قدم مدرب الجزائر البلجيكي جورج ليكنز يوم الثلاثاء استقالته من منصبه، غداة إقصاء المنتخب من كأس الأمم الافريقية في كرة القدم، في خطوة تعيد تسليط الضوء على جدل حول جنسية مدرب المنتخب الوطني. وخلال الأعوام القليلة الماضية، استبدلت الجزائر مدرب منتخبها الوطني لكرة القدم أكثر من مرة، علما بأن آخر مدرب جزائري للمنتخب يعود الى العام 2011، ما دفع عددا من نجوم اللعبة السابقين إلى طرح نقاش حول مدرب «الخضر»: أجنبي أم جزائري؟ وأعلن الاتحاد الجزائري الثلاثاء أنه «بعد إقصاء المنتخب الوطني المبكر من نهائيات كأس أمم إفريقيا 2017 بالغابون، استقال جورج ليكنز من منصبه كمدرب المنتخب الوطني». ويتهم نجوم سابقون للعبة، درب بعضهم منتخب بلادهم خلال العقود الماضية، الاتحاد الجزائري ب «تهميش» المدربين المحليين، منذ استقالة المدرب عبد الحق بن شيخة في 2011. ومنذ ذلك الحين، لم يتول أي مدرب جزائري قيادة المنتخب، بل اقتصر ذلك على البوسني الفرنسي وحيد خليلوزيتش (2011 – 2014)، والفرنسي كريستيان غوركوف (2014 – 2016)، الذي خلفه الصربي راييفاتش، قبل تعيين لينكز في أكتوبر 2016. إلا أن الاتحاد يؤثر عدم التعليق على هذا الجدل. وقال قائد منتخب الجزائر في مونديال إسبانيا ،1982 علي فرقاني، في تصريحات سابقة لوكالة فرانس برس، إن الاتحاد يلجأ إلى المدربين الاجانب «لعدم ثقته بالمدربين المحليين». وأشار فرقاني، الذي درب المنتخب «الأخضر» في كأس الأمم الافريقية 1996، إلى أن «ثمة من يمكن أن يقوم بهذه المهمة على أحسن وجه». أما رابح ماجر، أبرز نجوم الكرة الجزائرية والذي درب أيضا منتخب بلاده، فأشار إلى أن غالبية الألقاب التي أحرزها المنتخب الوطني، تمت في عهد مدربين محليين، لاسيما كأس الامم الافريقية 1990. وقال لفرانس برس «لست ضد المدربين الأجانب، لكنني أتساءل كم كأسا إفريقية فزنا بها مع هؤلاء المدربين؟ الجواب صفر». ويضيف «بهذه السياسة فلن نحل المشاكل». ويرى فرقاني أن الاتحاد «أخطأ في الاختيار» بالنسبة إلى المدربين، لاسيما في عام 2016 التحضيري لكأس الأمم الافريقية، والذي استبدل فيه مدربو المنتخب ثلاث مرات. وأشار على سبيل المثال، إلى أن غوركوف «لا يملك أي تجربة في تدريب المنتخبات»، وأن اختيار راييفاتش لخلافته كان «كارثة». وأضاف «تغيير المدربين في فترة قصيرة ليس جيدا (...) ما نحتاج إليه هو مديرية فنية قوية وقوية جدا، حتى لا ندع القرار بيد رئيس الاتحاد وحده»، مقترحا أن يقوم الاتحاد بتعيين مدرب أجنبي «كبير»، يعاونه مدرب محلي «حتى يتعلم على يده ويخلفه في المستقبل». ويسأل ماجر «هل نحن في حاجة إلى مدرب أجنبي لتطوير كرتنا أو منتخبنا؟ لا أعتقد ذلك». وكان غوركوف، الذي التحق بمنتخب الجزائر في 2014، فسخ عقده بإرادته في أبريل، بعدما كان يمتد إلى يوليوز 2018. إلا أن الاتحاد الجزائري تأخر في تعيين بديل له، معتبرا أن «أجور التقنيين من المستوى العالي مرتفعة جدا». ورفض ماجر تبرير الاتحاد لناحية الأجور، مشيرا إلى أن المدربين الأجانب الذين تم التواصل معهم كانوا يخشون «عدم الاستقرار»، مذكرا بإقالة راييفاتش بعد التعادل ضد الكاميرون (1 – 1) في تصفيات كأس العالم، بعد ثلاثة أشهر فقط من تعيينه. وكان المدرب الفرنسي رولان كوربيس، الذي طرح اسمه لتولي المسؤولية، قال في تصريحات صحافية إن «العقد الذي تم اقتراحه علي كان قابلا للإنهاء كل شهر على مدى الأشهر العشرين! كان أشبه بعقد لشهر واحد قابل للتجديد، وهذا أمر غير مقبول». وأمام غياب مترشحين لقيادة المنتخب، بحسب ماجر، «تم الاتصال بليكنز الذي سبق له تدريب الخضر في 2003، قبل إقالته. وعاد لانتقاذ هؤلاء الاشخاص لأنهم لم يجدوا مدربا آخر». وأضاف «أنا حزين على بلدي. حزين على كرة القدم وعلى المنتخب».