طالبت الولاياتالمتحدة سوريا بوقف «حملة التشهير» ضد السفير الامريكي روبرت فورد الذي ردت سوريا على استدعائه الى واشنطن باستدعاء سفيرها من هناك في غمرة خلاف بشأن الاحتجاجات المناهضة للحكومة في سوريا. وقال دبلوماسيون إن فورد أغضب الحكومة السورية بإقامة اتصالات مع الحركة الشعبية التي بدأت قبل سبعة أشهر لمناهضة الرئيس بشار الأسد، الأمر الذي أدى إلى هجمات على السفارة ومقر إقامته. وأبلغ دبلوماسيون غربيون رويترز أن فورد غادر سوريا في مطلع الأسبوع في أعقاب سلسلة حوادث لحقت خلالها أضرار مادية بممتلكات أمريكية، لكنها لم تتسبب في خسائر بشرية. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية فيكتوريا نولاند في إفادة صحفية في واشنطن أن على الحكومة السورية أن «تنهي على الفور حملة التشهير التي تقوم بها من دعاية خبيثة مضللة ضد السفير فورد.» وأضافت «مبعث القلق هو إمكان أن تؤدي هذه الأنواع من الأكاذيب التي يجري نشرها عن السفير فورد إلى أعمال عنف ضده سواء من مواطنين أو من بلطجية من نوع أو آخر.» وفي غمرة الخلاف المتصاعد قالت رؤى شربجي المتحدثة باسم السفارة السورية في الولاياتالمتحدة إن السفير السوري عماد مصطفى استدعي إلى دمشق اليوم. وقالت نولاند إن فورد أعيد الى البلاد «لينال قسطا من الراحة» من الوضع المتوتر وكذلك للتشاور. وقالت «لم يستدع ولم يسحب»، مضيفة أنه سيعود إلى دمشق بعد انتهاء المشاورات. وتابعت «سيكون لزاما على الحكومة السورية توفير الأمن له عندما يعود والوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاقية فيينا كما نفعل بتوفير الحماية للسفير مصطفى هنا.» وخلال الشهور السبعة التي مرت منذ بدء الاحتجاجات ضد حكومة الأسد تقرب فورد إلى المعارضة، وندد بالأسد على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي. وعندما بدأت الحكومة القمع الدموي للمظاهرات تحدى فورد حظرا للسفر على الدبلوماسيين الغربيين بالذهاب إلى مناطق الاضطرابات ولقاء متظاهرين مناهضين للحكومة. ورشق متظاهرون مؤيدون للحكومة فورد ومعاونيه بالحجارة والطماطم الشهر الماضي كما هاجموا سياراتهم بقضبان معدنية خلال زيارتهم لشخصية معارضة في دمشق. روبرت فورد: الدبلوماسي «المشاغب» في سوريا في ديسمبر الفائت، استغل الرئيس الأمريكي باراك أوباما عطلة مجلس الشيوخ الأمريكي ليلتف على معارضة الجمهوريين، ويصدر مرسوما بتعيين روبرت فورد سفيرا للولايات المتحدةالأمريكية في دمشق، للمرة الأولى منذ اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق رفيق الحريري في عام 2005 . وجاء اندلاع الانتفاضة الشعبية في سوريا، منذ منتصف مارس الماضي، ليساهم في تسليط الضوء على شخصية الدبلوماسي الأمريكي، المتمرس في العمل السياسي في منطقة الشرق الأوسط، إذ لم يتردد في تحدي النظام السوري مرارا بتوجهه إلى أبرز المدن «الساخنة» التي شهدت مظاهرات شعبية عارمة، وتحديدا في حماه ودرعا، مثيرا غضب المسؤولين السوريين الذين حاولوا تقييد حركته بشتى الوسائل. وإذا كان تعيين فورد سفيرا في دمشق قد أثار حفيظة بعض المسؤولين الأمريكيين، حيث رأى فيه البعض «مكافأة» للنظام السوري، إلا أن هذا الانطباع سرعان ما تبدد بعد سلوك فورد «المشاغب» في سوريا، وهو ما كان قد عبر عنه في وقت سابق المتحدث باسم الخارجية الأمريكية بي جي كراولي لدى إصراره على أن «تعيين دبلوماسي رفيع المستوى سيحسن من قدرتنا على بعث رسائل حازمة للحكومة السورية وإيضاح أولوياتنا ومقالقنا لسوريا». ويمتلك فورد خبرة كبيرة في العمل في منطقة الشرق الأوسط، وهو يعد من أفضل المختصين بالشؤون العربية في وزارة الخارجية الأمريكية، حيث شغل منصب سفير في الجزائر (2006 - 2008)، ونائب السفير الأمريكي في بغداد (2008 - 2009)، كما عمل في البحرين ومصر. ويجيد فورد اللغة العربية بطلاقة والفرنسية والألمانية والتركية، إضافة إلى لهجات محلية عدة. وبرز اسم فورد منذ اندلاع الأزمة في دمشق، مع توجيهه انتقادات علنية للحكومة السورية وقمعها الوحشي ضد المتظاهرين المعارضين للنظام، حيث أعرب خلال زيارته في 20 يونيو الفائت لمنطقة جسر الشغور، في إطار زيارة نظمتها السلطات السورية لمجموعة من السفراء والمسؤولين الغربيين، عن صدمته لما رآه وأبلغ السلطات السورية بضرورة أن تتوقف الإجراءات القمعية واستخدام العنف الذي يؤدي إلى أزمة لاجئين تثير القلق. وبلغت الأزمة بين دمشقوواشنطن ذروتها بعد زيارة فورد في السابع من يوليو الفائت إلى مدينة حماه، حيث واكب فيها الأوضاع ميدانيا، فالتقى والسفير الفرنسي إريك شوفالييه عددا من الأهالي المحتجين، كما توجها إلى أحد المستشفيات، ما أغضب السلطات السورية التي قامت بتنظيم مسيرات تأييد للنظام واحتجاج على التدخل الخارجي وزيارة السفير الأمريكي إلى حماه. واتهمت وزارة الداخلية السورية فورد بلقائه في حماه بعض «المخربين وحضهم على التظاهر والعنف ورفض الحوار، كما التقى بعض الأشخاص تحت غطاء زيارته بعض المستشفيات»، بينما اعتبرت وزارة الخارجية السورية «وجود السفير الأمريكي في مدينة حماه دون الحصول على الإذن المسبق من وزارة الخارجية وفق التعليمات المعممة مرارا على جميع السفارات، دليلا واضحا على تورط الولاياتالمتحدة في الأحداث الجارية في سوريا ومحاولتها التحريض على تصعيد الأوضاع التي تخل بأمن واستقرار البلاد». منظمة العفو تندد ب«مناخ الخوف» في مستشفيات سوريا نددت منظمة العفو الدولية الاثنين ب«مناخ الخوف» السائد في المستشفيات الحكومية السورية التي تحولت، بحسب المنظمة الحقوقية، إلى أدوات لقمع الحركة الاحتجاجية المستمرة ضد النظام وذلك من خلال استهداف الاطباء والمرضى. وقالت المنظمة في تقرير من 39 صفحة نشر الاثنين إن «الحكومة السورية جعلت من المستشفيات أدوات للقمع في محاولتها سحق المعارضة». ووصف التقرير كيف أن أشخاصا يخضعون للعلاج في أربعة مستشفيات حكومية على الأقل، تعرضوا للتعذيب ولأشكال أخرى من سوء المعاملة على أيدي أفراد من الطاقم الطبي، وذلك تحت إشراف عناصر أمنيين. وأضافت أنه، وعلى العكس من ذلك أيضا، فإن «أفراد طواقم طبية يشتبه في أنهم قدموا العلاج لمتظاهرين وجرحى آخرين أصيبوا في حوادث مرتبطة بالانتفاضة تعرضوا بدورهم للاعتقال والتعذيب». ونقلت المنظمة في تقريرها عن ممرض قوله إنه شاهد بأم عينه قوات الأمن وهي تدهم المستشفى، حيث يعمل وتعمد إلى نزع جهاز التنفس الاصطناعي عن شخص واحد على الأقل كان يتلقى العلاج، وتقتاده بينما هو غائب عن الوعي إلى جهة مجهولة. وأضافت المنظمة أن «الكثير من الناس اختاروا، بعدما روعوا بما شاهدوه خلال حالات استشفاء، أن يتلقوا العلاج إما في عيادات خاصة وإما في مستوصفات عشوائية سيئة التجهيز». ونقل التقرير عن أفراد في طاقم المستشفى الوطني في مدينة حمص، أحد معاقل الحركة الاحتجاجية ضد نظام الرئيس بشار الاسد، قولهم إن عدد حالات الاستشفاء للمصابين بالرصاص تراجع كثيرا منذ مايو على الرغم من الارتفاع الكبير في عدد الاصابات الذي سجل منذ ذلك الحين خلال أعمال العنف التي ما تزال مندلعة في تلك المدينة. وجاء في التقرير أن «الطواقم الطبية في سوريا باتت في وضع صعب، فهي مجبرة على الاختيار بين معالجة الجرحى والمحافظة على أمنهم». من جهة أخرى، وفي الأممالمتحدة أعلن المعارض السوري رضوان زيادة، مدير مركز دمشق لدراسات حقوق الانسان والاستاذ المحاضر في جامعة جورج واشنطن، أن عدد المعارضين السوريين الذين يسجنهم نظام بشار الاسد يقدر ب30 ألفا. وقال زيادة خلال مؤتمر صحافي الاثنين إن «النظام السوري ألغى دوري كرة القدم، لأنه حول الملاعب إلى مراكز للاعتقال والتعذيب».