ذكرت مصادر رسمية أن أزيد من مليون شخص شارك عشية الأحد في مسيرات وتظاهرات مؤيدة لمشروع الدستور ,شهدتها عدة مدن مغربية. وعبر المشاركون في هذه المسيرات والتظاهرات التي نظمتها منظمات المجتمع المدني وهيئات سياسية ونقابية ودعوية وانخرط فيها المواطنون, عن تأييدهم لمشروع الدستور وبخصوص المدن الكبرى سجلت مدينة الدارالبيضاء أكبر عدد من المشاركين (300 ألف) متبوعة بمراكش (55 ألفا) وتطوان وآسفي (45 ألفا بكل منهما), وفاس (42 ألفا) وطنجة (35 ألفا) والناظور (30 ألفا), وتارودانت (22 ألفا), وخريبكة (20 ألفا). ورفع المشاركون في هذه التظاهرات لافتات تدعو الى التصويت ب" نعم " على مشروع الدستور الذي ساهمت في صياغته الأحزاب السياسية والنقابات ومنظمات المجتمع المدني. كما رددوا شعارات تبرز إيجابيات ومستجدات مشروع الدستور والمتمثلة أساسا في توسيع صلاحيات رئيس الحكومة والبرلمان, ودسترة حقوق الانسان والمساواة بين المرأةوالرجل, واللغة الأمازيغية, وتكريس فصل السلط, وتدعيم حقوق المعارضة. يشار الى أن تجمعات ومسيرات مؤيدة للدستور نظمت في عدة مدن ومناطق بمختلف أنحاء التراب الوطني. ما شهدت مدن عديدة منها الدارالبيضاء ، الرباط وغيرها مسيرات لحركة 20 فبراير ، طالب من خلالها المتضاهرون مقاطعة الاستفتاء وتميزت المسيرات المؤيدة والرافضة للدستور بجو من الانضباط والهدوء ، مع اسثناءات قليلة ، حيث وقعت بعض الاحتكاكات بين الطرفين وفي هذا الإطار شهدت مدينة تازة مساء أحداثا غير طبيعية بين عناصر من «حركة 20 فبراير» المناوئين لمشروع الدستور وبين المؤيدين له، إذ عرفت ساحة الزرقطوني أحداثا ومناوشات وشعارات مضادة ومتبادلة من كلا الطرفين وصلت إلى حد السب والشتم، مما أجج الوضع بين الطرفين، حيث قامت عناصر محسوبة على الحركة بإحراق الأوراق التي تدعو إلى التصويت بنعم على الدستور والتي أحضرتها وفود حجت من باب مرزوقة وببني فراسن ومكناسة الغربية.. ولولا الأدرع والسلاسل البشرية التي شكلتها قوات التدخل السريع وعناصر الشرطة، لسقط ضحايا ، مما دفع عناصر من حركة 20 فبراير إلى تنظيم مسيرة انطلاقا من الساحة المذكورة مرورا بزنقة أنوال، إذ تم التراشق بالحجارة وأصيب الزجاج الأمامي لسيارة من نوع داسيا بيضاء قرب الخزينة الإقليمية بتازة فوقع الكر والفر، واستمرت مسيرة حركة 20 فبراير في اتجاه شارع علال الفاسي فباب القصبة ببيت غلام ثم العودة عبر شارع محمد الخامس، واحتدمت المواجهة وتم التراشق وتبادل الضرب والجرح مما أسفر عن إصابات مختلفة من كلا الطرفين بلغت خمسة في صفوف حركة 20 فبراير و12 في صفوف المؤيدين للدستور، منها حالة أنس بوصيري أصيب بجرح غائر في الرأس ويرقد في المستشفى، وحالة أخرى لأحد منتسبي الحركة الذي أصيب في رأسه ، وكان مكلفا بتصوير التظاهرة، وقد أغلقت جميع المقاهي والمتاجر أبوابها بوسط المدينة نتيجة هذا الجو المشحون الذي أثر على تجارتها وتجهيزات بعض المقاهي التي أتلفت . من جانبها، عاشت العاصمة العلمية للمملكة فاس زوال يوم الاحد يوما استثنائيا حيث خرجت ساكنتها بشيبها و شبابها للتعبير عن تلاحم الملك و الشعب استجابة لنداء الوطن وتعبر عن قناعتها وقناعة قياداتها الحزبية الوطنية من مختلف المشارب و القناعات طافوا الشوارع و الازقة للمدينة جديدة في جو من المسؤولية و الوطنية العالية تهتف بصوت واحد «نعم للدستور». لان مضمونه يساير منهجية وروح المواطنة الحقة بدون مناورات في هذا الوطن العزيز ومن اجل ذلك خرجوا افرادا و جماعات إلى الشارع العام مرددين بصوت واحد نعم للدستور.