عرف اللقاء الجماهيري المنظم من طرف مكتب الفرع المحلي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بسيدي بنور حضورا كثيفا للمواطنات و المواطنين بإقليم سيدي بنور ، الذين اكتظت بتواجدهم قاعة بدر مساء يوم الأربعاء. وقد أطر هذا اللقاء عضو المكتب السياسي جمال أغماني، وعبد المقصود الراشدي عضو المجلس الوطني للحزب، وخليل السعدي ممثل المكتب الوطني للشبيبة الاتحادية. وفد تطرق أحمد مسيلي، عضو الكتابة الجهوية للحزب ومسير الجلس، في كلمته إلى ما تعرفه بلادنا اليوم من حراك قصد شرح و توضيح مضامين مشروع الدستور الجديد ، وما تضمنه من مقتضيات واضحة وجريئة تضع بلادنا على طريق بناء ملكية برلمانية تعيد الاعتبار للمسؤولية السياسية و لقيم المواطنة، ولترسيخ دولة المؤسسات وقيم الديمقراطية والحداثة في بلادنا.. خليل السعدي، وباسم الشبيبة الاتحادية، اعتبر في كلمته كون الدستور الجديد جاء مستجيبا لمتطلبات الشباب، وأن إحداث مجلس استشاري للشباب الذي تم التنصيص على دسترته سيعطي دفعة قوية في جعل الشباب الآمل في غد متقدم و مستقبل واعد له كلمته في جميع المجالات كقوة شبابية مواطنة تساهم في بناء مغرب الديمقراطية الحداثية ... عبد المقصود الراشدي عضو المجلس الوطني بدوره ، قال إن الدستور الجديد جاء بعد استشارات متعددة مع كل المكونات الحزبية و النقابية والجمعوية والحقوقية بالمغرب، وهو دستور ينص على المساواة بين جميع المواطنين على اختلاف مراكزهم أمام القانون و يقر بحقوق المرأة إلى جانب أخيها الرجل كما انه يهتم بالشباب و يحارب الفساد الانتخابي و السياسي ... عضو المكتب السياسي، جمال اغماني، اعتبر اللقاء الجماهيري مناسبة للتذكير ببعض المحطات النضالية والتضحيات التي يشهد بها لأبناء منطقة دكالة عامة و إقليم سيدي بنور خاصة ، لذلك و من باب المواطنة الصادقة لأبناء المنطقة ، فان الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية يدعوهم جميعا بمختلف فئاتهم نساء ن شباب ، شيب، و شيوخ إلى التوجه يوم فاتح يوليوز إلى المشاركة في التصويت بكثافة على مشروع الدستور الجديد؛ وهو دستور جديد- يقول جمال- لأنه ليس دستورا معدلا ، فابتداء من فاتح يوليوز سندخل في عهد دستور جديد للشعب المغربي اقترحه عليه جلالة الملك محمد السادس بعد استشارة واسعة ، نقول دستور جديد كذلك في طريقة إعداده ، فاليوم يمكننا كمغاربة أن نفتخر ، لأننا ناقشنا و تدارسنا مشروع الدستور الجديد الذي وضع من طرف لجنة وطنية حظي بالثقة المولوية لجلالة الملك ، و هي بالمناسبة مكونة مائة في المائة من المغاربة. فبعد استشارات واسعة مع مختلف الأحزاب و النقابات و جمعيات المجتمع المدني و الجمعيات النسائية و المنظمات الحقوقية و الثقافية التي تقدمت إلى اللجنة برئاسة الأستاذ عبد اللطيف المنوني بمقترحاتها و قراراتها ، فكما نعلم جميعا يوضح الأخ عضو المكتب السياسي أن الوثيقة الدستورية لا يمكنها أن تعبر عن كل الأشياء ، غير أننا نعتقد في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية لما اجتمعنا في المجلس الوطني للحزب أن تلك الوثيقة بالفعل تعبر عن مطمحنا و مطالبنا في الحزب ، فهناك من يدعي و يقول أن محطة إعداد مطلب الإصلاح الدستوري انطلق فقط منذ ثلاثة أشهر ، و نحن نقول أن مطلب الإصلاح الدستوري أطلقه الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في مؤتمره الوطني منذ أكثر من سنتين ، فمطلب بناء الملكية الديمقراطية خرج بها المؤتمر الوطني للحزب ، مطلب بناء مغرب حداثي ديمقراطي كان دائما هذا مطلبنا و مطمحنا ، أكيد نلتقي اليوم مع كل الأحزاب و كل فعاليات الشعب المغربي. وقال اغماني جمال إننا نريد بناء ملكية برلمانية حداثية. والملكية البرلمانية تعني إعطاء الصلاحيات التشيعية للبرلمان الذي سيجري انتخابه من طرف الشعب المغربي، لكي يقرر ويضع المشاريع القوانين للبلاد. فالدستور الجديد بارتباطه مع البرلمان و بارتباطه مع التجارب السابقة جاءت فيه إجراءات نعتقد في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية هدفها هو الوصول إلى تخليق الحياة السياسية في بلادنا ، لأنه في السنوات الأخيرة وقع إفساد الحياة السياسية بالمغرب ، وعليه فقد طالبنا بمنع ما يسمى بالترحال السياسي ، بحيث جاء الدستور الجديد ليمنع أي منتخب من تغيير انتمائه السياسي و إلا فقد تمثيلية الشعب المغربي ، إننا ندعو الشعب المغربي للتصويت بنعم على الدستور الجديد لأننا حققنا في المغرب مكسبا جد مهم مع جلالة الملك محمد السادس بإقرار مدونة الأسرة ، فالدستور الحالي يقر بالتوجه نحو المناصفة في الحقوق و الواجبات أي سندخل ما نسميه المواطنة الكاملة للرجال و للنساء في الحقوق والواجبات. لقد عرف المغرب العديد من الحركات الاحتجاجية ، وهي من المظاهر الصحية الديمقراطية التي ناضلنا لأجلها مند 1975 . ولان المغرب لا ينتظر دروسا من أحد، لم نكن ننتظر حتى يحدث ما حدث بالدول العربية لكي ننطلق في الإصلاحات بل انطلقنا فيها يؤكد عضو المكتب السياسي مع حكومة التناوب بقيادة المناضل عبد الرحمان اليوسفي والتوافق الديمقراطي مع جلالة المغفور له الحسن الثاني ، حينها دخل المغرب في العديد من الإصلاحات بحيث عرف النقابات والأحزاب مند الاستقلال. مررنا بفترات المد و الجزر غير إننا ركبنا معركة الإصلاحات ، وهذه المعركة يجددها الدستور ، لذلك فإننا نؤكد على الموقف الذي اتخذه المجلس الوطني للحزب بإجماع كل أعضائه بنسائه و شبيبته. و استرسالا في توضيح موقف الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ، أشار الأخ أغماني كون هذا أول دستور وضعه مغاربة و هي اللجنة الوطنية التي أوكل لها جلالة الملك وضع الدستور بالاستشارة مع الهيئات السياسية و النقابية و الحقوقية و الجمعوية ، بعد ذلك عرض جلالته مشروع الدستور في خطاب 17 يونيو على الشعب المغربي ، يجب أن نعرف يؤكد الأخ جمال أن الدساتير السابقة جلها لم يكتبها المغاربة بينما اليوم الشعب المغربي و القادة السياسيين و النقابيين هم الذين وضعوا هذا الدستور الذي سيتم بموجبه إقرار الجهوية الموسعة و إعطاء صلاحيات جديدة كالمساواة بين الرجل و المرأة و تعزيز مكانة الشباب من خلال دسترة المجلس الأعلى للشباب و من خلال فصل السلط ... لقد عرف المغرب حركات اجتماعية كثرت فيها المطالب و الحقوق ، وعلينا أن ننتبه انه لبناء اقتصاد وطني حقيقي لجلب الاستثمار ن لخلق مزيد من فرص الشغل ... فالدستور الجديد يتضمن العديد من المجالات التي تسمح بالحوار بوضع آليات مؤسساتية.