت تاليكون بياتريس استعدادها للمقترحات المتداولة في أفق تعزيز وتعميق التعاون، وتبادل الخبرات من خلال العمل على بلورة مضامين اللقاءات على أرض الواقع.