أكد عبد الحق العياسي، رئيس الودادية الحسنية للقضاة بالمغرب في لقاء تواصلي بمراكش، «أن الودادية لاعلاقة لها بتدبير الملفات القضائية، لأن هذا أمر يخص الهيأة التي تتولى أمر هذه الملفات، وكل هيئة قضائية، وبقوة القانون، هي هيئة مستقلة في قراراتها و كيفية تدبيرها لأمورها، وبالتالي لا يمكننا السماح بالتدخل في تدبير أي ملف». «أما في ما يخص مكتسبات الودادية، فهي تشمل عدة واجهات، سواء من الناحية التنظيمية أو المهنية، أو من الناحية الاجتماعية والثقافية، من الناحية التنظيمية، و بعد تعديل القانون الاساسي للودادية، يشير نفس المصدر، فقد تم تشكيل مكاتب جهوية للودادية بلغت واحدا وعشرين مكتبا، بمعنى أن المكاتب الجهوية للودادية أصبحت تغطي جميع الدوائر الاستئنافية ، بالإضافة إلى مكتب بالإدارة المركزية وآخر للملحقين القضائيين، في انتظار تشكيل مكتب للقضاة المتقاعدين...». وفي نفس السياق أكد رئيس الودادية أنه «من الناحية المهنية، ساهمت الودادية بشكل كبير في إدارة الحوار حول إصلاح منظومة العدالة، كما تقدمنا بمجموعة من المقترحات، التي تمثل رأي القضاة، في ما يخص النظام الأساسي للمجلس الاعلى للسلطة القضائية و النظام الأساسي للقضاة...». وبالنسبة للجانب الاجتماعي والثقافي أوضح المتحدث «أن الوداديتين السكنيتين بكل من مراكش و طنجة تعدان من أهم المكاسب للسادة القضاة، كما أن اتفاقيات الشراكة المبرمة ما بين الودادية و عدد من المؤسسات المهتمة بالصحة، الخدمات و الترفيه... كلها مكاسب لصالح الودادية و قضاة المملكة». وفي نفس السياق تحدث المتدخل «حول الحضور القوي والدائم و المشاركة في المؤتمر الدولي للقضاة و المؤتمر الإفريقي للقضاة الذي يعد من المكتسبات التي حققتها الودادية على الصعيد الدولي...». وبخصوص استقلال السلطة القضائية أوضح العياسي خلال هذا اللقاء الإعلامي، «أن دستور 2011 نص بشكل صريح على استقلال السلطة القضائية، لكن للأسف، القوانين التنظيمية لم تتجاوب بشكل صحيح وسليم مع روح الدستور، حيث تم اختزال السلطة القضائية في المجلس الأعلى للسلطة القضائية، كما أن نفس القوانين لم تنص على الاستقلال المالي لا للمجلس الأعلى للسلطة القضائية بشكل خاص، ولا للسلطة القضائية بشكل عام». من جهة اخرى أعلن «أن الودادية الحسنية للقضاة جمعية مهنية مستقلة، غير أن هذه الاستقلالية لا تمنعنا من العمل مع جمعيات ومؤسسات تشاركنا نفس الاهتمامات، وطبعا هذا التعاون مع الآخر يتم وفق شراكات، حيث تكون لكل طرف التزامات محددة لتنفيذ مضمون الشراكة». وفي ختام اللقاء أشار المتدخل إلى «أن الودادية تشارك سواء بالنسبة للمؤتمر الدولي أو الإفريقي، في أشغال جميع اللجن التي تشكل بمناسبة كل مؤتمر، حيث تشارك بمداخلات قيمة تظهر من خلالها التجربة القضائية المغربية في الكثير من المحاور المثارة للنقاش، وتشارك ايضا في اللجن الرئاسية لكل هذه المؤتمرات وتدلي باقتراحاتها الخاصة بحسن سير هذه الهيئات، وكانت المقرر الخاص للجمعيتين القضائيتين بكل من فلسطين والعراق، حيث تقدمت هاتان الجمعيتان بطلب الانضمام إلى الاتحاد الدولي للقضاة وكنا في الودادية مسؤولين عن تقييم مدى أهلية هاتين الجمعيتين للانضمام إلى الاتحاد، والحمد لله أن ما أوصينا به تمت الاستجابة له من خلال ضم الجمعيتين للاتحاد». وللاشارة، حسب نفس المصدر، فإن الودادية «المغرب» كانت من بين الدول الثلاث المشرفة على الانتخابات التي شهدها الاتحاد الدولي للقضاة خلال هذه السنة بالمكسيك، حيث تركت انطباعا إيجابيا لدى جميع المشاركين من مختلف الدول..».