سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بعد برمجة مشاريع مهيكلة كبرى وتجديد أسطول الشرطة ومشاريع لتهييئ مقرات جديدة لمصالح الأمن .. تغيير زي الشرطة جذريا خطوة جديدة في مسار تحديث الهوية البصرية للمؤسسة الأمنية المغربية
مكنت الهوية البصرية الجديدة للمؤسسة الأمنية المغربية، التي تم تنزيل بعض من أوجهها منذ تعين عبد اللطيف الحموشي مديرا على مصالحها، من منح نفس جديد للإدارة العامة للأمن الوطني يعكس استراتيجية أمنية تروم ترسيخ مبادئ الحكامة الجيدة والشفافية وتوطيد آليات الرقابة والتخليق داخل المرفق العام الشرطي. وتوشح التراب الوطني المغربي يوم الأربعاء الماضي ،تخليدا لذكرى تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، بزي نظامي جديد خاص بموظفي المديرية العامة للأمن الوطني، يتوفر على خصائص تشخيصية بشكل يسمح بتوطيد الشفافية في عمل مصالح الأمن الوطني، ويحتوي على عدة علامات تعريفية مميزة تدل على جهاز الأمن الوطني ويتلاءم مع المهام الميدانية لمختلف وحدات الشرطة و يساعدها على الاضطلاع الأمثل بمهامها، كما شكل أحد أضلاع «تجويد الخدمات الأمنية المقدمة للمواطنين وتحديث البنيات الشرطية». ولعل تغيير الزي النظامي الجديد الخاص بموظفي المديرية العامة للأمن الوطني، الذي طال طبيعة وشكل ومكونات الزي وعلاماته التعريفية يعتبر أول تغيير جذري في تاريخ المديرية العامة للأمن الوطني، المؤسسة الأمنية المغربية، وهو ليس مجرد تغيير شكلي اتخذ بقرار اعتباطي، حسب خبراء الاتصال والتسويق، بل الأكيد أنه تغيير يندرج ضمن مخطط التحديث والعصرنة الذي اعتمدته المديرية العامة للأمن الوطني، ويقطع مع مرحلة أمنية سابقة بكل حسناتها وسيئاتها ليتوجه نحو أفق أمني أفضل. ومن المؤكد أن تبني مبدأ الحكامة الجيدة وعقلنة وترشيد النفقات كأحد ركائز المديرية العامة للأمن الوطني تعكسه التكلفة المالية للزي الوظيفي الجديد لموظفي الشرطة والتي انخفضت بحوالي 37 في المئة مقارنة بالزي القديم، وبحوالي 40 في المئة في حال احتساب تسعيرة الزي والإكسسوارات الملحقة به. وتتوفر في الزي النظامي الجديد خصائص تشخيصية تسمح بالتعريف بالموظف(ة)، بحيث يحمل شارة صدرية معدنية تتضمن هويته أو رقمه التعريفي، كما يحمل شارة على الكتف تدل على الفرقة أو الوحدة الأمنية التي ينتمي إليها، وذلك بشكل يسمح بتوطيد الشفافية في عمل مصالح الأمن الوطني. كما أن هذا الزي يحتوي على عدة علامات تعريفية مميزة تدل على جهاز الأمن الوطني، من قبيل الشارة الصدرية المعدنية والشارة القطنية باللون الأحمر على مستوى الكتف واللتين تحملان شعار الشرطة، فضلا عن إكسسوارات معدنية أخرى على مستوى ربطة العنق وقبعة الرأس وغيرها. وعلاوة على هذه العلامات التشخيصية والتعريفية المميزة، حرصت المديرية العامة للأمن الوطني على أن يتلاءم الزي النظامي الجديد مع المهام الميدانية لمختلف وحدات الشرطة، وأن يساعدها على الاضطلاع الأمثل بمهامها، بحيث تم تخصيص زي خاص بكوكبات الدراجيين، وزي خاص بفرق التدخل، وزي خاص بفرق الهيئة الحضرية وشرطة المرور، وزي خاص بشرطة الحدود، مع اشتراكها جميعها في العلامات المميزة الموحدة التي تدل على جهاز الأمن الوطني. والواضح أن الهوية البصرية الجديدة للمؤسسة الأمنية المغربية، التي تعكس مفهوما جيدا وقيما جدية للحكامة الأمنية، توج ببرمجة مشاريع مهيكلة كبرى وتجديد أسطول الشرطة بأكثر من ألف مركبة ودراجة نارية من مختلف الأنواع ومشاريع لتهييئ مقرات جديدة لمصالح الأمن أو إعادة تأهيلها لتحسين ظروف استقبال المواطنين وأنسنة ظروف الاعتقال، صبت بالأساس في تعزيز الثقة وبناء جسور قوية بين المواطن والمرفق العام الشرطي.