يعتبر سؤال العلاقة بين العرب والغرب، والروابط المتوترة بينهما، في منظور الكثيرين أنه سؤال أساسي في قضية البحث عن أسباب هذا التوتر، والوقوف عندها وعليها بحثاً وتحليلاً، خاصة بعد التحولات الكبيرة التي شهدتها وما زالت تشهدها المنطقة العربية.ويبقى التساؤل الحقيقي حول العلاقة الجدلية بين العرب والغرب في إطار الجوار الصعب، في هل هي علاقة صراع حضارات، كما يرى هنتنجتون، أم صراع ثقافات وعقائد؟ أم هي «سوء فهم» وصراع «الجهالة»؟ وكيف يمكن تجاوز «عقدة الماضي» والاعتراف بحق الاختلاف مع الآخر؟ وكيف يمكن أن نرسي قواعد حوار حضاري مبني على «النسبية الثقافية» ومبدأ التسامح، تحقيقاً لتوازن المصالح؟ ولتسليط الضوء على هذا الموضوع وتقديم بعض من الأجوبة عن هذه الأسئلة الحرجة والدقيقة، تخصص مجلة «ذوات» الثقافية الإلكترونية الشهرية العربية، الصادرة عن مؤسسة «مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث»، ملف عددها (33) لموضوع «العرب والغرب: الجوار الصعب»، وذلك بمشاركة مجموعة من الباحثين العرب. ويضم ملف هذا العدد (لشهر فبراير 2017)، المعد من طرف الباحث والمترجم المغربي سعيد بلمبخوت، مقالا تقديميا للباحث نفسه بعنوان الترجمة والأدب بوابة للتواصل بين الشعوب، وثلاثة مقالات: الأول للباحث الأردني في السياسة والعلاقات الدولية ياس قطيشات، بعنوان: «جدلية العلاقة بين العرب والغرب: صراع «الجهالة» وحوار الحضارة»، والثاني للباحث والأكاديمي التونسي د. زهير الخويلدي، بعنوان «الكف عن أسطرة الغرب وضرورة تغيير المحاور»، والثالث للكاتبة والأكاديمية المصرية هويدا صالح بعنوان «الهوية الثقافية العربية بين جدلية الأنا والآخر». أما حوار الملف، فهو مع الدكتور والباحث المغربي إدريس لكريني، المتخصص في العلاقات الدولية. وبالإضافة إلى الملف، يتضمن العدد (33) من مجلة «ذوات» أبوابا أخرى، منها باب «رأي ذوات» «حوار ذوات» «بورتريه ذوات» ومواد أخرى.