انطلقت الشركات الثلاث التي عهد إليها بتدبير قطاع النظافة بالدار البيضاء منذ عدة سنوات، بأسطول حديث من الشاحنات تم جلبه من الخارج، إلا أن نسبة مهمة من هذه الشاحنات أصابها ، مؤخرا، التلف وأصبحت تجوب شوارع المدينة دون أدنى صيانة مهددة صحة وسلامة المواطنين بأخطار أكيدة! إن أغلبية المواطنين ممن استقت الجريدة آراءهم حول شاحنات نقل الأزبال إلى مطرح مديونة، يؤاخذون على الجهات الوصية عدم مراقبتها للأسطول المستعمل، حيث أن مجموعة من الشاحنات أضحت غير صالحة للجولان بفعل انبعاث الدخان من محركاتها، إضافة إلى عدم وضوح أرقام لوحاتها بسبب الأوساخ العالقة بها، وقد تسبب بعضها في العديد من الحوادث المميتة إما بسبب السرعة المفرطة أو ضعف الفرامل، كما أكدت على ذلك مصادر عليمة. فجولة ببوابة مطرح النفايات كافية للوقوف على الحالة الميكانيكية لبعض شاحنات النظافة : دخان منبعث من المحركات، أبواب بدون زجاج، هدير في صوت المحركات ، مياه عادمة تتسرب منها، إلا أن ذلك لم يحرك ساكنا لدى المسؤولين الذين يبقى همهم الوحيد هو حصد أكبر عدد من الأرباح ! «هذه الحالة المتردية لشاحنات رمي الأزبال ما هي إلا نتيجة لغياب الصرامة في تدبير القطاع من قبل من عهد لهم هذا الملف»، يقول فاعل جمعوي بالمجاطية ، مضيفا «أن تفويض قطاع النظافة إلى ثلاث شركات أجنبية كان متسرعا وغابت عنه دراسة الملفات دراسة عقلانية من طرف المسؤولين» وفي السياق ذاته صرح للجريدة العديد من سائقي هذه الشاحنات بالقول « إننا سئمنا الاشتغال في مثل هذه الظروف المفروضة» من طرف بعض الشركات، فإذا «أبدينا احتجاجا وطالبنا بإصلاح الشاحنات التي نشتغل عليها يكون مصيرنا التهميش وأحيانا الطرد، لذلك فنحن مرغمون على الصمت حفاظا على قوت أبنائنا». ويؤاخذ أغلب المواطنين على الجهات المسؤولة عن مراقبة الشركات التي عهد إليها تدبير قطاع النظافة تهاونها وعدم جديتها في التعامل مع أغلب الشاحنات التي تجوب الأحياء البيضاوية، «حيث إذا كان البعض يجتهد ويعمل على تغيير أسطول شاحناته ، من حين لآخر ، فإن البعض الآخر يعتمد على شاحنات مهترئة وقديمة تشكل خطرا على البيئة وعلى صحة المواطنين» يؤكد مواطنون . وتبقى إحدى شركات النظافة بالخصوص نموذجا بارزا لتهاون مسؤوليها في القيام بإصلاح شاحناتها، فبالإضافة إلى مشكل الحالة الميكانيكية المتردية، هناك مشكل عدم الاهتمام بإطاراتها ، والتي رغم نهاية عمرها الافتراضي وزوال معالم جودتها، فإنها مازالت مصرة على استعمالها، أما أضواء الشاحنات فهي شبه منعدمة ، الأمر الذي يجعل أرواح المواطنين، بل حتى السائقين المغلوبين على أمرهم، في كف عفريت أثناء جولانها بشوارع العاصمة الاقتصادية!