فوجئ عدد من تجار المربعات بسوق أكادير بسوق الجملة للخضر والفواكه بالدار البيضاء، بأفراد من مكتب الجبايات التابع لإدارة السوق، وهم يقومون بتغريمهم بحجة «الغش في التصريح في السلع التي أدخلوها إلى السوق» صبيحة يوم السبت الماضي، وهو الإجراء الذي شمل مايفوق الثلاثين تاجرا واعتبر ، حسب المهنييين ، بمثابة رقم قياسي قل نظيره على امتداد الأشهر الماضية، الشيء الذي فتح النقاش، إن كان الأمر يتعلق بالفعل «بوقف للنزيف والاختلالات التي يشهدها السوق بالرغم من التحقيقات الجارية حول التلاعبات والاختلاسات المالية به» ، خاصة وأن التغريم طال أيضا عناصر «كانت تظهر بمظهر الحريص على محاربة الفساد بالسوق ليكتشف الجميع بأنها متورطة بدورها في الغش»! لكن المفاجأة تمثلت ، بالأساس، في كون الزيارة المفاجئة لعناصر الفرقة الوطنية المكلفة بملف سوق الجملة للخضر والفواكه بالدار البيضاء السبت الماضي (21 ماي 2011) بعد أن اعتقلت ، مؤخرا، أحد العاملين مع أحد الوكلاء بذات السوق، كان قد أثير اسمه في شهر شتنبر الماضي عندما اعتقلت نفس الفرقة ثمانية أعوان في الشهر ذاته، حيث جاءت به لمواجهته مع المشرفين على «برج المراقبة» ومحطة الميزان، وهو ما خلق جوا من الارتباك لدى بعض الموظفين المكلفين بمراقبة صحة التصريحات، فقاموا بالإسراع في تغريم المخالفين في ذلك اليوم، مخافة أن يكون حضور عناصر الفرقة الوطنية يعني بداية تحقيق جديد في سجلات ذلك اليوم الأمر الذي قد يكشف عن اختلالات غير مبررة بين حقيقة السلع التي دخلت السوق والقيمة والنوع المصرح بهما حيث أسر لنا بعض التجار الذين يستنكرون مثل هذه التلاعبات، أنه لم تكن للذعائر أن تفرض لولا زيارة الفرقة الوطنية للشرطة القضائية المفاجئة، فقد جرت العادة ، بحسب تصريحاتهم ، أن يتم الاحتفاظ بالأوراق إلى حلول الظهيرة ويتم توزيعها من دون ذعائر بعد أن تكون العملية قد تمت في أمان! ولتأكيد طرحهم، تحدى أحد التجار أن تتم مقارنة تصريح مجموعة من التجار ومبلغ العشار الذي كانو يؤدونه قبل زيارة الفرقة الوطنية للسوق رمضان الماضي، مع ماصرحوا به وقاموا بأدائه من عشار خلال شهر من بعد زيارة الفرقة الوطنية ليتضح الفرق الكبير وليظهر جليا حجم التلاعب والنزيف المستمر بالسوق. من جهة ثانية ، وفي علاقة بموضوع الاختلاسات المسجلة بالسوق، مازال الملف يراوح مكانه عند قاضي التحقيق الأمر الذي يدعو إلى التساؤل ، يقول بعض المهنيين ، خاصة وأن الأخبار الواردة من السوق تفيد بأن النزيف لايزال مستمرا!