يشكو سكان مركز الحاج قدور التابع لبلدية سيدي سليمان مول الكيفان، والواقع بحوالي 10 كلم جنوب شرق مدينة مكناس، والمتواجد بعمالتها من نقائص بالجملة في كل مناحي الحياة جراء عدم اكتراث المسؤولين لمختلف انشغالاتهم المتعلقة بالحياة اليومية وغياب تام لكل شروط الحياة الكريمة. فالإهمال والتهميش والإقصاء عوامل اشتركت في صنع الحياة اليومية لسكان مركز الحاج قدور الذي يعتبر من أهم المراكز الفلاحية بعمالة مكناس، إذ تعتمد غالبية ساكنته على الفلاحة وكل ما يرتبط بها. فالمركز يعاني من عدة مشاكل، اجتماعية واقتصادية وأعلى مستوى التجهيزات الضرورية والخدمات، إذ على الرغم من موقعه الجغرافي المتميز ووجود حي صناعي ( Agropoles ) توجد به سبع وحدات منها مركز الحليب فإن هشاشة بنيته التحتية تجعله من أفقر التجمعات السكنية على الإطلاق ولا تؤهله للعب ذلك الدور المساهم في التنمية. فتفاقم حدة البطالة وانتشار الآفات الاجتماعية تعتبر الشبح الأسود الذي يؤرق ساكنتها. فمركز الحاج قدور لا يتوفر على مدخل رئيسي ولا وجود لتنظيم للحرف المرتبطة بالفلاحة كمصدر رئيسي للقوت اليومي للساكنة، أما على مستوى المرافق الاجتماعية الحيوية المفروض تواجدها بالمركز فنجدها إما منعدمة أو لا تستجيب لحاجيات الساكنة التي يفوق تعدادها 5000 نسمة، فعلى المستوى التعليمي لا توجد بالمركز سوى مدرستين ابتدائيتين وإعدادية لا تنتفي فيها شروط التعليم والتربية المواكبة لشروط الجودة، وما هو مرصود من إمكانيات مالية ضمن البرنامج الاستعجالي لوزارة التربية إذ يبقى الاكتضاض في الأقسام المهترئة سيد نفسه. أما الجانب الصحي فمركز الحاج قدور لا يتوفر سوى على مستوصف واحد للولادة وطاقته الاستيعابية ضعيفة إضافة إلى كون الطبيب غير مقيم به. وعلى مستوى آخر، وعلى الرغم من كون نسبة الشباب تشكل عصب الساكنة بأزيد من 65% فإن دور الشباب منعدمة ولا وجود لها ضمن أجندة أو مخيلة الوزارة الوصية، أما دار الثقافة أو خزانة بلدية أو قاعة مختلف الرياضات أو مسبح أو أماكن للترفيه أو قضاء الوقت الثالث أو... فتعتبر من الخيال العلمي بالحاج قدور ناهيك عن غياب ملاعب رياضية. لذا لا يستغرب المرء إلى تعاطي الشباب للمخدرات بأصنافها لأن مركز الحاج قدور يعتبر مكانا آمنا لمروجي المخدرات لانعدام الأمن وتواجد مركز الدرك الملكي بوفكران ، كما يعتبر ممرا رئيسيا للقادمين من فاس إلى مكناس عبر سبع عيون وعين تاوجطات والفارين من مراقبة الدرك الملكي عبر الطريق الوطنية الرابطة بين فاسومكناس. وفيما يتعلق بالخدمات فالجماعة لا تتوفر على الشاحنات الضرورية لجمع ونقل النفايات المنزلية مما يجعل المركز عبارة عن مزبلة حقيقية، تستخرج منها جميع أنواع الحشرات المعروفة والمجهولة. ويبقى الأمل معقود على تسريع المساطر الإدارية لتستفيد جماعة سيدي سليمان مول الكيفان والحاج قدور مما يناهز 600 مليون سنتيم التي رصدها مجلس جهة مكناس تافيلالت لتهيئة مدخل المركز، واقتناء شاحنة لجمع النفايات واقتناء العتاد الكهربائي. إلى حين ذلك يطالب السكان بتسوية وضعية القاطنين بالحي الصفيحي تماشيا مع البرنامج الذي تقوده وزارة التنمية المجالية والقاضي بسكن للعائلات دون صفيح . ويتوجهون إلى المسؤولين محليا ووطنيا بضرورة التدخل وتخصيص مشاريع تنموية التي من شأنها إخراجهم من العزلة المفروضة عليهم والتقليل من معاناتهم اليومية.