حظي موضوع التربية على المواطنة ولا يزال باهتمام بالغ من طرف دول الاتحاد الأوربي، إذ قامت شبكة المعلومات حول التربية في أوربا « EURYDICE» بإنجاز بحث شمل ثلاثين دولة أوربية، استهدف سبر أغوار مادة التربية على المواطنة في المدارس الأوربية، وقد نُشر هذا البحث في كتاب يضم حوالي تسعين صفحة وتم طبعه ببلجيكا (ماي 2005)، وهو من منشورات الاتحاد الأوربي من تمويل اللجنة الأوربية (الإدارة العامة للتربية والثقافة)، وهو متوفر باللغتين الإنجليزية والفرنسية، ووضع تقديمه Jan Figel/ جان فيجيل، مراقب مُكلف بالتربية، التكوين، الثقافة والتعدد اللغوي بالاتحاد الأوربي. ويحتوي الكتاب على تقديم ستة فصول وخلاصات. ونظرا لأهمية الكتاب، وجدة القضايا التي يطرحها، وتعميما للفائدة ارتأينا ترجمة بعض المقاطع المفصلية في الكتاب مع التركيز على بعض الفصول حتى يتسنى لنا الاطلاع على التجربة الأوربية في مجال تدريس «التربية على المواطنة» والإفادة منها بهدف إغناء التجربة المغربية في هذا المشروع الواعد. أصبحت في السنوات الأخيرة مسألة تقوية الانسجام الاجتماعي والمشاركة الفعالة للمواطنين في الحياة الاجتماعية والسياسية أولوية مطلقة في جميع الدول الأوربية، إذ قدمت اللجنة الأوربية الدعم المطلق لهذا الهدف /الرهان، ففي نشرتها التواصلية لسنة 2004: «تأسيس مستقبلنا المشترك، تحديات سياسية ووسائل مالية للاتحاد الموسع 2007/2013»، قررت اللجنة –بوضوح- تنمية المواطنة الأوربية كإحدى الأولويات الأساسية لعمل الاتحاد الأوربي. إن هدف البرنامج المستقبلي للاتحاد الأوربي «مواطنون من أجل أوربا»، يتمثل في ترقية المشاركة المدنية وتقوية الشعور بالمواطنة وذلك من خلال متابعة برنامج العمل الحالي الذي سينتهي سنة 2006 ومواكبة البرنامج الجديد الذي سيمتد سبع سنوات أخرى (إلى غاية 2013) عبر منح الاتحاد الأوربي الوسائل التي سيحتاج إليها من أجل تحقيق أهدافه. إن إعداد البرنامج كان موضوع مشاورات واستشارات مع مختلف مكونات المجتمع المدني، لأنه سيدعم مشاريع ومحاولات تأخذ على عاتقها تحسيس الأوربيين وتوعيتهم بحقوقهم وواجباتهم كمواطنين وإشراكهم في مسلسل الاندماج الأوربي وتنمية شعور الانتماء لديهم تجاه أوربا وهوياتهم الأوربية. إن تنمية وضعية مدنية مسؤولة يمكن تشجيعها لدى الأطفال منذ السنين الأولى، إذ تمكن التربية على المواطنة من تعلم حقوق المواطن وواجباته، احترام القيم الديمقراطية وحقوق الإنسان، فضلا عن أهمية المواطنة، التسامح والمشاركة في مجتمع ديمقراطي، كما تعتبر التربية على المواطنة طريقة لإعداد الأطفال والشباب وتهييئهم ليصبحوا مواطنين مسؤولين وفاعلين. إن هذا البحث أو النشر الجديد لشبكة المعلومات حول التربية في أوربا» «EURYDICE» يفحص التربية على المواطنة كما اقترحت في المدارس ، حيث شمل البحث ثلاثين دولة أوربية مشاركة في هذه الشبكة، وقد ركز البحث المقارن على مختلف المقاربات الوطنية للتربية على المواطنة وأي حجم أوربي أو دولي تمت إشاعتهما في تعلم هذه المادة في المدرسة، كما أبرز البحث أن مقاربة ، تم إعدادها في هذا المجال ، متوفرة في أغلب البلدان الأوربية، غير أن تطوير التكوين لدى مُدرسي المواطنة يعتبر وسيلة ناجعة لمشاركة فعالة للتلاميذ في المجتمع، وهما (التطوير والمشاركة) تحديان أساسيان بالنسبة للسنوات المقبلة. وقد اعتمد المجلس الأوربي 2005 سنة أوربية للمواطنة عبر التربية كما دَعَّم الاتحاد الأوربي عمليات العمل الدال والمُقدم من قبل المجلس الأوربي من أجل ترقية التربية على المواطنة، وأتمنى أن يشكل بحث «شبكة المعلومات حول التربية في أوربا» «Eurydice» دفعة قوية لهذا الدعم/ الخطوة. الفصل الأول: المواطنة والسياسة التربوية: تنهض التربية بدور أساسي في الارتقاء بمواطنة فاعلة ومسؤولة، إضافة إلى الآباء الأسرة -بمعناها الواسع- الأصدقاء، الجماعات المحلية، والمدرسة باعتبارها فضاء اجتماعيا بامتياز، إذ كان دائما من بين أهدافها التربوية إعداد الشباب للحياة العامة، ومنذ ذلك الوقت أضحت المدرسة تنقل للمتعلمين الكفايات الأساسية والمعارف الضرورية التي تهيئهم للمشاركة في المجتمع والمساهمة بشكل إيجابي في تطوره. سؤالان أساسيان ملازمان لهذه الإشكالات تم عرضها في هذا الفصل: 1 - هل يوجد مفهوم (تصور) وطني للمواطنة المسؤولة ؟ إذا كان الجواب بنعم، أي معنى يكتسبه هذا التصور في المصادر التشريعية والتوجيهات الرسمية؟ 2- ما هي الخصائص المميزة للسياسة التربوية التي تهم دور النظام التربوي في تنمية مواطنة مسؤولة كما هي محددة في المصادر الرسمية المختصة؟ · تعريفات المواطنة المسؤولة ومفهومها: التعريف المختزل لمقولة «المواطنة المسؤولة» المتبنى في إطار هذا البحث، قد قُدّم في تصدير الكتاب. يجب التذكير دائما بأن مصطلح «مواطنة» يمكن أن يحتوي دلالات مختلفة حسب السياق الذي استعمل فيه عبر اللغة الوطنية لمجموعة من الدول، إذ يشير في بعضها إلى العلاقات الشرعية والقانونية بين المواطن والدولة، وفي دول أخرى، يستمد المصطلح دلالته من الدور الاجتماعي للمواطنين في المجتمع الذي يعيشون بين أحضانه، أغلب المصادر التشريعية الوطنية لا تحدد بكيفية دقيقة وواضحة مقولة «مواطنة مسؤولة» ، كما تظهر بصيغ مختلفة في مختلف الوثائق الرسمية، دول عديدة تحدد مفهوم «المواطنة المسؤولة: من خلال اعتماد مصطلح آخر أو تعبير مغاير مثل «المشاركة المدنية» (لتوانيا- رومانيا)، «وضعيات مدنية» أو «الوعي المدني» (بولونيا)، «حقوق وواجبات مدنية» (ألمانيا- لتوانيا- هولندا- المملكة المتحدة- سكوتلاندا). بصفة عامة يمكننا الإقرار بأن المواطنة المسؤولة تغطي موادا ذات علاقة «بالمعرفة وبالتمرين على الحقوق والمسؤوليات المدنية»، إذ توحد كل الدول بشكل متساو تصورها تجاه بعض القيم المرتبطة بإعداد مواطن مسؤول، هذه القيم تتضمن الديموقراطية، الكرامة الإنسانية، الحرية، احترام حقوق الإنسان، التسامح، المساواة، احترام القانون، العدالة الاجتماعية، التضامن، المسؤولية، الاستقامة، التعاون، المشاركة، الانفتاح الروحي، الثقافي، الذهني والمادي، بعض الدول تولي بشكل أو بآخر، أهمية لإحدى أو كل هذه القيم، لكن بصفة عامة ننتظر أن تساهم جميعها في بلورة فهم عام للمفهوم ووضعه على محك التطبيق. الفصل الثاني: 1- التربية على المواطنة والمنهاج: تنص توجيهات المجلس الأوربي (2002) حول التربية على المواطنة الديمقراطية صراحة على أن جميع مستويات النظام التعليمي يجب أن تساهم في اعتماد هذا المفهوم ضمن المقررات الدراسية سواء كمادة دراسية مستقلة أو كموضوع مستعرض، هذه التوجيهات نفسها تدعو إلى اختيار المقاربات المتعددة التخصصات من أجل تيسير اكتساب المعارف، الوضعيات، والكفايات الأساسية للأفراد حتى يعيش الجميع في تناغم في مجتمع ديمقراطي ومتعدد الثقافات. يركز هذا الفصل على قانون «التربية على المواطنة» في المقررات الرسمية للتعليم وعلى دراسة الأسئلة الآتية: - بأي طريقة أو صيغة يطُرح سؤال «المواطنة المسؤولة» في المقررات التعليمية؟ - أي مقاربة (من ضمن مقاربات متعددة) اعتمدت في هذا المجال؟ هذه المادة هل هي إجبارية أم اختيارية ؟ - ما هي أهداف ومحتويات التربية على المواطنة كما هي محددة ومشروحة في المنهاج؟ هل البرنامج التعليمي يركز على مبادئ مشاركة فعالة للتلاميذ في الحياة داخل المجتمع ؟ وهل يستحضر تصوراتهم حول الانتماء إلى جماعة يتقاسمون معها القيم نفسها ؟ هل هناك أهداف محددة بدقة فيما يخص مختلف أنواع الكفايات التي يجب على التلاميذ اكتسابها في إطار التربية على المواطنة ؟ 2 - مقاربات التربية على المواطنة: في إطار المنهاج، يمكن للتربية على المواطنة أن تكون منظمة بطرق مختلفة تبعا لمستوى التربية من جهة وتنظيم برنامج التعلم في البلد المعني من جهة أخرى. يمكن تعريفها أيضا ك»مادة مستقلة» إجبارية أو اختيارية، أو إدماجها في مادة أو مواد أخرى مثل التاريخ أو الجغرافيا، هناك إمكانية أخرى تنص على اقتراحها «كموضوع تربوي مستعرض» بشكل يراعي حضور مبادئ التربية على المواطنة المسؤولة في جميع مواد البرنامج التعليمي، هذه المقاربات المختلفة لا يلغي بعضها الآخر. في أغلب الدول الأوربية، تقدم التربية على المواطنة كمبدإ مُوجّه وناظم لأهداف البرامج الخاصة للتعليم الإلزامي والثانوي العالي، إذ تعتبر جزء أو جانبا من برامج الدراسات في كل الدول، وتؤخذ بعين الاعتبار في المستويات الثلاثة للتعليم العام المُعتمد في هذا البحث، غير أن الطريقة التي ضُمِّن بها هذا المبدأ تختلف بقوة من بلد لآخر. على مستوى التعليم الابتدائي، تعتبر التربية على المواطنة مادة مستقلة خاصة في الجماعة الجرمانية لبلجيكا حتى موسم 2006/2007، وفي رومانيا وإستونيا واليونان والبرتغال والسويد، وهي مُدمجة مع مواد أخرى أو مقدمة كموضوع مستعرض في جميع الدول الأخرى. على مستوى التعليم الثانوي، تحضر التربية على المواطنة كمادة مستقلة تماما (اللكسومبورغ- بولونيا- سلوفينيا- السويد- اليونان- إستونيا- بريطانيا). سواء في مستوى الثانوي الأدنى أو مستوى الثانوي الأعلى. في (فرنسا- النامسا- النرويج- بلغاريا)، تشكل التربية على المواطنة مادة منفصلة فقط في مستوى الثانوي الأعلى، لكن في أغلب الدول تحضر كمادة منفصلة (مستقلة) ومُدمجة مع مواد أخرى أو كموضوع مستعرض. عندما تدمج التربية على المواطنة مع مواد أخرى، تكون ممزوجة مع التاريخ، العلوم الاجتماعية، الجغرافيا، الدين، الأخلاق، الفلسفة، اللغات الأجنبية، لغة التعليم. في بعض الدول، تدمج التربية على المواطنة مع مواد مثل: «نهضة المبادرة العلمية» (الجماعة الفرنسية لبلجيكا) و»البيئة» (جمهورية التشيك، اليونان، هنغاريا، هولندا، سلوفينيا) و «الجغرافيا المحلية والتثقيف العلمي والتقني (ألمانيا) و «الأدب القديم» (اليونان) و «التربية على الصحة» (لتونيا- هولندا) و «التاريخ الوطني» (سلوفاكيا) و»القابلية الاجتماعية» (إزلندا). عندما توزع كمادة مستقلة، تكون المواطنة دائما موضوع درس إجباري لكن حين تكون مدمجة مع مواد أخرى أو موزعة كموضوع مستعرض، يجب التوصية باعتمادها بقوة وبشكل كامل في مظاهرها المختلفة. في بعض الدول، مجموعة أنواع من الكفايات المرتبطة بالمواطنة تكون مُبينة ومشار إليها بوضوح في الأهداف المسطرة للمعارف، وكل التلاميذ يفترض أنهم اكتسبوها. بالنسبة للدول التي تُدمج فيها التربية على المواطنة مع مواد أخرى أو تكون موضوعا مُستعرضا، ليس من الممكن دائما تحديد عدد السنوات التي سيتم من خلالها تصريف هذه المادة في إطار المنهاج الإلزامي، إذ لا يمكن تحديد الزمن المخصص للتربية على المواطنة إلا في الدول التي تعتمدها كمادة مستقلة ضمن المنهاج، لهذا السبب، خلص البحث إلى نتيجة مفادها أنه في نصف الدول الأوربية المعنية بالدراسة، لا يمكن إعطاء أو تقديم أية إشارة بخصوص الزمن المخصص للتربية على المواطنة. 3 - أهداف التربية على المواطنة: التربية على المواطنة مسلسل معقد ومستمر يبدأ منذ الطفولة المبكرة ويستمر مدى الحياة في هذا الإطار يتيح التعليم الابتدائي تحسيسا أوليا بالقيم المدنية، ويشكل مرحلة أولى ذات أهمية ضمن مسار تكوين مواطن فعال ومسؤول في مجتمع ديمقراطي. في جميع الدول باستثناء اللوكسميورغ، تحضر مرجعيات التربية على المواطنة بجلاء في برامج التعليم الابتدائي، كما أن الأهداف المرتبطة بالتربية على المواطنة مُصاغة بطرق مختلفة حسب خصوصية البلد، وتبعا للسياق الوطني، العادات والإرث الثقافي. على مستوى التعليم الابتدائي، وفي أغلب الدول، الأهداف المُوجهة نحو تقوية المواطنة المسؤولة، تأخذ بعين الاعتبار السنين الأولى للأطفال وهي مصاغة ومبينة ومُعبر عنها بشكل مختلف عن الأهداف المحددة بالنسبة لمستوى الثانوي، إذ يعطى الامتياز في التعليم الابتدائي لتعلم قواعد العيش في المجتمع على حساب اكتساب المعرفة، كما تركز هذه الأهداف على الكفايات الأساسية لترسيخ الاحترام في العلاقات مع باقي الأطفال والراشدين، وعلى مبدإ الانتماء للجماعة المدرسية، المحلية، الوطنية والدولية، كما يتعلم الأطفال أيضا كيفية التصرف في وضعيات مختلفة سواء داخل المدرسة أو خارجها. وقد مكن تحليل أهداف التربية على المواطنة الظاهرة في الوثائق الرسمية من ملاحظة تنوع كبير في صيغ التعبير وفي المصطلحات المستعملة من أجل تقديم المواطنة في البرامج التعليمية، هذا الإجراء كشف عن مرجعيات واضحة حول بعض المفاهيم مثل حقوق الإنسان، التنوع الثقافي، التسامح، الالتزام، القيم، إلخ...، هذه المفاهيم تم تجميعها ضمن ثلاثة أصناف كبرى من الأهداف حسب درجة الانخراط الفعال المنتظر من قبل التلاميذ. 1- أهداف مخصصة لتنمية ثقافة سياسية لدى التلاميذ (اكتساب معارف حول حقوق الإنسان، الديمقراطية، اشتغال التنظيمات السياسية والاجتماعية، معرفة التنوع الثقافي والتاريخي). 2- أهداف مخصصة لتنمية وضعيات /قيم ضرورية لتكوين مواطن مسؤول (تعلم ثقافة الاحترام، تعلم الاستماع ومعالجة الصراعات الشخصية، المساهمة في تعايش منسجم ومتناغم، بناء قيم تراعي تعدد وجهات النظر داخل المجتمع، تشكيل صورة إيجابية عن الذات، إلخ ...). 3- أهداف مرتبطة بتقوية المشاركة الفعالة للتلاميذ عبر (إتاحة الفرصة لهم للمشاركة في حياة الجماعة المدرسية والمحلية، اكتساب الكفايات الأساسية للمشاركة بكيفية مسؤولة ونقدية في الحياة العامة، تقديم تجارب عملية حول الديموقراطية، تنشيط قدراتهم للالتزام تجاه بعضهم البعض، تشجيع المبادرات الفردية، إلخ..) هذه الأصناف الثلاثة من الأهداف تتميز بالترابط والانتظام ضمن مسلسل مستمر يراعي درجة تعقيد التعلمات من جهة وإشراك الفرد من جهة أخرى. يتمحور الصنف الأول من الأهداف حول الاكتساب المثالي للمعارف النظرية مما ينتج فهما غير سليم من طرف التلاميذ، في حين يتطلب الصنف الثاني إشراكا كبيرا للتلاميذ من خلال حالات ووضعيات معينة، أما في الصنف الثالث، فالتلميذ مدعو إلى التحرك من أجل التدخل والمشاركة الفعالة في الحياة السياسية، الاجتماعية والثقافية للجماعة. بشكل أكثر دقة، الأهداف المرتبطة باكتساب المعارف وتنمية الثقافة السياسية تركز أساسا على نقل المعلومات والمعارف مثل تاريخ البلد وجغرافيته، قواعد الدستور، البنيات والنظام السياسي الوطني، كما أن معارف التلاميذ في هذا المجال تقاس بسهولة عبر روائز أو امتحانات كتابية أو شفوية. الصنف الثاني من الأهداف يتوخى نشر الوعي وتنمية وضعيات ضرورية لدى المتعلم من أجل مساهمته في المجتمع كمواطن مثقف ومسؤول، كما أن هذه الأهداف تعود إلى حالات شخصية للتلاميذ وأيضا إلى نظام من القيم مقبول وموزع من قبل المجتمع، هذه الأهداف إذن هي أقل حيادا وأصعب قياسا من نقل معارف نظرية صرفة. أهداف الصنف الثالث والأخير تضم تصورا واسعا حول التربية على المواطنة الفعالة، إذ تصوب اتجاهها نحو إعطاء التلاميذ فرصا للانخراط الإيجابي أثناء العمل في القسم أو خارجه، وتشجيعهم على تبني المبادرات، منتهى هذه الأهداف هو قيادة التلاميذ نحو المشاركة بفعالية عبر استثمار مكتسبات الصنفين السابقين: المعلومات المكتسبة تساعد على تملك وتطوير القدرة على المشاركة الفعالة، أما القيم والوضعيات فهي تنهل من إطار المرجعيات الضرورية لإشراك مسؤول يعتمد على ممارسة حقوق المواطن وواجباته. *أستاذ التعليم الثانوي التأهيلي «ثانوية القرويين» فاس (يتبع)