أسفر تدخل أمني داخل مقر الوكالة الوطنية للتشغيل»أنابيك» في آسفي ليلة أول أمس عن وفاة محمد بودرة، أحد معطلي «تنسيقية السواعد» بعد سقوطه من أعلى سطح البناية التي كانت تعرف اعتصاما مفتوحا منذ أسبوعين، احتجاجا على تنصل السلطة المحلية من وعودها التي قطعتها مع بعض المعطلين . الرواية الأمنية تجمل سبب الوفاة في «عثرة» هوى بعدها الضحية إلى أسفل البناية بعدما كان يهدد صحبة المعتصمين بإحراق أجسادهم المبللة بالبنزين ، فيما رواية أصحاب «السواعد» تذهب في اتجاه اتهام رجال الأمن بتنفيذ تدخل عنيف تجاه المعتصمين والشروع في إنزالهم عنوة من سطح الإدارة، وفيما الشد والجذب مستمر ألقوا ببودرة إلى الأرض وتم نقله للمستشفى، وهناك لفظ أنفاسه الأخيرة . معلوم أن آسفي تعيش احتقانا اجتماعيا قويا في الشهور الأخيرة نتيجة مواجهة الاحتجاجات والتوترات بالخلفية والمقاربة الأمنية التي تصل حد «الاستئصال» .. ويبرز في هذا «الاختيار القمعي» رجال الأمن ومصلحة الشرطة القضائية ومسؤولها الذي أصبح «ضيفا دائما» على الشكايات والعرائض التي يرفعها حقوقيون ومحامون إلى المؤسسات الوطنية والدولية التي تعنى بحقوق الإنسان.