مخطئ من يظن أن أولمبيك خريبكة يتوفر على أرشيف متكامل وشامل لكل مراحله، مند التأسيس سنة 1923 إلى اليوم، بدليل أن النادي في الكثير من الأحيان يعول على ما تزخر به بعض الجرائد والمجلات والكتب، التي تحدثت بإسهاب عن الماضي المشرق لممثل مدينة الفوسفاط خلال مختلف المراحل والأشواط التي قطعها الفريق مند انطلاقته بالبطولة العمالية، مرورا بالصعود لأول مرة إلى قسم الصفوة خلال الوسم الرياضي 83 - 84 والتتويج بلقب كأس العرب بعمان سنة 1996، علاوة على لقبي كأس العرش والبطولة الوطنية لموسمي 2005 - 2006 و2006 - 2007. وبالرجوع إلى الموقع الإلكتروني للفريق، المحدث مؤخرا، فإنه يفتقر جملة وتفصيلا للأرشفة العلمية وضبط الأرقام والإحصائيات، التي يحتاجها كل زائر، وبدرجة أكبر الباحثين، مما يؤكد ضرورة التفكير الجدي في إحداث متحف يؤرخ لقرابة قرن من الممارسة. وبالنبش في ذاكرة لوصيكا، نكتشف أنه لعب أربع نهايات لكأس العرش وظفر بواحدة في عهد مصطفى مديح أمام حسنية أكادير. ويبقى أحمد الشاربي أكبر معمر في تاريخ التسيير، وجواد الميلاني أكبر مشرف على تدريب الفريق، حيث قاد الأوصيكا في خمسة مواسم ونصف، كما يعتبر خليل الديهي أول رئيس يصعد بالفريق إلى الدرجة الأولى وعبد الخالق اللوزاني أول مدرب قاد الفريق بعد صعوده. كما أن المرحوم مصطفى البطاش هو من بصم كمدرب على الصعود أول مرة، بعد مباراة سد فاصلة أمام أولمبيك أسفي بملعب الحارثي بمراكش. ويعبد العزيز خمال، الصحافي بجريدة أخبار اليوم وراديو بلوس، والباحث في المجال الرياضي، أن الأرشيف ذاكرة مشرعة على الماضي والحاضر والمستقبل، لكل الأصناف الرياضية خاصة في الجانب المتعلق بالإحصائيات والأرقام، التي أصبحت ضرورة ملحة وحجر الزاوية بالنسبة للقارئ والمتلقي والمشاهد من أجل تكسير الروتين والنبش في معطيات تكاد تغيب عنه، لا سيما الجيل الصاعد الذي يتطلع دائما إلى معرفة ما خلفه الأبطال السابقين. وفي سياق متصل، فالتعليق الرياضي- على سبيل المثال - لكي يكون متكاملا وشاملا وملما بجميع الجوانب، لابد له من الاعتماد على دقة الأرشيف لربط الماضي بالحاضر واستخلاص الافاق. وأضاف خمال بأن جميع الأندية الوطنية أصبحت ملزمة بتنظيم مواقعها الإلكترونية، بالاعتماد على ذوي الاختصاص في التأريخ الرياضي.