سادت موجة من القلق والهلع وسط عدد واسع من سكان ومربي المواشي بأجلموس، إقليمخنيفرة، إثر اكتشاف حالات إصابة بداء "اللسان الأزرق" بين قطعان من الخرفان، وفي شكاية سكانية موجهة للجهات المسؤولة والسلطات الإقليمية، أفاد بعض هؤلاء السكان أن منطقة أجلموس عموما، منطقة هارون وما جاورها خصوصا، تعرف تفشيا مريعا لهذا الداء الفتاك، منذ حوالي أسبوعين. وحسب الشكاية، التي حصلت "الاتحاد الاشتراكي" على نسخة منها، فقد "سجل نفوق أزيد من 40 شاة في ضيعة واحدة فقط "، ولم يفت المشتكين توجيه "تهمة الاستخفاف" لرئيس المصلحة الإقليمية للبيطرة بخنيفرة الذي كان تدخله "محتشما" على حد تعبيرهم، وطالبوا بتدخل فوري للجهات المسؤولة قصد اتخاذ ما يمكن من التدابير اللازمة. ونظرا لحساسية الموضوع، حملت "الاتحاد الاشتراكي" قلق المحتجين إلى رئيس المصلحة الإقليمية للبيطرة، هذا الأخير الذي عبر عن اندهاشه البالغ من طبيعة الاحتجاج، مقارنة مع الجهود والإجراءات الوقائية التي قال بأنه يقوم بها هو وفريق مصلحته ضد داء "اللسان الأزرق"، والحد من انتشاره وتنقله بين المواشي، وزاد موضحا أن مصلحته تقوم بتشخيص الحالات في سبيل تطويق الداء عن طريق تلقيح جميع الرؤوس الحيوانية المصابة على مستوى الدائرة المحيطة بالنقاط التي يظهر بها هذا الداء الفيروسي، والعمل على عزل الرؤوس المصابة، مع تشديد المسؤول البيطري على ما أكدته مختلف الأبحاث الدولية من أن داء "اللسان الأزرق" لا يشكل أية خطورة على الإنسان. وعن الضيعة التي سجل بها نفوق أزيد من 40 شاة، اكتفى مسؤول المصلحة البيطرية بالتلميح إلى علمه بالحادث، وأيضا بهوية صاحب الضيعة بالقول إن المصلحة البيطرية اجتهدت في دعمه بمئات أمصال اللقاح على دفعتين، وقد "نفذت هذه الأمصال من المصلحة لمدة ثلاثة أيام بالنظر لتزايد الطلب"، حسب ذات المسؤول، حيث قامت هذه المصلحة، يضيف ذات المسؤول، بتلقيح حوالي 9000 رأس من الأغنام، في غضون أقل من 20 يوما، وذلك استجابة لطلب عدد من الكسابين بالإقليم، سيما بأجلموس، موحى وحمو، وسبت آيت رحو، وكل ما يتم القيام به يجري، حسب المسؤول البيطري، بتلقائية ودون أية محسوبية أو تمييز. ولم تفته الإشارة إلى وجود ممثل لمديرية الفلاحة بأجلموس يقوم بإشعار المصلحة الإقليمية بأي طارئ قد يستدعي ما يمكن من التعزيزات واللقاحات الممكنة، وقال بأن مصلحته تتوفر حاليا على ما يكفي من أمصال اللقاح المضاد لفيروس اللسان الأزرق. وبخصوص انتشار داء "اللسان الأزرق" في هذا الوقت بالذات، عزا المسؤول البيطري الأمر الى درجة الحرارة المرتفعة، والتي دامت أكثر من المتوقع هذه السنة، ما يساهم في خلق بيئة ملائمة لتكاثر ونشاط الحشرة الناقلة للداء، والتي تختفي بمجرد انخفاض الحرارة. وأكد المسؤول البيطري ذاته أن الدولة تتخذ ما يمكن من الإجراءات الوقائية الكافية ضد داء "اللسان الأزرق"، وذلك من ظهور هذا الداء ببلادنا عام 2008، حيث بادرت إلى تنظيم عدة حملات تحسيسية واتخاذ الإجراءات الوقائية الضرورية. ولعل بين توضيحات المسؤول على المصلحة البيطرية بالمديرية الإقليمية للفلاحة، وبين شكاية سكان أجلموس ما يحتاج إلى ما يمكن من التحقيقات الشافية.