التجاوب الحاصل اليوم بين ممثلي الهيئة العليا للإتصال السمعي البصري ومحاوريها من الأطفال بالمركب الثقافي الحرية على هامش الدورة 10 للمهرجان الوطني للفيلم التربوي بفاس لابد من أن يحدث رجة لدى الهيئة ويجعلها تعيد النظر في ما يخص دفتر تحملاتها تجاه ما يبث وما يرى على سماوات الله المفتوحة. أسئلة الطفولة التي اتسمت في غالبيتها بالعفوية والبراءة رفضت واقترحت ودعت صراحة إلى تفعيل ما أسمته بالمراقبة القبيلة على بعض البرامج بدل أن تكون بعدية، وتمنت في شموليتها أن تتسع اختصاصات الهاكا حتى تشمل كافة الصلاحيات لما فيه خير الناشئة. في هذا السياق اعتبرت السيدة زكية حادوش مكلفة بالتعاون الدولي بالهيئة العليا للإتصال السمعي البصري أن الهدف من اللقاء التواصلي مع الاطفال كان محددا سلفا بحكم أن الجمهور المستهدف من خلال دليل حماية الجمهور الناشئ الذي أصدرته الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري هم الأطفال وكذلك المربون، وبالتالي تضيف حادوش، عندما تلقينا دعوة من مهرجان الفيلم التربوي بفاس اعتبرناها فرصة سانحة كي نعرف أولا بالدليل، وأن نتواصل مع الأطفال لأنهم هم المستهدفون الأساسيون، وحول الأسئلة التي طرحها الأطفال وإلى أي مدى كانت تصب في صميم الإشكالية المطروحة، أوضحت عضوة الهاكا أنها فوجئت بمستوى الأسئلة التي طرحها الاطفال في كثير من الأحيان، لأن نظرة الطفل إلى مضامين السمعي البصري تختلف عن مثيلتها لدى الراشدين ولدى الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، لقد كان تفاعلا إيجابيا بيننا وبين الأطفال وسجلنا بأمانة ملاحظاتهم وكذا اقتراحاتهم حتى نتمكن من تقديمها، وسنعمل على أن نكون سفراء للطفولة لدى الهيئة العليا حتى نسمعهم صوت الطفولة للمتعهدين. وأكدت السيدة حادوش أن الهيئة ستقول للمسؤولين هذا صوت الأطفال المغاربة، وهاهي ذي تطلعاتهم ومايريدونه من الإعلام السمعي البصري العمومي على وجه الخصوص. لكنها طلبت في المقابل أن يكون الأطفال كذلك سفراء للهيئة بالنسبة لأسرهم حتى تقوم بدورها كل من موقعه سواء كأسرة أو كمجتمع مدني. وخلصت حادوش إلى أن مسؤولية حماية الجمهور الناشئ في مجال السمعي البصري مسؤولية مشتركة لكن متفاوتة الدرجات . وتركز النقاش الذي عرفته ورشة الأطفال حول خطورة الصورة من حيث قوة تأثيرها وتعدد مضامينها وتحريفها للواقع في بعض الأحيان. في هذا الصدد أشارت السيدة رشيدة ونجلي رئيسة وحدة التنشيط التربوي بأكاديمية فاس بولمان أن الثغرات التي تكتنف بعض برامج الأطفال وكذا بعض الاخطار التي تهدد الجمهور الناشئ مثل العنف الذي يتسرب إلى المتلقي عبربعض الرسوم المتحركة والأشرطة، وعدم مناسبة زمن الإرسال لأعمارالمتلقين الصغار، مجددة دعوتها اقتراح إحداث قناة تلفزية موضوعاتية للأطفال. وأضافت الناشطة في مجال البيئة والطفولة لا يجب أن نستسلم ونلقي اللوم على الوسائط السمعية البصرية من غير أن نتحرك لشرح الاسباب والدوافع بتبصر. وتوخت أن يكون اللقاء أداة تحسيسية موجهة الى الفاعلين في الحياة الاجتماعية خصوصا الأباء والمربون حتى يوفقون بين الحرية والرغبة. نعيمة المشرقي ممثلة الهيئة العليا للسمعي البصري، وبعد أن أبرزت طبيعة الاخطار التي تهدد الجمهور الناشئ في وسائل الاعلام السمعية البصرية، تساءلت عن الأبعاد القانونية والمؤسساتية لهذه الحماية وركزت على الاطراف المعنية بالموضوع في أفق نظرةمستقبلية إيجابية تحمي الناشئين من رجال الغد . وحول اللقاء التواصلي مع الاطفال بالمقهى الادبي بالمركب الثقافي الحرية جددت لمشرقي الدعوة إلى الاهتمام بالطفولة وقالت في هذا الصدد إن اولاد المغرب يحتاجون الى العناية الكافية في جميع المجالات وحرام علينا أن لا نمنحهم حقهم في التربية الصالحة في المراقبة سواء كأسرة أو كمدرسة. وانتقدت التدبير السيء لبعض المؤسسات في علاقتها بالطفولة المغربية، وحثت في كلمة لها جميع الشركاء وعلى رأسهم المركز السينمائي المغربي والهيئة العليا للإتصال السمعي البصري إلى تفعيل شراكة حقيقية خصوصا في المجال التربوي، وأوضحت أن الرهان بعد إغلاق القاعات السينمائية هو تربية الطفولة التي يشكل الفيلم التربوي بفاس إحدى دعائمها الكبرى. وعبرت عن دهشتها وفرحتها في ذات الآن بخصوص الأسئلة التي طرحها الأطفال قائلة : كانت خطيرة وذات أبعاد وتحتاج الى تحليل دقيق، إلى ذلك ، سجلت لائحة التدخلات أكثرمن 20 سؤالا طرحه الأطفال بعفوية ببساطة وببراءة شديدتين، إنهم يحسون أن هناك اخطارا، يرفضون الأعمال المكسيكية المدبلجة ويقولون بوعي، إنها تبعدهم عن هويتهم، كما أنهم يتدخلون حتى في توقيت بعض البرامج، ويقولون إن هناك برامج ومسلسلات سواء مغربية أو غيرها يذكرونها بالأسماء وبتوقيت البث أيضا «لا يحبونها خصوصا المدبلجة منها، يقولون إن بعضها يمس هويتهم في الصميم. تلميذة في القسم السادس صدمت ممثلتا الهيئة بقولها «عندما أتفرج في فيلم أجنبي مدبلج إلى الدارجة المغربية، أشعر أن محتواه لا يطابق الواقع الذي أعيشه ولا علاقة له بالواقع المغربي ولا بطبيعة الهوية الوطنية المغربية وبالحياة المعيشة داخل الاسرة»لذلك تضيف التلميذة« أنا،«تنتودر» تقصد تضيع أو تتيه عندما تشاهد مكسيكيا بثقافة ما تتعارض مع ثقافتها، لكنه يتحدث بالدارجة المغربية» كذلك من الأشياء التي طرحها الأطفال خلال هذه الصبحية التواصلية البريئة هي أنهم يتمنون أن يشاهدون عددا من البرامج التي تهمهم باللغة العربية ، لأنهم يفتقرون الى الصور التي تقربهم من دروسهم وحياتهم في البيت والمدرسة ،لانهمسيكتسبون بسهولة معرفة لغوية تساعدهم على النجاح في الحياة . كماوتأسفوا على تقديم مشاهد عنف بغزارة. وفي اللقاء الذي يعتبر الأول من نوعه في سياق المهرجان تحدثت نعيمة لمشرقي عن طريقة فرنسية في التدريس بواسطة الصور تم تقديمها قبل سنتين تغذي خيال الاطفال في سن مبكرة كما تطرقت الى الدليل وأهدافه الدليل، وتمنت أن يتم تعميمه على جميع المؤسسات التعليمية بالمغرب، لأنه يوضح حجم الأخطار ومن يتحمل المسؤولية الأ ب المتعهد الصحفي المبدع كما يجب تذييعه على شكل وصلات إشهارية بمختلف المحطات الاذاعية. وفي معرض تقييمها للدورة العاشرة للمهرجان قالت إن مجمل الافلام التي شاهدتها خلال الدورة العاشرة للمهرجان تطور مستواها كثيرا، إذ اتسمت بالجرأة في المواضيع وبمقاربات مدهشة تم التطرق لها والتي كانت طابو قبل سنوات. كذلك من الناحية التقنية والداراماتورجية وأشارت الى أن هناك أعمالا تحمل شيئا من الحرفية والاتقان. ودعت إلى اعتماد الخبرة في التعامل مع السيناريو والكتابة السينمائية عموما لأمها تحتاج إلى خبراء خاصة والبلد يتوفر على طاقات هائلة في مختلف ضروب المعرفة، لكن المشكلة اليوم في نظر نعيمة لمشرقي أن المؤلف والمنتج والمخرج وكاتب السيناريو شخص واحد. ودعت إلى تصحيح عدسة الرؤيا البصرية بقولها يجب إغراء المؤلفين وتحفيزهم لأننا نحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى سينما نستحقها، وتأسفت كون السينما المغربية الآن لا تتوفر في خزانتها على فيلم يوثق للمسيرة الخضراء باستثناء الأشرطة الوثائقية الرسمية للتلفزيون، لاشك أننا سنصدم وسنصدم معنا الاجيال القادمة التي نحرمها اليوم بفضل قصورنا في النهل من حلاوة التاريخ وعبقه، نفس الشيء يقال عن أفلام تؤرخ لحقب المقاومة المغربية أولادنا يحتاجون الى معايير للارتباط والاعتزاز بالهوية وبالوطن. تاريخنا إذا لمنصوره بعيون وطنية. فاطمة الزهراء العلوي الأديبة والشاعرة أقرت بأن الاستثمار الحقيقي يجب أن يكون في مواردالغد، الطفولة في براءتها والتي يمكن الآن إعدادها بكيفية سليمة لرفع تحديات المستقبل. وأضافت إنه جيل واع بتأثير الوسائل السمعية البصرية بشكل إيجابي وسلبي أنه يلعب دور الملاحظ الدقيق والمتمرس أثناء مشاهدته لجل البرامج التلفزية، وأكدت الناشطة الحقوقية أن جميع التدخلات التي أدلى بها الأطفال في هذه الصبيحة كانت لها علاقة بمخاطر السمعي البصري وهي رسالة قوية إلى من يعنيهم الأمر، الأطفال يقرون بأن هناك مسلسلات وبرامج تؤثر بشكل سلبي على حياتهم في البيت والمدرسة، وأن الخطورة تنبع من كثرة زمن المشاهدة ، وتعتقد الفاعلة الجمعوية والشاعرة فاطمة الزهراء العلوي أن هؤلاء يفهمون الرسائل الإعلامية في إحيان كثيرة أفضل من أولياء امورهم. وحول تقييمها للقاء التواصلي مع الأطفال من قبل ممثلتي الهيئة العليا للسمعي البصري اليوم قالت رغم أن أسئلة الطفولة كانت عفوية وتطبعها البراءة، إلا أنها أبانت عن نضج وعن وعي حقيقي بما يمكن أن تشكله بعض الاعمال الدرامية خصوصا المدبلجة، وهي نظرة جد إيجابية وينبغي على الهاكا أن تأخذها بعين الاعتبار. إنه جيل متطلع إلى الاحسن في البرامج وفي زمن البث ويتمتعون بغيرة قوية على هويتهم المحلية والوطنية بشكل خاص ويعتقدون أن لكل شعب خصوصياته ويسعون إلى احترام خصوصيات كل شعب.