سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مهرجان السينما الإفريقية بخريبكة الدورة 14: نور الدين الصايل: ينبغي الإيمان بقوة وسحر الفن السابع في حياة الأفراد والشعوب، وإفريقيا تمتلك طاقات سينمائية
ظل المغرب لعقود يراهن على امتداداته التاريخية الإفريقية كمكون رئيس لجزء من هويته الوطنية.. وها هو اليوم ضمن الدورة الرابعة عشر من مهرجان السينما الإفريقية بخريبكة يكسب جولة أخرى، من عمل شاق طويل النفس، بحمولة وخلفية فنية وثقافية خالصة. لهذه الأسباب غص المركب الثقافي والسينمائي بخريبكة بوفود الدول الإفريقية والسينمائيين المغاربة وممثلي الهيئات والمنظمات السينمائية الأجنبية الصديقة المشاركة، مساء يوم السبت 16 يوليوز 2011، بمدينة إفريقية جميلة مضيافة، حيث أنست حرارة الاستقبال كل الصعوبات المطروحة، كما لم تنفع هتافات مجموعة محدودة العدد من أعضاء حركة 20 فبراير، التي انتصبت فجأة أمام باب استقبال المركب الثقافي، لم تمنع المنظمين والضيوف والسينمائيين المغاربة من استكمال البرنامج الفني المعلن، متحدية بنجاح نزوعات التشويش ونسف التظاهرة. وفي هذا السياق صرح رئيس المركز السينمائي المغربي أن حرية الرأي والتطور الديمقراطي ببلادنا تقتضي الإنصات للرأي الآخر بكل توجهاته.. هكذا، ومنذ افتتاح التظاهرة، قدمت للحضور فقرات متنوعة ضمن أمسية سينمائية رغبت الاحتفاء بالسينما عامة والسينما الإفريقية خاصة وسط حضور متنوع من مخرجين ومنتجين ونقاد ورواد أندية سينمائية وحضور إعلامي مكثف.. مباشرة بعد تقديم رئيس المجلس الجماعي لخريبكة كلمة بالمناسبة، توقف فيها على السياق العام وظروف الإعداد وشروط العمل والآفاق الممكنة، انتقل الحفل للتذكير بأهمية الجوائز المعتمدة خلال الدورة الحالية الثمانية، أهمها الجائزة الكبرى عصمان سامبين) 70 ألف درهم). وفيما يخص الأفلام المشاركة تم الإخبار بوصول عددها إلى 13فيلما إفريقيا. وعلى مستوى ذاكرة المهرجان قدمت للحضور فقرة تعريفية تعود بالجميع إلى لحظات قوية تهم رؤساء لجان التحكيم الدورات السابقة، منهم توفيق صالح، برهان علوية، لورانس كافرون، مصطفى الدرقاوي، محمد برادة، بابا ديوب، الشيخ دوكوري، إدريسا وادراكو، ع الرحمان سيساكو، ثريا جبران، وآخرون.. وتقدم للمنصة مباشرة أعضاء لجنة تحكيم الدورة الحالية، وهم على التوالي: نجاة الوافي ومحمد مفتكر المغرب، ماريا خوري مصر، بلوفو بيكوبا كانيندا الكونغو، ديديي بوجار فرنسا، منصور صورا واد السينغال، ثم رئيس لجنة التحكيم الناقد المغربي مصطفى المسناوي، الذي اعتبر في كلمة مختصرة أن منح رئاسة لجنة التحكيم الدورة 14 لناقد هي تكريم لجميع الكتاب والمبدعين والنقاد المغاربة، كما أنها تجديد للعلاقات والروابط مع المكون الإفريقي لدى الثقافة والهوية المغربية، وأنهى كلمته بالقول: «شكرا للسينما كفن جميل جمعنا ويجمعنا في خريبكة التاريخية». وعلى مستوى التكريم، تابع حفل افتتاح الدورة 14 فقراته بعرض تاريخي للمكرمين في الدورات السابقة، وقدم المهرجان شريطا وثائقيا قصيرا عن أهم محطات الفنانين المكرمين في أمسية الافتتاح، إنه المخرج المغربي الكبير حكيم نوري. تحدث نور الدين الصايل، ضمن شهادة معبرة، عن المسار الفني والإنساني للمحتفى به، فتوقف مليا عن أهمية تظاهرة مهرجان السينما الإفريقية ونجاح الدورات السابقة 13، ودعا الجميع إلى الإيمان بقوة وسحر الفن السابع في حياة الأفراد والشعوب، وأكد أن إفريقيا تمتلك الطاقات، ومنها طاقة وإبداع المغربي حكيم نوري، الذي نحت أسلوبا سينمائيا يميزه ويدافع عنه بقوة، منذ أن اكتشفه سنوات مضت ضمن برنامج إعلامي حينما كان ناقدا ومنشطا تلفزيا. وذكر أن اختيار اللجنة المنظمة لشخصية حكيم نوري كمخرج للتكريم كان موفقا لعدة اعتبارات، منها أنه ترعرع ضمن مدرسة سينمائية قوية كمساعد مخرج لدى الكبير سهيل بنبركة، ثم أنه أحدث أسلوبا خاصا به منذ فيلمه الأول «ساعي البريد»، الذي تفتقت عبره طريقة اشتغال سينمائي ستحدث قطيعة لاحقا مع أسلوب جرى طويلا بلادنا، ثم أن حكيم كاتب سيناريو جيد، أفلامه تجدب ما يقارب 500 ألف تذكرة دخول وهي صفة لا يمكن لأي شخص التوفق ضمنه. واعتبر الصايل أن بلادنا تفتخر بأن لدينا أنواعا وأساليب في السينما المغربية، ولكل جمهوره، فقطب سينما محمد مفتكر مهم كما أن قطب سينما حكيم نوري مهم أيضا، وأخيرا اعتبر الصايل تكريم حكيم نوري مستحق لأن أسرة حكيم نوري منحتنا شابين مغربيين شغوفين بالسينما والفن السابع، هما عماد وسهيل اللذان أوصلا السينما المغربية لتلج مهرجانا كبيرا مثل مهرجان برلين، وهذا يكفي لنحبك ونهنئه، «شكرا لك حكيم على كل ما منحت به السينما المغربية.» لم يتمالك حكيم نوري نفسه، خانته الدموع، صعب عليه الحديث، وبنفسية متأثرة قال «شكرا لجميع من أحب أعمالي، شكرا لمن ساعدني، وشكرا للمهرجان الذي كرمني إفريقيا بخريبكة»..