كتاب جديد لبيرنار لويس» Le Pouvoir et la Foi de Bernard Lewis éedition Odle Jacob2011 بيرنار لويس «الإسلام ليس مجرد دين بالمعنى الغربي للكلمة ولكنه نظام متكامل للهوية والسلطة والانتماء». حسب بيرنار لويس : «أقرب الحضارات والثقافات إلى الغرب هي الحضارة العربية الإسلامية ، النموذج التركي بين أن ليس هناك تناقض بين الديموقراطية والإسلام» أثار الربيع العربي جدلا كبيرا بأوربا وزعزع العديد من المسلمات التي ركنت إليها كبريات مراكز البحث الجامعي ومراكز القرار بهذه البلدان.فانفجار الغضب بالعديد من بلدان المنطقة أدى إلى إسقاط أنظمة وديكتاتوريات مقربة من الغرب بل صديقة له . هذا الأمر اثأر العديد من التساؤلات حول مراكز البحث في الغرب التي تمد أصحاب القرار بتحاليل ودراسات حول المنطقة. وأغلب هذه الدراسات ليست دراسات بالمعنى الأكاديمي بل هي استطلاعات للرأي أكثر منها دراسات ذات طابع علمي أصبحت اليوم محط تساؤل في هذه البلدان ،لعدم قدرتها على التنبؤ أو إعطاء مؤشرات على هذه التحولات التي مست أغلب البلدان العربية بدون استثناء. طبعا المسلمة التي كانت سائدة في أوساط أصحاب القرار ووسائل الإعلام أن هذه المنطقة لن تعرف تحولا وأن وجود أنظمة ذات طابع ديكتاتوري هي جزء من ثقافة المنطقة وأن شعوبها لا يمكن حكمها من دون اعتماد هذه الأساليب المتخلفة والمتجاوزة . وكان الهاجس الوحيد لمصادر القرار الغربية هو التهديدات التي تشكلها الحركات الإرهابية من جهة ووزن الإسلام السياسي من جهة أخرى ومدى قدرته على اكتساح الحقل الديموقراطي في حالة اعتماد النظام الديموقراطي في هذه البلدان. الكتاب الذي نتطرق له اليوم لبيرنار لويس يذهب أبعد مما هو منتظر، ويعتبر أن أساليب الديكتاتورية والقمع الممنهج هي أساليب دخيلة على بلدان المنطقة وتعرفت عليها هذه البلدان من خلال احتكاكها بالاستعمار. هكذا يفسر سيطرة الأنظمة الشمولية الوطنية بالمنطقة في فترة الاستقلال والتي استوردت تقنيات الأنظمة الشمولية التي عرفها الغرب سواء أثناء أو بعد الحرب العالمية الثانية. من أجل فهم هذا الارتباك الذي تعرفه البلدان الغربية تعرض لعدد من الكتب لكتاب ومفكرين غربيين حاولوا فهم هذه المنطقة،منهم المستشرق البريطاني لويس بيرنار والذي تتم مقارنته بمستشرقين آخرين مثل ماكسيم روندسون وجاك بيرك.دون إهمال الحديث عن أسماء أخرى سبق لجريدة الاتحاد الاشتراكي أن تطرقت لها مثل اوليفيي روا،برهان غليون،جيل كيبيل. كتاب برنار لوي يتطرق إلى إشكالية أساسية والتي أهملتها اغلب الدراسات الغربية حول الإسلام السياسي وهي دراستها للحركات الإسلامية وعدم دراستها لدين الإسلامي وهذه المفارقة يشير إليها يوسف بلال في كتابه الأخير « الشيخ والخليفة»والمنشور بمنشورات جامعة ليون بفرنسا. Le cheikh et le calife ,Sociologie religieuse de l›islam politique au Maroc de Youssef Belal, Les éeditions de l›ENS de Lyon, juin 2011 أهم ما جاء في كتاب بيرنار لويس «السلطة والمعتقد،قضايا الإسلام بأوربا والشرق الأوسط» وهو كتاب مترجم من الانجليزية إلى الفرنسية وصدر في بداية شهر شتنبر الحالي2011 عن دار النشر أوديل جاكوب. بيرنار لوي هو متخصص في تاريخ العالم الإسلامي وصدرت له عدة كتب حول المنطقة،منها « كيف اكتشف الإسلام أوربا» و « الإسلام واللائكية وميلاد تركيا الحديثة « وهو يدرس بجامعة بريستون الامريكية، وكانت الصحافة الفرنسية تصنفه مع المحافظين الجدد هو أمر نفاه المعني بقوله انه لم يكن مع احتلال العراق وأنه تم تأويل مواقفه بشكل غير صحيح. في هذا الكتاب يدافع بيرنار لويس عن عدة أطروحات أساسية تخص الإسلام أهمها أن الإسلام يختلف عن باقي الديانات السماوية في تعامله مع السياسة،كما يعتبر أن ممارسات الديكتاتورية الاستبدادية عرفته منطقة الشرق الأوسط بعد أن تم احتلالها من البلدان الغربية الأوربية وأن المسلمون لم يعرفوا هذه الممارسات من الحكم فيما سبق.كما يعتبر أن عدة نقاشات وأفكارا تم استيرادها من الغرب مثل العلاقة بين الدين والسياسة والأحزاب الدينية وأن الإسلام منظومة متكاملة لا تفصل بين المعتقد والسياسة كما هو الحال في البلدان ذات الديانة أو الثقافة المسيحية. في بداية كتابه، يدافع بيرنار لويس على قاعدة أساسية وهي الاختلاف الجوهري بين الإسلام من جهة والمسيحية واليهودية من جهة أخرى في التعامل مع السلطة والدولة،ويذكر في بداية كتابه الذي يتألف من 263 صفحة في منشورات أوديل جاكوب 2011 ،انه «هناك قولة مشهورة في كتاب العهد الجديد يطلب من المسيحيين «إعطاء قيصر ما هو لقيصر ولله ما هو لله» وهي قولة تعود لفجر المسيحية وتعكس مبدأ أساسيا والذي سنجده فيما بعد في قلب الفكر المسيحي والممارسة الدينية . وكانت هناك دائما سلطتان،من جهة سلطة الله ومن جهة أخرى رمزيا سلطة قيصر. سلطتين تتطرقان إلى أشياء مختلفة وتمارسان في إطار تشريعي مختلف.لكل واحدة قوانينها ولكل وواحدة محاكمها وكذلك مؤسساتها وتراتبية أساسية لإدارتها.» «وهاتان السلطتان معروفتان في التقليد المسيحي باسم «الكنيسة» و» الدولة» وفي ظل التاريخ الطويل والمتقلب للمسيحية. هاتان السلطتان كانتا تتقدمان كأصدقاء أو كأعداء.وكانتا دائما مختلفتين، ولم يحصل أن امتزجتا مع بعضهما. لهذا فإن مبدأ فصل السلط هو مقبول سواء في الممارسات وفي بعض الأحيان حتى في القانون في أغلب البلدان المسيحية وما بعد المسيحية.» «في العالم الإسلامي وحتى حقبة غير بعيدة ،هذه المقاربة لم تكن موجودة بل لم يكن لها أي معنى. بالنسبة لمسلم من العهد الإسلامي الكلاسيكي، المسجد كان مكان للعبادة ومكان لدراسة، لكن الاسم لم يستعمل قط للحديث عن مؤسسة.إلا بعد أن تغيرت الأشياء في العصر الحديث تحت التأثير الغربي. في الإسلام الكلاسيكي الكنيسة والدولة تشكل شيئا واحدا.ولا يعني الأمر مؤسسات مفصولة عن بعضها أو يمكن فصلها.ومن المستحيل فصل الأنشطة الإنسانية والسلطات التي تقوم بتقنينها وإعطاء جزء منها إلى الدين وجزء أخر إلى السياسية أي جزء منها إلى الدولة وجزء آخر إلى سلطة دينية خاصة.» بمعنى أنه تاريخيا لم يكن هناك فصل واضح بين المنظومتين الدينية والدنيوية. بالنسبة للمسلمين ،ما هو ديني يشكل جزءا أساسيا بكل ما هو مرتبط بالحياة اليومية وتسيير الشؤون السياسية. ويلخص بيرنار لوي تاريخيا هذه الاختلافات بين الديانات الثلاث بالقول « الاختلافات السياسية الموجودة بين الديانات الثلاث للشرق الاوسط : الاسلام ،المسيحية واليهودية» مسطر عليها بوضوح في الروايات التي تشكل الأسس المقدسة لهذه الديانات الثلاث وتاريخها: موسى أخذ شعبه نحو الحرية وسط طبيعة جد معادية ولم يتمكن من الدخول إلى الأرض الموعودة،المسيح - حسب رواية بيرنار لوي- مات مصلوبا.وأتباعه شكلوا أقلية مضطهدة خلال عدة قرون حتى تمسح أحد الرومان الذي كان إمبراطورا، مما أذى إلى ميلاد علاقات معقدة وطويلة ما بين روما وباقي الدول، محمد حامل رسالة الإسلام، تمكن من النجاح في حياته، وكان على رأس دولة أصبحت أمبراطوية»- يعني الخلافة الإسلامية -. بمعنى «أن النبي محمد لم يؤسس جماعة فقط بل كيانا سياسيا ،مجتمعا، دولة والتي كان هو عاهلها.وبهذه الصفة كان يترأس الجيش ويقرر في الحرب آو السلم،يجمع الضرائب ويقرر القوانين ويسهر على تطبيقها...» . لهذه الاعتبارات يقول بيرنار لويس انه بالنسبة للمسلمين ومند التأسيس « ان الدولة والدين يشكلان شيئا واحدا.والعلاقة الحميمة بين المعتقد والسلطة هي خاصية للإسلام وهو ما يميزها عن الديانتين الباقيتين.» يعني المسيحية واليهودية. في نفس الاتجاه يعطي بيرنار لويس مثال اخر على الروابط التي تجمع المسلمين وتنظيمهم وهي رابطة بلدان المؤتر الاسلامي هي التي تجمع كل البلدان الاسلامية عبر العالم وهي رابطة غير موجودة عند باقي الدول سواء المسيحية او البودية أو غيرا من البلدان التي لا نفس الديانية. مثال اخر يذكره الكاتب في كتابه «السلطة والمعتقد، قضايا الإسلام بأوربا والشرق الأوسط»هو دور رابطة الاسلام بهذه البلدان وبهذه المنطقة وهي حقبة مواجهة الاستعمار الأوربي في المنطقة في القرن التاسع عشر ،عندما استعمرت بريطانيا الشمال الغربي المسلم بالهند ،وروسيا استعمرت منطقة القوقاز وفرنسا شمال افريقيا ، فان المقاومة القوية التي تمت بالمنطقة كانت باسم الاسلام وتمت من طرف الزوايا وتزعمتها شخصيات اسلامية. وهي بالنسبة للكاتب رابطة أساسية في المنطقة لا يمكن بتاتا تجاهلها . في هذا الكتاب يتطرق بيرنار لويس بشكل مطول الى العلاقات المعقدة بين الإسلام والغرب وكيف ان اغلب مجالات التغيير التي مست العالم الإسلامي هي قادمة من الغرب ليس فقط من خلال الاحتلال المباشر لبعض بلدان هذه المنطقة بل من خلال دخول الافكار الغربية وتقليد المؤسسات الغربية وهذه التحولات والتغييرات حسب لوي بيرنار بالمنطقة هي المسؤولة اليوم على التوثر والغضب بالمنطقة. وحسب الكاتب يوجد بالمنطقة ارتباط بالهوية القديمة وأمل في خلق امة تتجاوز الحدود التي تم خلقها اي الدول القطرية على انقاد الامبراطورية الاستعمارية القديمة. وفيما يخص هذه الامال في امة واحدة ،الإسلام ليس مجرد دين بالمعنى الغربي للكلمة ولكنه نظام متكامل للهوية والسلطة والانتماء. ويضيف ان الجاذبية اليوم الى الإسلام تقوت بشكل واسع في العالم الإسلامي بسبب الإحساس بالتعرض الى الاعتداء،الإهانة وضغط التغيير من طرف القوى الخارجية ،في ظرفية توجد بها الحياة الاجتماعية،الاقتصادية والسياسية لهذه البلدان في ظروف جد صعبة وفكرة التخلي عن هذه التقاليد الاجنبية المرتشية والعودة الى الاسلام تجد لها صدى كبير بالمنطقة حسب بيرنار لوي. وفي اطار الحديث عن هذه العلاقة بين الغرب والاسلام والتحولات التي مستها يقول بيرنار لوي في كتاب السلطة والمعتقد» حتى نهاية القرن السابع عشر كانت اوربا مهددة في حين كان عمق الاسلام لا يمكن ان يقترب منه احد.ولم يكن بإمكان الاوربيين الدخول،السفر والتجارة لا تتم الا بموافقة من السلاطين وحكام المنطقة وهي موافقة كان يمكن ان تسحب في اية لحظة.» «والتغيير الحاسم حدث عند هزيمة العثمانيين بفيينا وتراجعهم وتوقيعهم على معاهدة كارلويتس سنة 1699 وهي اول معاهدة تفرضها اوربا المنتصرة على تركيا العثمانية المنهزمة.ولمدة قرنين ونصف انقلبت الصورة ، وتميزت بتقدم اوربي وتراجع اسلامي. وهو تراجع تدريجي ادى الى اختفاء السلاطين والاستلاء على ارضيهم وتقسيم اغلب مناطق العالم الاسلامي الى مناطق تأثير ونفود اوربي. يعود بيرنار لوي عدة مرات في كتابه للمقارنة بين الديانات السماوية التلاث وعلاقتها بالسلطة،بالنسبة له الامر محسوم بالنسبة للاسلام ، «لان نبي المسلمين منذ البداية كان نبيا وقائدا لدولة وهو الذي اسس اول دولة اسلامية في حياته» .»وهو تاريخ يمتد ال 14 قرن، في حين تاريخ المسيحية وهو 16 قرن وليس 20 قرن ،لأنه فقط سنة 313 تم بشكل رسمي دخول الامبراطور الروماني قسطنطين الى المسيحية وجعل من المسيحية دين الدولة.وابتداءا من هذا التاريخ بدأت المسيحية تمارس السلطة.» « بعد ان قضت الديانية المسيحية عدة قرون في التضحية والمعنات قبل الوصول الى الدولة. ما هو وضع اليهودية التي تعتبر مجموعة محدودة العدد،لكنها لها كتابات جد مهمة من حيث الحجم عملية ونظرية في هذا المجال ،ولكنها في الاساس نظرية لسبب بسيط ان السياسة لم توجد في الواقع ولكن الممارسة اليهودية يمكن تلخيصها في القول المعروفة لراهب «المهم ما تقوله الحكومة» بالنسبة للكاتب ذاكرة الدول ذات الديانية اليهودية جد بعيدة ولا يمكن الاعتماد على التجربة الحالية التي لها 50 سنة فقط للوصول الى مقاربة، مقارنة مع العديد من القرون من الممارسة لدى المسحيين والمسلمين. بيرنار لويس يصل الى نتيجة اساسية في كتابه خاصة بعد النقاش الذي عرفته المنطقة بالداخل كما بالخارج هل الاسلام مع او ضد تطوير الديموقراطية الليبرالية؟ «يبدو انه من بين كل الحضارات الغير الغربية ،من وجهة النظر التاريخية،فان الاسلام هو الذي له الحظوظ الاكبر من أجل النجاح في النموذج الديموقراطي.تاريخيا،ثقافيا ومن وجهة نظر الدينية فان الثقافة المسلمة هي الاقرب الى الثقافة الغربية وتقتسم الارث الاساسي لليهودية والمسيحية واليونانية الرومانية التي تشكل اساس حضارتنا الحديثة» ويضيف انه من بين 46 دولة مستقلة منتمية الى منظمة المؤتمر الاسلامي فان تركيا هي الوحيدة التي يمكن اعتبارها ديموقرطية حسب المفهوم الغربي للكلمة.بالنسبة للبلدان الباقية هناك بلدان لم تحاول المرور الى هذا الطريق وبلدان اخرى حالت بدون نتيجة وبلدان اخرى حاولت تجريب اقتسام السلطة دون التخلي عليها.» وحول تساؤل هل المجتمعات المسلمة يمكنها ان تدخل الممارسة الديموقراطية يقول بيرنار لوي ان هذه المجتمعات نفسها التي عليها تأويل النص الاصلي والتقرير هل الديموقراطية مناسبة لها ام لا.» بالنسبة لبرنار لويس ان هزيمة الدولة العثمانية بعد حصار فيينا جعلت العالم الاسلامي الذي ينهزم لاول مرة مع اوربا يطرح عدة تساؤلات واهمها هل النجاح الاوربي له اسباب اخرى غير الاسباب العسكرية مثل الاسباب الاقتصادية والسياسية؟ومن المسلمين من اعتبر ان التصنيع والحكومة الدستورية هي مصادر القوة الغربية.» نفس التساؤلات طرحت ايضا بعض الفشل العربي سنة 1948 و1967 في استرجاع القدس وتم في البداية الاعتقاد انه فقط بالتفوق العسكري يمكن الانتصار واسترجاع الاراضي لكن في الاخير تم الاستماع الى الذين يقولون ان هناك اسابا اخرى اكثر عمق من أجل تجاوز الهزيمة.» بالنسبة لبيرنار لويس فان الوسائل الحديثة بالعالم العربي كان لها اثر جد سلبي على الحكم حيث حولت اغلب بلدان المنطقة الى بلدان سلطوية حيث ان الوسائل الحديثة لدولة حدت من تأثير السلط الوسيطة التي كان يعرفها العالم العربي والاسلامي مند عدة قرون .ففي الماضي لم يمارس اي خليفة عربي او سلطان عثماني الحكم بدون حدود كما تتمتع به اليوم العديد من الديكتاتوريات بالمنطقة.ففي تقاليد السنة حسب الكاتب كان يتم اختيار الحاكم من طرف من لهم الحق في ذلك رغم انه لا توجد نصوص تشريعية في هذا الاتجاه. وحسب منظومة السنة، فان العلاقة بين الخليفة والرعية هي محكومة بعقد وهو ما يسمى البيعة والتي تعني ان هناك عقد بين الحاكم والمحكوم يتضمن حقوق وواجبات.وهذه الممارسة ليست فقط نظرية في الاسلام بل انه في تاريخ المنطقة تم في العديد من المرات اقالة الحاكم من مهامه بموجب هذا العقد.ففي العالم الاسلامي على خلاف باقي الانظمة التيوقراطية فان الحاكم لم يكن فوق القانون.» بيرنار لويس وصل في ختام كتابه الى القول ان لا يمكننا ان نعتبر ان الديانات غير متوافقة مع الانظمة الديموقراطية وان جميع الممارسات السياسية كان يحكمها التأويل للنصوص الدينية،وحسب قراءته التاريخية فان العالم الاسلامي لم يعرف الديكتاتوريات الا بعد فترة الاحتلال الغربي في حين ان الانظمة التي حكمته في السابق سواء نظام الخلافة او السلاطين ،فان الحاكم لم يكن فوق القانون وكان هناك نوع من العقد بين الحاكم والمحكوم يسير البيعة التي تحكم هذه العلاقة والتي لم تكن نظرية بل طبقت تاريخيا من خلال ازاحة العديد من الحكام،فيما يخص العالم الاسلامي والديموقرطية فحسب بيرنار لويس فان اقرب الحضارات والثقافات الى الغرب هي الحضارة العربية الاسلامية وبالنسبة له النموذج التركي بين ان ليس هناك تناقض بين الديموقراطية والاسلام. ورغم ان كتاب بيرنار لويس جد مهم من خلال مقاربته التاريخية لمحاولة فهم المنطقة فان ما يمكن ان مؤاخذته عليه هو جهله التام بالمغرب والمنطقة المغاربية وتجارب الحكم التي عرفتها عبر 10 القرون الاخيرة والتي ليس لها اي اثر في مقاربته للوضع بالمنطقة.وبحكم ثقافته ولغته الانغلوسكسونية فان كل النماذج والامثلة والدراسات التي اعتمد عليا في تحليل تاريخ الانظمة السياسية بالمنطقة كانت تقتصر على الخصوص على تاريخ تركيا العثمانية وبدرجة اقل مصر وباقي بلدان الشرق الاوسط. في ختام كتابه يعتبر بيرنار لويس ان النموذج السياسي الذي تم وضعه في العراق يمكن ان يصبح نموذج الديموقراطية في المنطقة وهناك تخوفين من هذا الوضع : تخوف من فشل هذا التحول نحو الديموقراطية الذي تعبر عنه الولاياتالمتحدةالامريكية وهناك ايضا الخوف من نجاحها من طرف بلدان الشرق الاوسط المجاورة.حرية حقيقية بالمجتمع العراقي حسب الكاتب تشكل تهديدا لعدد من حكومات المنطقة سواء الصديقة او المعادية لواشنطن. بالنسبة لبيرنار لويس نهاية الحرب العالمية الثانية فتحت باب الديموقراطية للقوى القديمة للمحور،نهاية الحرب الباردة جاءت بالحرية للبلدان التي كانت تحت السيطرة السوفياتية نحو الديموقراطية.وبقوة الاصرار والصبر من الممكن ان تصل العدالة والحرية الى شعوب الشرق الاوسط التي تعاني منذ فترة طويلة.