رغم الآلام والمعاناة ، أبت مريم بوجيدا إلا أن تكون حاضرة في امتحانات الباكالوريا موسم 2010/2011 ، متحدية ظروفها الصحية الصعبة بعد إصابتها بكسور في عمودها الفقري عقب انهيار منزل عائلتها بزنقة الهدهد ( على مقربة من زنقة أكادير) والذي فقدت على إثره والدتها. مريم من مواليد 1990 ، ترقد حاليا بإحدى المصحات الاستشفائية بالدار البيضاء، أصرت على اجتياز امتحانات السنة الختامية للباكالوريا ، حيث تحول الجناح الذي توجد فيه غرفتها إلى مركز للامتحان، بعد أن خصصت لها الأكاديمية الجهوية حراسة خاصة . في اتصال بمديرة الأكاديمية ذ.خديجة بن شويخ حول هذا الموضوع، أكدت للجريدة أن «مريم بوجيدا تلميذة بالسنة الثانية باكالوريا مسلك العلوم الفيزيائية بالثانوية التأهيلية الإمام البخاري، تعرض منزل أسرتها إلى الانهيار وفقدت على إثره والدتها و أصيبت بكسور على مستوى العمود الفقري، وكان لزاما علينا مساعدتها ، حيث تأثرت حالتها النفسية جراء ما حصل لعائلتها ، فقررت الأكاديمية إرسال أساتذتها إلى المصحة لتدعيمها و تعويض بعض دروسها التي لم تستطع متابعتها ، حتى تتمكن من التحضير الجيد للامتحانات» مضيفة «وبما أن حالتها الصحية ، حسب الطبيب المعالج، لاتمكنها من مغادرة المصحة والالتحاق بمركز الامتحان بالثانوية التأهيلية أم أيمن، فقد حاولنا توفير جميع الظروف الملائمة لإجراء الامتحان بغرفتها بعد أن توصلنا بتقرير طبي يؤكد فيه الطبيب المتابع لحالتها أنه بإمكانها الدخول في أجواء الامتحانات، وجعلنا من الجناح الذي توجد به غرفة مريم مركز امتحان، من خلال توفير ظروف تأمين المواضيع و تأمين الحراسة، وهي الشروط اللازمة في كل مركز ، وذلك من أجل ترسيخ مبادئ تكافؤ الفرص ، فلا فرق بين مريض أو سليم متى توفرت الشروط اللازمة» . وللإشارة فإن مديرة الأكاديمية أعطت انطلاق امتحان الباكالوريا بغرفة مريم بوجيدا، مشددة على عدم السماح لأي كان بالتواجد بهذا الجناح إلا بعد الفترة الصباحية . وفي السياق ذاته، أكدت للجريدة مصادر طبية، أن رضى بوجيدا، وهو طفل لا يتجاوز عمره 13 سنة، قد غادر المصحة أول أمس الاثنين حيث كان يرقد الى جوار أخته مريم بنفس المصحة بعد الكسر الذي تعرض له جراء الانهيار .