فعاليات امتزجت بعاطفة إنسانية رفيعة في أربعينية الفقيد الأستاذ عبدالحميد يدر الكاتب الاقليمي لحزب الاتحاد الاشتراكي بشفشاون والرئيس السابق لجمعية أصدقاء المعتمد و تأبين الفقيد الأخ عبدالعزيز القسطيط لحظات إنسانية رفيعة، في لقاء جماهيري مكثف امتزج بعاطفة إنسانية رفيعة، عرفتها مدينة شفشاون، عبرت عنها شهادات الاحتفاء والتكريم ترجمتها بكل محبة، وأهدت الورد للفقيدين عبدالحميد يدر وعبدالعزيز القسطيط، واستعادت محطات أساسية من حياتهما السياسية والجمعوية والانسانية عبر شريط فيديو أنجزه الأخ عماد لغداس، ثم أيضا من الزيارة التي نظمت بعد صلاة العصر من يوم الجمعة لزيارة قبر الفقيد عبد الحميد يدر بمقبرة مولاي علي بن راشد، وأيضا من خلال الحفل الديني الكبير الذي انعقد ليلة الجمعة . هذا يذكر أن الاخ الكاتب الاول الاستاذ ادريس لشكر قام رفقة الاخوة أعضاء المكتب السياسي محمد محب، محمد علمي، محمد درويش، في زيارة لجماعة بني دركول التي كان يرأسها فقيدنا العزيز الرئيس عبد الحميد يدر، بعد ان تم انتخاب الاخ المفضل بورجعات رئيسا للجماعة خلفا للفقيد باجماع عضوات وأعضاء المجلس، وكانت الزيارة مناسبة لزيارة مسجد طارق بن زياد بالشرافات، وهو المسجد الذي شيده القائد طارق بن زياد في طريقه لفتح الأندلس. كما قام الاخ الكاتب الاول ومرافقوه بزيارة مجاملة للاخ عبد الله زرغيل وكيل لائحة الاتحاد الاشتراكي بدائرة شفشاون في استحقاق 7 اكتوبر 2016. ويشار أن الفقيدين عبدالحميد يدر وعبدالعزيز القسطيط أجمعت كل الشهادات والتدخلات والكلمات أنهما رحلا عنا من جيل متقارب في السن، ورحيلها شكل فاجعة وخسارة لصدقائهم، حيث كانا مثالا للأخلاق وقيم الوفاء لكل المعارف، ونسجا علاقات مع كل الشرائح الاجتماعية، لما تقلدا المسؤولية بنظافة اليد. هذه الفعاليات الاستثنائية الناجحة، نظمها الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، تحت رئاسة الأستاذ ادريس لشكر، وأدار أشغالها بحنكة واقتدار الأخ مصطفى عجاب عضو المكتب السياسي، وشهدتها قاعة الندوات والمؤتمرات بمركب محمد السادس للثقافة والفنون والرياضة، مساء السبت 27 يناير 2017 في إطار فعاليات أربعين يوما على رحيل الفقيد الأستاذ الأخ عبدالحميد يدر، وتأبين الفقيد الأخ عبدالعزيز القسطيط، ومن أقوى اللحظات تلك الكلمة الصادقة والمؤثرة التي تلتها زينب يدر (19 عاما) نجلة الفقيد الأستاذ عبدالحميد يدر والتي كتبتها في دفتر ذكرياتها بمداد لونه يعبر عن المساحة الوافرة من الحب الذي كانت تبادل بها والدها الذي غيبه الموت إثر مرض مفاجئ عجل برحيله. وكانت الدموع والأشعار والبوح ثبت في عمق إنساني من المنصة ومن سطور الشهادات والكلمات المؤبنة للفقيدين. وأيضا من بورتريهين للفقيدين عبدالحميد يدر وعبدالعزيز القسطيط من إنجاز الفنانين محمد الخزوم ونزيهة البشير العلمي. وقال الكاتب الأول الأستاذ ادريس لشكر في كلمة إنسانية صادقة يؤبن فيها الفقيدين: « عبدالحميد يدر ربما كانت علاقتي به تتجاوز العلاقات النضالية، إنه الانسان الذي اشتركت معه القيم التي يحملها، وتجسدت اليوم في التربية التي ربى بها أبناءه، التربية الحداثية» . واضاف الكاتب الأول ادريس لشكر: « إن جبال شفشاون شاهدة عبر التاريخ برجالات المقاومة، وعلى المناضلين، وعلى نوابغ نعتز منهم شاعرنا الكبير عبدالكريم الطبال ، إنها جبال شفشاون التي أنجبت كل هؤلاء، إننا نعتز بالاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية أنها خلفت لنا كل هؤلاء المناضلين ، وإخوة أعزاء منهم من قضى نحبه، مثل الأخوين عبدالعزيز القسطيط وعبدالحميد يدر ومنهم من ينتظر، ونحن مؤمنين، أنه لن تكون هذه المدينة ولا هذه الجبال جامدة ولاشك أن الخلف في هذا الحضور الكبير الكريم من نساء ورجال هذا الاقليم.» . وأضاف الكاتب الأول الأستاذ ادريس لشكر الذي كشف عن علاقته الحميمية وصداقته بالفقيد عبدالحميد يدر: «ماذا يمكن لي أن أقول هل أتكلم عن عبدالحميد يدر المناضل، الذي يحضر معي اجتماعات ودورات التنظيمية للحزب والمحطات لمؤتمرات الحزب «، مؤكدا أن عبدالحميد يدر « ...كان قليل الكلام، لكنه عندما يتكلم يكون عميقاً، وهادئا، لكن عندما يقول قولته، تكون حاسمة ومؤثرة» مؤكدا أن عبدالحميد يدر كان في محطات حزبية أساسية، في ذلك الهدوء المعروف عنه ، لكنه عندما يتناول الكلمة في المنصة، ينصت الجميع، ويفرض هدوءا على القاعة برمتها ، لأن الجميع ينتظر إبداعاً وحلا، وإخراجا لقضية من القضايا . مضيفا أن عبدالحميد يدر كانت عنده الشجاعة، لكي يعبر عن رأيه بحرية». من جهة أخرى قال الأخ الكاتب الأول ادريس لشكر في شهادة إنسانية رفيعة: إن علاقته الشخصية بالفقيد عبدالعزيز القسطيط كانت دائما علاقات دائما تنظيمية، ومحطات نضالية، مضيفا أن الأخ الفقيد عبدالعزيز القسطيط زاره رفقة بعض الأخوة عدة مرات وكانت لهم لقاءات، وأكد الأخ ادريس لشكر أن الفقيد عبدالعزيز القسطيط كان يتميز بالأخلاق العالية.والتربية الممتازة ، والنضال عن قناعة راسخة، والتواضع. مضيفا أنه جمعته به لحظات كانت إما لاتخاذ القرار ، وإما للتداول في قضايا الوطن، وإما في التداول في القضايا المحلية، ومحطات نضالية، وأهم ما اتسم به الرجل، لكل قرارات الحزب، والانخراط فيها بقوة . من جهتها قالت زينب يدر نجلة الفقيد الأخ عبدالحميد يدر : « لقد كان وقع المأساة مضاعفا، عندما سجينا جثماني والدي وجدي في نفس الغرفة، لم يكن بمستطاعنا تحمل هذا الرزأ لولا ما غمرنا به أهلنا وأحباؤنا وسكان هذه المدينة من تعاطف ومواساة. مضيفة أن غياب والدها عنهم كان « غصة في القلب والوجدان» مضيفة أن والدها كان بالنسبة لهم نِعْم الأب والمربّي والصديق. وقالت: «ما رأيتك غاضبا يومًا، كنت قادرًا على إخفاء غضبك في ابتسامتك الدائمة، كنت رجل التربية الحداثية، كنت المدرسة والموسوعة التي غرفنا منها أنا وإخوتي المعارف، كنت حريصًا، يا أستاذ اللغة العربية، كي نتمكن من أسرار هذه اللغة التي عشقتها، علمتنا أن نقرأ الشعر والرّواية.» . إنها كلمة قرأتها زينب يدر، الطالبة الجامعية بألم وحصرة ،نيابة عن أسرتها الصغيرة والكبيرة، اختزلت تفاصيل من آلام الفراق. وهي البنت التي ظلت دوما معحبة بأبيها وكانت تجعله قدوتها في الحياة وفي النجاح. إنها كلمة استمع إليها الجمهور الذي غاصت به قاعة الندوات وشاركها في تلك اللحظات المؤثرة بحس وشعور إنساني صادق. إنه لقاء في أبهى تجلياته أبرز المكانة التي كان يتميز بهما الفقيدين عبدالحميد يدر وعبدالعزيز القسطيط وما تركه غيابهما من أثر وأسى بالغين بشفشاون. إنه لقاء جماهيري امتزج بعاطفة إنسانية رفيعة، حضر الكاتب الاول الاخ الأستاذ ادريس لشكر، الاخوة محمد محب، محمد علمي، محمد درويش ويونس مجاهد أعضاء المكتب السياسي، حضر الشاعر الكبير عبد الكريم الطبال الذي قرأ قصيدة موسومة ب « مرثية صغيرة» إلى عبدالحميد يدر، وحضرت هذه الفعاليات الاستثنائية الكتابة الجهوية، حضر برلمانيون ورؤساء جماعات ومنتخبون، حضر المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية، حضر الاخوة والأخوات في أجهزة الحزب والشبيبة بأقاليم الجهة، حضر ممثلوا الأحزاب والنقابات والجمعيات وإعلاميون، البياض الذي يلف جسد عزيزة جعل الحضور يدرك إنها أرملة عبد الحميد، حضر المناضلون والمناضلات، حضر حشد من المواطنين والمواطنات من أرجاء الإقليم . الكل تواعد لأربعينية وتأبين الغائبين الكبيرين: الرئيس عبد الحميد يدر والرئيس عبد العزيز القسطيط، كان الأسى يجلل القاعة، وكانت الدموع والأشعار والبوح ثبت في عمق إنساني من المنصة. من جهته قال الكاتب الجهوي للاتحاد الاشتركي للقوات الشعبية الأخ الماموحي أن هذه الفعاليات تعتبر تكريما واحتفاًءً بالفقيدين عبدالحميد يدر وعبدالعزيز القسطيط لابرزا الأعمال النضالية الراقية التي بصمت مسيرتها السياسية داخل الحزب بالاقليم ، وأيضا في تدبير الشأن العام المحلي خلال ترأسهم لجماعتي بني دركول وتناقوب. من جهة أخرى في كلمة باسم جمعية أصدقاء المعتمد قال الكاتب العام للجمعية: "نقفُ اليومَ موقفًا جَلَلاً أمامَ رهبةِ الموتِ الذي اختطفَ منَّا المناضلَ المُثقفَ عبد الحميد يدر، وفي عزِ الفاجعة ويومِها اختطفَ منا والدَه رحمه الله الذي قضى أسفًا على فلذةِ كبدهِ. وكانتْ يدُ المَوْتِ قاسيةٌ وهيَ تختطفُ منَّا المناضلَ عبد العزيز القسطيط رحمهُم لله جميعًا. " ، ويضيف عبدالحق بن رحمون الكاتب العام لجمعية أصدقاء المعتمد: " صديقَنا وفقيدنَا العزيز عبدالحميد يدر اليومْ نقفُ في جمعية أصدقاء المعتمد كي نُؤبِّن فيكَ الصَّديق الغَالي، والمُثقفْ والمناضلْ والمُربِّي الفاضلْ . اليومْ نكتشفُ بغيابكَ هَوْلَ الفجيعةِ وأَلمَ الفَقدِ وحَسْرتَهُ ، اليومَ نفتقدُ حُضوركَ فِي مشهدنَا الثَّقافي والسِّياسي والتَّربوي . ونحنُ إذْ نؤبِّنكَ اليومَ إنَّما نؤُدِي بَعْضَ الوفاءِ والاعترافِ لكَ مثقفًا مناضلاً مِعْطَاءً، قَدَّمَ دُونَ حِسَابٍ. لَكَ مِنَّا فَقيدنَا الإخْلاصَ والوفاءَ." . وبذات المناسبة أعلنت جمعية أصدقاء المعتمد أنه وفاءً لمثقفها الفقيد الأستاذ عبدالحميد يدر عن إحداث "جائزة عبدالحميد يدر للإبداع الشعري" تحت شعار "ذكرى الوفاء للأخوة والصداقة" حسب الإمكانيات المتاحة أمام الجمعية وهي جائزة تُعنى بالإبداع الشبابي الحداثي الذي دافع الفقيد عن قيمه . وقال في كلمة المفضل بورجعات الرئيس الجديد بجماعة بني دركول بإقليم شفشاون أجدني عاجزا عن الحديث عن الأستاذ عبد الحميد، الذي جمعتني به رفقة تمتد على مدى عشرين سنة، وقد توطدت علاقتي به بشكل أكثر عمقا منذ انتخابه رئيسا للجماعة: في أول ولاية سنة 2003، تم في ولاية ثانية سنة 2009، تم في الولاية الثالثة سنة 2015، إذ خلال هذه الولايات كنت نائبا للرئيس عبد الحميد، وبحكم إقامتي وتواجدي الدائم بالجماعة، تشرفت بكوني الأكثر قربا منه في الإدارة والتسيير والاستشارة. ويصيف المفضل بورجعات « في الرّفقة يسهل النفاذ إلى عمق الرجل، لأنه يصاحب بصفاء، روح الدعابة التي تميزه تأسْرُك وتشدك إليه، في أقصى درجات الحميمية تكتشف في عبد الحميد شخصا آخر، رجل يحفظ من الشعر أبلغه وأجمله، طاقتُه في السّرْدِ لا تضاهى، أما في النكتة فحدث ولا حرج.» نادية القسطيط شقيقة الفقيد عبد العزيز القسطيط نشعر اليوم بأن الفقيد وإن غاب عنا جسدًا، فإن روحه، ومناقبه، وإنجازاته، ستجعل اسمه مخلدا بين إخوانه ورفاقه باسمي الخاص، وباسم عائلتي، أتقدم لكم بخالص الشكر والامتنان على تفضلكم بتنظيم هذا اللقاء لتأبين الفقيدين أخي عبد العزيز القسطيط ورفيقه الأستاذ عبد الحميد يدر، وهي التفاتة تدل على صدق مشاعر الوفاء التي تميز الاتحاديات والاتحاديين الذين كان أخي قيد حياته يعتز بأخوتهم، وصداقتهم، والتواجد معهم وبينهم. أخي العزيز سي عبد العزيز: نشعر نحن عائلتك الصغيرة اليوم بفداحة غيابك من بيننا، أنت الذي كنت الأخ والصديق والأب الحنون، منذ رحيل والدنا صرت أنت الوالد والمعيل، كنت حريصا على تتبع مسافرنا حتى يعود، ومريضنا حتى يشفى، ومن به شدة حتى تزول، كنت كبير العائلة، صاحب المشورة ومن إليه المرجع، احتضنت الأسرة بحنان لا يفتر وعطف لا ينقطع. أخي السيد الرئيس: لقد ابتلتك السياسة وأنت بعد في ريعان الشباب، وقررت أن تترك طنجةالمدينة التي بها ولدت وترعرعت، بكل مغرياتها، لتعود إلى موطن والدك وأجدادك، يقودك عطفك ورغبتك الجامحة في أن ترى أهلك يستفيدون من ثمار التنمية والديمقراطية. وهي الخطوة التي أكبرها فيك حزبك وأهلك بتناقوب، فتبوأت رئاسة الجماعة سنة 2009، وتم تجديد الثقة في شخصك لولاية ثانية سنة 2015، تم لعضوية المجلس الإقليمي ومجموعة بوهاشم. لقد بادلك أهلك تكريما بتكريم، فقد كنت الرئيس المتواضع، الرئيس الخدوم، كانت تقضى على يديك حوائج الناس. ساهمت في تنمية جماعتك بقدر ما سمحت به الإمكانيات، بفك العزلة عن مداشر تناقوب، وتوفير البنيات الأساسية للسكان، وقدمت ما في وسعك لرفع الظلم والتهميش عن أهلك. لم تكن رئيسا يدبر شأن الجماعة وحسب، بل كنت الرجل الذي يلجأ إليك السكان لفظ نزاعاتهم، والتفريج عن كربهم وشدائدهم. أخي عبد العزيز: عهدنا فيك أيضا المناضل الوفي المخلص لانتمائه الحزبي، كنت دائم الحضور بين اخوانك في معاركهم السياسية والتنظيمية والانتخابية، كنت أحيانا تحس بالمرارة لكون إخوانك قد بخسوك حقك، لكن كنت متسامحا، متعاليا عن الذات، فجسدت نموذج الاتحادي الأصيل الذي لا يتخلف عن المعارك، ولا يهن عند الشدائد. إننا عائلة الفقيد عبد العزيز القسطيط الصغيرة، نشعر اليوم بأن الفقيد وإن غاب عنا جسدًا، فإن روحه، ومناقبه، وإنجازاته، ستجعل اسمه مخلدا بين إخوانه ورفاقه، وما هذه الالتفاتة إلا دليل وعربون وفاء لروحه الطاهرة. رحمك الله اخي وصديقي، وجعلك في أعلى عليين، مع النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا. إننا لله وإنا اليه راجعون. والسلام عليكم. نادية القسطيط طنجة في 27 يناير 2017