أعلن معهد باستور، بشراكة مع مختبر"سانوفي باستور"، الأسبوع الفارط، عن انطلاقة الحملة الوطنية ضد فيروس الأنفلونزا الموسمية، وذلك خلال ندوة صحفية، نظمت بالعاصمة الاقتصادية، حيث تم التأكيد على أن "نهاية" جائحة فيروس أنفلونزا الخنازير لايجب أن تغيب مخاطر الأنفلونزا الموسمية. وشدد المتدخلون خلال هذا اللقاء التواصلي على ضرورة وأولوية التلقيح ضد فيروس الأنفلونزا الموسمية، الذي تعد كلفته المادية بسيطة مقارنة بكلفة العلاج والعطالة عن العمل أيام المرض، فضلا عن كون الفيروس يعد السبب الرئيسي للمضاعفات وحالات الوفيات المسجلة عبر العالم، علما بأن أكثر من 90 في المائة من حالات الوفيات المقترنة بالأنفلونزا توجد لدى الفئات ذات الخطر المرتفع والأشخاص المسنين. وتعتبر الأنفلونزا الموسمية إصابة فيروسية حادة تنتقل بكل سهولة بين الأشخاص، على مدار شهور السنة وفي جميع أنحاء العالم، تظهرعلى شكل حمى، وآلام الحنجرة، وصداع، وتعب كبير، وقشعريرة، وإحساس بتوعك، وهي تمتد عادة ما بين 3 إلى 5 أيام، يرافقها سعال جاف والتهاب الأنف. ويمكن للمريض أن يتعافى في ظرف أسبوع، عموما، مع إمكانية استمرار السعال والشعور بالتوعك. ويشير الأخصائيون إلى أن هذه الأعراض لا تخص الأنفلونزا وحدها، وإنما قد تكون نتيجة لإصابات أخرى للمسالك التنفسية. وتصيب الأنفلونزا جميع الأفراد، وفي كافة الأعمار، إلا أن الأكثر عرضة هم الأشخاص في سن 65 وما فوق، والأطفال أقل من سنتين، وكذا الأشخاص، الذين يعانون بعض الأمراض المزمنة، مثل الإصابات القلبية والرئوية، والكلوية، والكبدية، وأمراض الدم، والسكري، أو ذوي جهاز مناعي ضعيف. وتمثل العاهات الناجمة عن الاستشفاء المرتبط بالأنفلونزا عبئا ضروريا في فئة الأشخاص المسنين، ذوي جهاز مناعي ضعيف، الذين يعانون أمراضا مزمنة مترددة. ويرتفع خطر الوفاة لدى الكبار، وكذا المضاعفات الطبية، ابتداء من سن 50. كما يعمل الأطفال على نقل العدوى بالفيروس لمدة تتجاوز 10 أيام بعد ظهور الأعراض، إذ غالبا ما ينقلونه من الحضانة أو من المدرسة الابتدائية إلى وسطهم الاجتماعي، لأنهم يوصلون فيروسات الأنفلونزا بشكل فعال. ويظل التلقيح السنوي، حسب المختصين، الوسيلة الأكثر فعالية لتجنب الإصابة أو مضاعفات المرض وتخفيف عبء المرض، علما أنه يكتسي أهمية خاصة بالنسبة إلى الأشخاص، الذين قد تظهر لديهم مضاعفات خطيرة، والأشخاص الذين يعايشون أو يرعون أشخاصا يشكلون خطرا كبيرا.