طفح كيل ما يزيد عن 35 ألف فلاح من منتجي الحليب بمراكش بعدما تأكد لهم من خلال ماوافاهم به كل من أعضاء الاتحاد المحلي للفدش ومكتبهم النقابي العضو في الفيدرالية الديمقراطية للشغل بأن والي جهة مراكش تانسيفت الحوز لم يف بما تعهد به خلال الاجتماع الذي تم عقده بمقر الولاية بدعوة منه على وجه السرعة ما إن علم بدخول منتجي الحليب في اعتصام مفتوح يوم الخميس 17 فبراير 2011 ، احتجاجا منهم على الموقف السلبي الذي اتخذ تجاه قضيتهم من طرف كل من الوزارة الأولى ووزارة الفلاحة وولاية مراكش ومكتب تنمية التعاون والوكيل العام لمحكمة الاستئناف بمراكش، وعدد من مسؤولي الجهات المعنية الذين سلكوا كسياسة لهم في معالجة ملف هذه القضية «أذن من طين وأذن من عجين « رغم العديد من المراسلات التي سبق وأن وجهت إليهم من طرف هؤلاء المتضررين الذين ذيلوها بما يفوق 120 توقيعا وتعالي أصواتهم المنددة والمستنكرة في الكثير من وقفاتهم الاحتجاجية جراء تفويت تعاونية حليب مراكش إلى إحدى الشركات في ظروف غامضة من لدن مجموعة من الأشخاص من ذوي المال والنفوذ، على رأسهم مدير هذه التعاونية دون اعتماد أي سند قانوني حسب تصريحات العديد منهم لجريدة الاتحاد الاشتراكي، الشيء الذي اعتبره المشتكون خرقا للمادة 82 من الظهير الشريف المنظم للتعاونيات الصادر في أكتوبر من سنة 1984، زيادة على أن مدبري شأن إدارة التعاونية حرموا هؤلاء الفلاحين من مستحقاتهم المالية لمدة تزيد عن خمسة أشهر ، مما تسبب في جعلهم يتجرعون مرارة ضيق العيش من شهر إلى آخر ، وقد زاد الطين بلة تعامل والي مراكش بكثير من الاستخفاف واللامبالاة بمعاناة هذه الشريحة من المجتمع وبمشاكلهم، متناسيا ما تم الاتفاق عليه خلال الاجتماع السالف الذكر الذي عقده مع كل من الكاتب العام بابا احميدة وأمين الاتحاد المحلي محمد بلقاس والمكتب النقابي لمنتجي الحليب العضو في الفيدرالية الديمقراطية للشغل وبعض منتجي الحليب الأعضاء في الجمع العام ، حيث التزم الوالي أمامهم وبشكل مسؤول وفق ما توصلنا به من المكتب المحلي للفدش بما يلي: -1 استدعاء مدير التعاونية التي أصبحت تحمل اسما جديدا لإحدى الشركات ورئيس مجلسها الإداري ومسؤولي عدد من المصالح بالولاية وممثلي الاتحاد المحلي للفدش والمكتب النقابي لمنتجي الحليب، العضو في الفيدرالية الديمقراطية للشغل وبعض منتجي الحليب الأعضاء في الجمع العام، وذلك لحضور اجتماع سيعقد تحت رئاسة الوالي بمقر الولاية مباشرة بعد الزيارة الملكية . -2 إحداث لجنة تشرف عليها وزارة الفلاحة ، تضم من ضمن مسؤوليها المشرفين على الشأن الوطني والجهوي والمحلي، وكذا مسؤولين من مصالح الولاية وأعضاء قطاع منتجي الحليب المنضوين تحت لواء الفدش، وذلك قصد تشخيص الوضعية بتعاونية حليب مراكش موضوع النزاع بين مسؤوليها ومنتجي الحليب، مع إبداء اقتراحات لفض هذا النزاع الذي يصاغ في إطاره تقرير يوجه للوالي . -3 العمل علي إيجاد الحلول المناسبة بمساهمة مسؤولي جميع الجهات المعنية، ابتداء من السلطة المحلية المتمثلة في شخص والي مراكش من أجل تقوية إنتاج التعاونية من حيث كمية الحليب الذي تقلص بشكل ملحوظ بسبب المشاكل التي أصبح يتخبط فيها منتجو حليب هذه التعاونية بعدما فوتت لإحدى الشركات ، فقد كانت تنتج التعاونية 300 طن من مادة الحليب يوميا قبل حدوث هذه المشاكل بين الفلاحين ومسؤولي إدارة التعاونية، أما الآن فلم تعد تنتج سوى 70 طنا من الحليب يوميا. -4 إعادة تنظيم جميع هياكل الشركة اعتمادا في ذلك على مضامين الظهير الشريف المنظم لهذا النوع من التعاونيات ، والاستناد إليه أيضا في عقد الجموع العامة للتعاونية وفق المنصوص عليه والمسموح به قانونا . -5 التعهد من طرف الوالي بعدم إقفال مراكز الحليب والقطع بالمرة مع ما يسمى بالجماع وأساليبه التي لم تزد الوضع إلا استفحالا من حيث المشاكل التي أوصلت الجميع إلى النفق المسدود. التزامات الوالي هذه تبخرت كالأحلام على حد قول عدد كبير من هؤلاء الفلاحين منتجي الحليب الذين أكدوا لجريدة الاتحاد الاشتراكي بأن صبرهم قد نفد، حيث حصل لهم يقين تام من خلال ما أسفرت عليه نتائج جلسات الحوار المتعثرة بأن هناك أياد ممخزنة لها دور كبير في إجهاض كل المبادرات التي يمكن بفضلها إيجاد الحلول المناسبة لمعالجة مشاكل ملف هذه القضية التي وحسب اعتقادهم إن اعطيت لها الأهمية الكبرى التي تستحقها، ستسفر نتائجها لامحالة على إسقاط رؤوس من أكبر الرؤوس بهذه المدينة ، ونظرا لما خلفه هذا من آثار سلبية على نفوس هؤلاء الفدشيين، بادر الاتحاد المحلي للفدش بتوجيه مراسلة في الموضوع للوالي داعيا إياه بالإيفاء بتعهده بعقد اجتماع بعد انتهاء أشغال اللجنة الولائية المشتركة المتعلق بإعداد بحث حول تعاونية الحليب الجيد وعرضه على الوالي في أجل لا يتعدى أمده أكثر من شهر ، لكن للأسف الشديد هذا الطلب وإلى حد الآن لم يتلق أصحابه أي جواب يذكر وكأنه أرسل بواسطة ( الرقاص) من نقابيي الفدش بمراكش إلى أبعد نقطة في العالم.