أكدت مصادر مأذونة من المجلس الجهوي للسياحة بمراكش أن خلية أزمة تضم جميع الفاعلين السياحيين بالمدينة قد اجتمعت عشية التفجير الارهابي الذي ضرب مقهى أركانة أول أمس، وذلك لتتبع الوضعية السياحية التي من شأنها أن تتأثر بتداعيات هذا الحادث الاجرامي. وقال عبد اللطيف أبوريشة مسؤول التواصل بالمجلس الجهوي للسياحة أن الاجتماع الاستثنائي الذي انعقد ليلة الحادث ضم مختلف الفاعلين في القطاع السياحي من فندقيين ومستثمرين سياحيين وأرباب مطاعم ونقالة وسلطات إدارية.. سجل أن الفنادق لم تشهد أية مغادرات فجائية للسياح، كما لم تسجل أي حركة غير اعتيادية بمطار المنارة كما وقع في مناسبات شبيهة في 1991 و1995 ، وطلب جل الحاضرين في الاجتماع من السلطات المحلية أن تلح على جميع أرباب المحلات التجارية الموجودة بساحة جامع الفنا بأن يستأنفوا نشاطهم وبألا يغلقوا محالهم ومقاهيهم، وهو ما تمت الاستجابة له في حينه، حيث ظلت الحركة تدب في الساحة الشهيرة إلي وقت متأخر من ليلة الحادث.. كما دعا المجلس الجهوي للسياحة إلى ضرورة تنظيم تظاهرة دولية بساحة جامع الفنا للحفاظ على الصورة الجيدة لهذه الساحة في العالم كرمز للتسامح والإنسانية.. واعتبر أبو ريشة أنه لا يمكن استنتاج التداعيات الأولى على القطاع قبل أسبوعبن على الأقل من وقوع الحادث، حيث حينذاك فقط يمكن معرفة ماإذا كانت هناك إلغاءات للحجوزات الفندقية التي تم تأكيدها في وقت سابق. من جهته قال صاحب مقهى أركانة مصطفى الادريسي, أن هذا الحادث لا ينبغي أن يربك السير العادي للنشاط السياحي، وأضاف الإدريسي الذي يلقبه المراكشيون ب ««الخشبة» «أنه مستعد لإعادة بناء ما دمره الحادث الارهابي اليوم قبل الغد، وأنه لا ينتظر سوى الضوء الأخضر لإعادة استأناف نشاطه. وهو نفس ما جاء على لسان ابراهيم الرميلي رئيس جمعية المطاعم بمراكش الذي صرح بأن على الجميع أن يتعبأ لاستئناف النشاط المهني بشكل طبيعي من جهته قال الفاعل السياحي جمال الفلالي ، رئيس الجمعية الوطنية للسياحة والجامعة « convergence »إن ما وقع أول أمس بمراكش يمكن أن يقع في جميع بلدان العالم ، ورغم أن السياحة قطاع هش وشديد الحساسية لهذا النوع من الحوادث، فإن مهنيي القطاع عبروا عن إرادة قوية لتخطي هذه المأساة و استرجاع الأنفاس بأسرع ما يمكن ليدخل ما وقع في باب الحادث العرضي، داعيا في الوقت نفسه إلى مضاعفة الجهود في التحسيس والتواصل والاشهار, سواء في الداخل أو في الخارج، من قبل المهنيين والوزارة الوصية على السواء.. أما الخبير الاقتصادي ادريس بنعلي ,فاعتبر الحادث الارهابي ضربة موجعة ليس للقطاع السياحي فقط، والذي يتتظر استثمارات بملايير الدراهم، في سياق المخطط السياحي 2020، بل للاقتصاد الوطني ككل.. وقال بنعلي إن ضرب الارهابيين للسياحة الوطنية على الطريقة المصرية سيكون له انعكاس سلبي على القطاع, سواء في المدى المتوسط أو في المدى البعيد. وأضاف بنعلي أن من قام بهذا العمل الاجرامي استهدف بالاساس وقف مسلسل النمو الاقتصادي بالمغرب ، وضرب «النموذج المغربي» في الصميم، ودعا الخبير الاقتصادي إلى عدم الانسياق وراء التهويل المفرط للحادث والابتعاد قدر الامكان عن المقاربة الامنية في معالجة هذا الوضع الذي سيدخله المغرب بفعل هذا الحادث، لأن ذلك قد يؤدي إلى انزلاق خطير سينجم عنه انهيار الاقتصاد بصفة عامة ..لذلك يقول بنعلي بجب التحلي بالحكمة اللازمة لتدبير الأمور كما أنه على المجتمع المغربي أن يعبر بمختلف الأشكال عن مساندته للصلاحات في المغرب لإعطاء رسالة واضحة للعالم على أن الشعب مجمع على رفض الارهاب ولم يستبعد الخبير الاقتصادي أن يكون الحادث مفتعل من الداخل من قوى وصفها بأنها ترفض أن تمس مصالحها في سياق الأوراش الاصلاحية الكبرى التي يعتزم المغرب الشروع فيها.