قبل مجيئكم كان إيماننا كافيا كان وحده كافيا لكي نحس أننا أصدقاء البشرية كلها.. وكانت شهادتنا بالإيمان بالله ورسله لا تستثني ولا تفرق بين أحد من رسله.. بعد مجيئكم.. صرنا نبيح قتل المسيحيين ونمسح ذلك كله ببساطة مذهلة: ونبتكر منطقا لم يسبقنا إليه أحد من القتلة: صرنا نحن المسيحيين بدل المسيحيين واليهود مكان اليهود والصابئين مكان الصابئين.. لن أرتب أفكاري أيها السادة:سأتقدم نحوكم كأخطبوط، بألف فم يصرخ وألف يد تلوح ومئات الأظافر الغاضبة.. لماذا..... لماذا لماذا لماذا تكرهون المسيح إلى درجة أن حفلة عيد تصبح دليلا لمن كفر؟ أعجب لمن يجد في نفسه، القدرة والموهبة الخطابية لكي يمنع الاحتفال بعيد ميلاد المسيح.. ويجد ما يكفي من حرارة التهديد ليكفر المسلمين بعد أن يجد في كفر المسيحيين مبررا لرميهم بالجمرات كشياطين القرن الواحد والعشرين! أعجب لمن يتفنن في لغة القرآن ليرد ما ورد في القرآن إلى ضده: هؤلاء الفقهاء الذين يحفظون كلمات لله عن ظهر قلب كيف لهم أن يكرهوا من سماه لله كلمته! أتكرهون من سماه لله كلمة لله؟ ...« وإذ قالت الملائكة يا مريم إن لله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين». سورة آل عمران 45 ...«إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول لله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه»... سورة النساء 170. أتكرهون عيسى الذي سماه لله روحا من لله، وتعلنون فينا الجهل باسم روح الدين؟ أتكرهون من قال فيه لله» إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول لله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه» سورة النساء 170. هذا الذي تكرهونه أيها السادة ليس المسيحيون من جعلوه في المقام الرفيع بل هو لله ... وهو القرآن.... خاطبه لله في سورة المائدة مباشرة: «يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك... إذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير فتنفخ فيه فتكون طيرا بإذني»... أيها السادة هل تستطيعون صناعة طائرة ورقية هل يمكن أن تكتبوا مدونة واحدة سليمة اللغة.... المسيح الذي تحقدون عليه أيها الناس نزل في حقه نحفظه من آيات وسور.. المسيح كان آية للناس ورحمة من لله ولأمِّه مريم سورة بكاملها وفيها سمي يوم ولادته، التي تنكرونها على المسلمين «الغلام الزكي» «أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا» سورة مريم هذا الذي تكرهونه وتكرهون أتباعه... في سورة البقرة أيده ربه بروح القدس «وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ..». فبأي إله غير إله عيسى تؤمنون وباسم أي إله غير الإله الذي مجده تذبحون السُّجَّد في الكنائس وتفجرونهم وهم راكعون؟ كيف تتخشعون وترددون اسمه 25 مرة في قراءة القرآن وكل رمضان كريم وفي كل صلاة وتذكرون أمه 34 مرة ثم تعتبرون عيده كفرا؟ وأهله حلا لسكاكينكم؟ إن عيسى الذي يحتفل به الناس رسول السلام والمحبة ذكر 25 مرة في القرآن وذكرت والدته 34 مرة... ولم يذكر بسوء أبدا {ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ }مريم إنهم ليسوا شياطين يعبدون الأصنام بل هم مجرد بشر يحتفلون ببشر مثلهم، اصطفاه ربه لرسالته.. فهو ابن مريم كما أنهم أبناء خديجة ورقية وعائشة ويطو وسلافة وناريمان وتلاتماس وفاظمة ولكل الأمهات في الشرق والغرب... كان من الممكن أن نستسلم لما في السجال الفقهي من غرابة، ونفتح له غير قليل من المزاح ونفركه كما نفرك أعيننا صباحا ، ونحن نتساءل فَكِهين: أيحق لنا أن نسلم بأن بابا نويل يستحق فتوى؟ لكن عندما تفجر الكنائس، وكل كنيسة مسجد مسيحي أيها السادة.. وتقتل الراهبات القبطيات والأراميات والكلدانيات وتسبى المسيحيات في العراق وتفجر مقابر الأنبياء في تدمر ويقتل القساوسة في عقر فرنسا العلمانية.. لا يقبل القلب المزاح ولا يعود لكم من سؤدد ولا وتد.. أيها السادة، إنا نعوذ بالرحمان منكم كلما مات راهب أو خرت كنيسة وكلما سال دم أو صار المؤمنون فريسة.. أيها السادة.. لماذا تكرهون مصباح نيون فوق شجرة الصنوبر ؟ وتكرهون شمعات قليلات وخبز وبطة ولله يقول لكم: «وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم..»! من أدراكم أن المسيح، في يوم ميلاده الآن يكون قد وضع مائدة بين يدي الله سبحانه: أليس عز من قائل هو الذي قال: {إِذْ قَالَ للّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ }آل عمران ويضع قولته الشهيرة في السماء السابعة: كلوا من لحمي واشربوا من دمي ولا تتركوني في شارع العمر وحدي..كأسا! أيها السادة أردد عليكم حيرتي وغضبي وإيماني: لماذا تكرهون المسيح إلى حد أنكم تكفروننا بسبب عيده؟ أيها السادة قبل مجيئكم كان إيماننا كافيا كان وحده كافيا لكي نحس أننا أصدقاء البشرية كلها.. وكانت شهادتنا بالإيمان ب لله ورسله لا تستثني ولا تفرق بين أحد من رسله.. بعد مجيئكم.. لن أحدثكم عن مارية القبطية ولا عن خديجة وخالها الذي حضن النبي وهو على دين عيسى.. فأنتم مستعدون أن تنفوا أن ذلك حدث، فقط لكي تثبتوا أن الحقد على المسيح... إسلام جديد!