تقرر أن تنعقد بالرباط جولة جديدة من المفاوضات بين المغرب والسنغال لمواصلة الجولة التي انعقدت في العاصمة دكار حول حقوق حركة النقل الجوي بين البلدين. واستنادا إلى وكالة المغرب العربي، فإن الوزير السنغالي للتعاون الدولي والنقل الجوي والبنيات التحتية كريم واد سبق له أن أعلن في نهاية نونبر الأخير عزم بلاده على التفاوض مع عدة دول من بينها المغرب وكوريا الجنوبية والطوغو والبرتغال ونيجيريا حول اتفاقيات للنقل الجوي. ومما لاشك فيه، فإن اتفاق النقل الجوي المرتقب يرمي إلى توطيد العلاقات الأخوية والاستثنائية القائمة بين المغرب والسنغال ويشكل دعامة نوعية جديدة للرفع من مستواها. وإذا كانت السنغال تسعى إلى تمتيع شركتها الوطنية «سنغال إيرلاين» بحصة من الرحلات التي تربط العاصمة دكار مع باقي الدول، وإلى احتلال موقع متميز بين شركات الطيران العاملة في إفريقيا الغربية، فإن المغرب الذي لعب دورا كبيرا في تطوير هذه العلاقات من خلال دعم الخيارات السياسية بإجراءات عملية من قبيل تنظيم رحلات جوية بلغ معدلها 14 رحلة في الأسبوع فضلا عن فتح فروع للبنوك المغربية واستقبال عدد هام من الطلبة السنغاليين، يسعى إلى استغلال مؤهلاته الجيواقتصادية لتحويل مطار محمد الخامس بالدار البيضاء إلى محطة لعبور واستقبال المسافرين الأفارقة وغيرهم . وبعد أن أكدت التحولات التي يشهدها العالم، وخاصة في القارة الأوربية ، مكانة تعاون دول الجنوب فيما بينها في التخلص من التبعية وفي التوجه نحو تحقيق التنمية المستدامة ، وبعد أن تأكد أن غلاء تذاكر ركوب الطائرة في إفريقيا ناتج عن النقص البين الذي تعاني منه الدول الإفريقية في مجال النقل الجوي ، فإن الخبرة التي اكتسبها المغرب في هذا الميدان، وما ترتب عنها من ضغط على الأسعار وتحديت للأسطول، يمكن أن تعتمد في تقوية علاقات المغرب مع جل الدول الإفريقية وفي تحويل الخطوط الملكية المغربية، إلى شركة تزاوج بين خدمة المصالح الوطنية وبين خدمة المصالح الجهوية والقارية، وهذا ما هو متوقع من الجولة المقبلة من المفاوضات المغربية السنغالية حول النقل الجوي. والجدير بالذكر أن الوفد المغربي في مفاوضات دكار كان تحت رئاسة الكاتب العام لوزارة النقل بنجلون محمد جمال، وضم ممثلين عن الإدارة العامة للطيران المدني بالمغرب وعن وزارة الخارجية.