كانت مشاركة الرياضيين المغاربة الأسوياء في دورتي لندن 2012 وريو دي جانيرو 2016 الأولمبيتين، بأكبر وفد رياضي في التاريخ في الأولى، وفي 13 مسابقة في الثانية، مخيبة للآمال، إذ لم تتعد الحصيلة نحاسية في كل دورة (إيكيدير في سباق 1500م وربيعي في الملاكمة)، فإن حصاد الرياضيين من ذوي الاحتياجات الخاصة كان مصدر ارتياح ومبعث فخر واعتزاز في الدورتين معا. ففي أولمبياد لندن حصد الأبطال المغاربة من ذوي الاحتياجات الخاصة ست ميداليات، ثلاث منها ذهبية ومثلها برونزية، ليحتل المغرب بذلك المركز 37 في سبورة الميداليات. وفي ريو دي جانيرو أحرز المغرب سبع ميداليات من بينها ثلاث ذهبيات لكل من عز الدين نويري في مسابقة رمي الجلة (إف 34) ومحمد أمكون، الذي حطم الرقم القياسي العالمي لمسابقة 400 متر (تي 13) والأمين شنتوف في سباق الماراتون لفئة تي12، وفضيتي مهدي أفري في سباق 400 متر (تي 12) وأمين الشنتوف في مسابقة 5000 متر لفئتي (تي 12- 13) وبرونزيتي محمد لهنة في مسابقة الترياثلون (بي تي 2) ومهدي أفري ( 200 متر/ ت12). وتمكن الرياضيون المغاربة من ذوي الاحتياجات الخاصة من سرقة الأضواء في أكثر من مناسبة وكانوا محل إعجاب وتقدير خلال مشاركاتهم في كبريات التظاهرات العالمية، حيث رفعوا الراية الوطنية، بعدما بصموا على واحدة من أفضل مشاركات المغرب في ثماني دورات أولمبية بعد دورة بكين 2008 (7 ميداليات، بينها 4 ذهبيات وواحدة برونزية وفضيتين)، حيث تم عزف النشيد الوطني ثلاث مرات وإعلاء الراية المغربية في سبع مناسبات. وشارك المغرب في دورة الألعاب البارالمبية بوفد قوامه 26 رياضيا ورياضية تنافسوا في رياضات ألعاب القوى ورفع الأثقال والثرياتلون وكرة القدم، وذلك من أصل حوالي 4300 بطلا وبطلة، مثلوا 160 بلدا في 22 نوعا رياضيا، من أجل الفوز ب2642 ميدالية، منها 528 ذهبية. ويذكر أنه خلال مشاركاته في دورات الألعاب البارالمبية الثمانية (سيول 1988، وبرشلونة 1992، وأتلانتا 1996، وسيدني 2000، وأثينا 2004، وبكين 2008، ولندن 2012 وريو 2016)، حصد المغرب ما مجموعه 27 ميدالية، بواقع 12 ذهبية و7 فضيات و 8 برونزيات، في أفق المراهنة على المحطة القادمة من الألعاب، التي ستقام بطوكيو سنة 2020، من أجل كسب المزيد من الميداليات والألقاب. --الفن النبيل يحفظ ماء وجه الرياضة الوطنية لدى الأسوياء وفي المقابل وحدها الملاكمة حفظت ماء وجه الرياضة الوطنية في ريو دي جانيرو بإحرازها ميدالية برونزية رغم مشاركة المغرب بأحد عشر نوعا رياضيا و49 رياضيا ورياضية. وخلال هذه الدورة أبانت الرياضة المغربية عن محدوديتها، ووقعت على واحدة من أسوأ مشاركاتها الأولمبية باكتفائها بميدالية برونزية يتيمة على غرار دورة لندن الماضية. وكانت الآمال معقودة على دورة 2016 لتكون دورة إعادة الرياضة الوطنية إلى الواجهة وتلميع صورتها، بل كبر الحلم في انتزاع أكثر من ميدالية خاصة بعد تأهل 49 رياضيا ورياضية تباروا في 13 نوعا رياضيا، وهو رقم قياسي في تاريخ المشاركة المغربية. ولم تفلح ألعاب القوى المغربية التي ظلت على مر الدورات وفية لسمعتها في الحفاظ على تألقها بعد أن تجمد رصيدها عند 19 ميدالية منذ دورة روما 1960 إلى لندن 2012، منها ست ذهبيات وخمس فضيات وثماني نحاسيات، لتخرج خاوية الوفاض في دورة ريو، التي كان الجميع يعول عليها خاصة مع عبد العاطي إيكيدير، صاحب البرونزية اليتيمة في دورة لندن. وكان ايكيدير قد تأهل إلى النهائي بصعوبة بالغة، إذ حل في المركز السادس في السلسلة الإقصائية الأولى مسجلا توقيت 3 دقائق و 40 ثانية و11ج/م، قبل أن يكتفي بالمركز الخامس في السباق النهائي الذي كان بطيئا، ومخالفا للتوقعات التي كانت تشير إلى منافسة قوية بينه وبين الجزائري توفيق المخلوفي، حامل اللقب، والكيني اسبل كيبروب بطل العالم في النسخ الثلاث الأخيرة (2011 و2013 و2015)، بتوقيت 3 د و 50 ث و 58 / 100. ولم يضمن التأهل في نصف النهاية إلا بفضل تحقيقه لأفضل توقيت في السلسلتين الإقصائيتين، حيث يتأهل الخمسة الأوائل في كل سلسلة، بالإضافة إلى صاحبي أفضل توقيت. ومن ضمن 49 رياضيا ورياضية شاركوا في الأولمبياد، فقد تم إقصاء 26 من الدور الأول بينهم 11 رياضيا في العاب القوى و3 في المصارعة و2 في الجيدو و1 في المسايفة و1 في الكانوي كاياك و3 في الملاكمة و2 في السباحة و2 في رفع الأثقال، و2 في الجيدو، علما أن هناك مسابقات جرت بدون أدوار إقصائية، كما هو الحال في الدراجات التي عرفت مشاركة 3 دراجين أو الرماية التي عرفت مشاركة رياضي واحد. وتمكن 11 رياضيا فقط من تجاوز الدور الأول، فيما وصل إلى الأدوار النهائية أربع رياضيين، وهم عبد العاطي إيكيدير في 1500 متر وسفيان بقال وحميد الزين في 3000 متر موانع ورباب عرافي في 1500 متر. وخرجت رياضات الجيدو والمصارعة والسباحة والمسايفة والرماية الرياضية والدراجات والكياك وحمل الأثقال والفروسية والغولف بخفى حنين. وهكذا كانت رياضة الملاكمة، مصدر ارتياح المغاربة، بعد أن خيبت رياضات أخرى آمالهم وخاصة أم الألعاب التي كانت حاضرة على الدوام في مختلف المحافل الدولية والقارية بما فيها الألعاب الأولمبية، فقد كانت الآمال معقودة على رياضة العاب القوى باعتبارها أول رياضة منحت المغرب ميداليات في الدورات الاولمبية، لكنها تلقت ضربة قاضية في الجولة الأولى. وودع الجيدو الأولمبياد البرازيلي كما دخله في صمت بعدما توالت إخفاقاته بخروج الثلاثي عماد باسو وغزلان الزواق واسماء نيانغ. ولم تخرج رياضة التايكواندو، التي كان يؤمل أن تمنح المغرب إحدى الميداليات في هذا النوع الرياضي بالنظر إلى ما حققه في المدة الاخيرة من نتائج إيجابية في مختلف الاستحقاقات الجهوية والقارية والدولية، عن القاعدة وتلقت بدورها صفعة بعد إقصاء أفضل أبطالها عمر حجامي و حكيمة المصلاحي ووئام ديسلام، خاصة الأخيرتين اللتين أهدرتا برعونة فرصة الظفر بالميدالية البرونزية بعد خوضهما مباراة استدراكية هدية من خصميهما في دور ربع النهاية. وباتت هذه خامس دورة أولمبية تخرج منها رياضة التايكواندو خاوية الوفاض بعد دورات سيدني 2000 و أثينا 2004 و الصين 2008 ولندن 2012.