الحمد لله الذي جعل أيام نبيل بنعبد الله في روما معدودة. فقد أرادت بنا الصدفة الزوجية خيرا عندما أعادته إلى الرباط حتى لا يتعلم الكثير من الخصومات السوقية للنساء في الحمامات. فالرجل منذ بدأت بوادر الإصلاح في المغرب، وهو يفسد الأجواء، ويطلق الرصاص على الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. المرة الأولى في راديو «أصوات» وفي المرة الثانية على صفحات «أخبار اليوم» واليوم ولا شك في الندوة الصحافية. هل هي مهمة جديدة؟ يصعب علينا في حزب القوات الشعبية أن نرى في التوجه الذي يقوده الامين للعام للتقدم والاشتراكية ، موقفا لحزب الشهيد عزيز بلال وحزب المرحوم علي يعتة ومولاي اسماعيل العلوي، يصعب علينا حقا أن نصدق أن نبيل لم يجد أعداء فخلق الاتحاد الاشتراكي للتصويب في هذه الفترة بالذات. لقد أراد نبيل الدخول الى التاريخ.. مشيا القهقرى. فالاتحاد ليس هو خصم المصلحين والاصلاحيين والتقدميين الجديين. لكن لا بأس فهو يعتبر أن قيادات الاتحاد تكذب وتتبهتن ! لم يقلها فينا ألد الرجعيين وهذا طبعا لا يعني أن نبيل أصبح رجعيا، حاشا معاذ الله، بل هو أشد خصومة!!) ولم يقلها فينا ألد السلطويين ( وهذا لا يعني أن نبيل سلطوي ، حاشا معاذ الله، فهو لا يستطيع حتى إسكات امرأة تصرخ ليل نهار)! وقد حملنا نبيل ما لم يحمله الشيطان في تاريخه، لأنه اعتبر أننا نعرقل الكتلة ونقتلها. ونخيب آمال الشعب في الاصلاح وهو في نفس الوقت يؤول كما يشاء موقفنا من الحكومة. قال نبيل بنعبد الله إن الاتحاد رفض الاصلاح عن طريق الكتلة، وأنه طرحه على الوزير الاول باعتباره وزيرا أول. ورأت عبقريته الخصامية الجديدة أن « الاتحاد أراد وضع مؤسسة هي مؤسسة الوزير الاول مع مؤسسة أخرى هي الملكية». كما لو أن الوزير الاول ليس من مهامه الاصلاح . طيب، لنتبع هذا التحليل الخصامي المفاجئ.: لقد طرح الاتحاد بقاءه في الحكومة في ارتباط مع الاصلاح. وكان يرى ، كأي حزب يحترم قواعده ويحترم مطالب الشعب، أن استمراره في الحكومة بدون معنى إذا لم يكن هناك اصلاح سياسي ودستوري. وبالنسبة للذين بلغوا السنة الخامسة ابتدائي، فإن ذلك يعني أنه اذا لم تكن الاصلاحات، سيغادر الحكومة لأن الاغلبية عاجزة عن وضع أجندة للإصلاح. فهل كنا سنغادر الكتلة إذا ما رفضت مطالبنا؟ الجواب عند نبيل بنعبد الله غير جاهز. لأنه يرى أننا عرقلنا الكتلة ، بمعنى آخر إن منطقه يريد منا أن نلجأ الى جهاز عرقلناه! الحمد لله أننا ما زلنا نتوفر على ذرات من العقل!!! لنبيل أن يفكر كما يشاء وحتى ضد من يشاء، ولكنه مجبر على اللياقة وحسن السيرة التقدمية. ومجبر ألا يخطئ في الخصوم لأن ذلك لا يعني سوى شيء واحد هو: التسديد ضد منطق التاريخ. وربما كنا على صواب عندما لم نتشاور مع نبيل بنعبد الله، لأنه ربما كان سيكون له «خيار» آخر!. وتلك حكاية يعرفها جيدا.