سوق الأربعاء، تنعقد تجارته أسبوعيا و يعرف رواجا كبيرا، يأتي إليه المتسوقون من كل الأحياء، من سباته، سيدي عثمان ، السالمية ، التشارك، مديونة وغيرها من يقصده المتبضعون، حتى من خارج العاصمة الاقتصادية، لاعتقاد زائريه أنه يوفر خدمات ومنتوجات تتماشى مع دخلهم المحدود! يشتهر هذا السوق ببيع و شراء الملابس المستعملة ويعرف رواجا من طرف المواطنين بسبب أسعاره المناسبة، أما الجهة التي تباع فيها الخضر و الفواكه فهي الأخرى تعرف رواجا ، حيث يلجأ المتبضعون إلى شراء الخضروات بكميات كبيرة تكفيهم طيلة الأسبوع بسبب معقولية أسعارها مقارنة مع الأسواق اليومية، كما أكد ذلك عدد من المتبضعين . أما الشطر الخاص ببيع «الخردة» والقديم من الملابس والهواتف والدمى والقنينات وعلب أدوية فارغة و«الكاسيط» الذي تمزق شريطه و ساعات يدوية و قارورات عطر فارغة و ما تبقى من أحمر شفاه و ملاعق معوجة و فرشاة أسنان متسخة و إبريق قهوة بدون غطاء و براد شاي «مصدي» و سماعات والكمان «كاسرونة عوجة» فله رواده وزواره . بعض الناس أدمنوا البحث عما يعتبرونه في عداد «النفائس» كالكتب النادرة و الاسطوانات الخالدة لعبد الوهاب و جيل جيلالة و ناس الغيوان... وفي «التبقشيشة» دائما تجد ركنا خاصا ببيع الأدوية الطبية التي انتهت صلاحيتها يتم جلبها من المزابل والحاويات لبيعها بأثمنة بخسة أحيانا لا تتجوز 5 دراهم كأدوية المعدة و أوجاع الرأس والحمى، بل حتى أقراص الهلوسة تعرض فوق فراشة تحت أنظار حماة صحة المواطنين ! وقد صرح لنا أحد البائعين أن زبناء الأدوية كثيرون جدا ، يأتون كل أسبوع خصيصا للبحث عن أدوية بعينها بسبب رخص ثمنها ، مضيفا أنه لم يسبق لأي أحد أن اشتكى من أي عارض بسبب تناوله لهذه الأدوية، و هناك زبناء مختصون فقط في شراء قارورات «البلسلين» الفارغة لملئها بمواد الزينة النسائية كالكحل وغيره، ويقبل بعض المواطنين ، من فئة المصنفين تحت عتبة الفقر، على شراء أحذية و ملابس ممزقة ولعاب أطفال غير مكتملة الأجزاء و أغطية و أفرشة متسخة ! وتنشط على هامش انعقاد سوق الأربعاء أنشطة أخرى تؤثث فضاء السوق الواسع، حيث يتناثر أصحاب «المطاعم» بعرباتهم أو بخيامهم في أمكنة متربة يقدمون أكلات للبيع لرواد السوق كالشاي والإسفنج والمرق والنقانق... إلخ، أما المكان المخصص لبيع الدجاج و السمك فهو يدعو إلى التساؤل، ويحتاج إلى أكثر من وقفة بسبب الظروف غيرالصحية التي يتم فيها بيع اللحوم والسمك و«ترياش» الدجاج بمياه وسخة! إن سوق الأربعاء بالسالمية يخلق رواجا اقتصاديا ملحوظا بالمنطقة ، ويبقى في حاجة ماسة لإعادة تأهيله ووضع حد لمجموعة من الممارسات التي قد تكون لها تداعيات سلبية، كتنامي الاعتداءات والسرقات وترويج مواد غذائية فاسدة كعلب السردين و غيرها من المعلبات، و بيع أدوية غير صالحة، إضافة إلى بيع العقاقير المهلوسة دون أدنى حراك من طرف من يهمهم الأمر!