زاوية أسبوعية تسلّط من خلالها الدكتورة خديجة موسيار، اختصاصية الطب الباطني وأمراض الشيخوخة الضوء على مجموعة من الأمراض بتعدد أنواعها وأشكالها بعد أن تطرقنا في الجزء الأول الذي يخص مرض متلازمة «أضداد الفوسفليبيد»، إلى تعريفه باعتباره أحد أمراض المناعة الذاتية، وطبيعة انتشاره، ثم تناولنا لتداعياته المتنوعة التي ترتبط مباشرة بمكان حدوث تجلط الدم في الجسم، في الجزء الثاني خلال الأسبوع الفارط، نبرز خلال هذا الجزء الأخير المرتبط بهذا الداء، على أنه يمكن أن نصادف نوعا نادرا جدا من متلازمة «أضداد الفوسفوليبيد» تسمى متلازمة «أضداد الفوسفوليبيد الكارثية»، والتي تتجلى في تخثر حادّ مفاجئ في وقت واحد في أعضاء متعددة أقلّها ثلاثة، إذ تتوالى إصابة مختلف الأعضاء في غضون بضعة أيام أو أسابيع، وتستدعي هذه الحالة القاتلة بسبب حدتها، العناية المركزة، إذ تسبب الجلطات الاختناق في عدة أعضاء، بما في ذلك الكليتين، والضيق المفاجئ للتنفس الذي يتطلب المساعدة أو التهوية الميكانيكية. هذا الشكل من المتلازمة يمكن أن يحدث كمضاعفة للشكل «الكلاسيكي» لمتلازمة «أضداد الفوسفوليبيد»، أو يحدث بشكل غير متوقع، بدون تاريخ معروف للمتلازمة، ويمكن أن يندلع بعد عدوى أو بعد عملية جراحية أو بعد توقيف مفاجئ للعلاج ضد التخثر. أما بالنسبة لتشخيص متلازمة «أضداد الفوسفوليبيد»، فهو يعتمد على اختبارات للدم، إذ يتم الكشف من خلالها عن الأجسام المضادة «مضاد كارديوليين» ، و»مضاد تخثر الذئبة»، ويتعيّن الاحتفاظ بالمريض بعد مرور مدة 6 أسابيع على رصد هذه الأجسام على الأقل. وجدير بالذكر أنه في بعض الأحيان يشك الطبيب في وجود متلازمة «أضداد الفوسفوليبيد» عند المرأة التي عانت من عدة حالات إجهاض بدون أن تبدو عليها أعراض أخرى، ويكفي اكتشاف الأجسام المضادة في الدم لتشخيص المرض، بالإضافة إلى أن الرصد المنتظم لهذه الأجسام عند الأشخاص الذين يعانون من الذئبة الحمراء هو يكشف عن حدوث متلازمة «الفوسفوليبيد الثانوية». لا يوجد دواء يمكن أن يعالج متلازمة «أضداد الفوسفوليبيد»، ولكن تستخدم العديد من الأدوية من أجل منع حدوث مضاعفاته، ويهدف العلاج في المقام الأول، ما دام أن أكثر مظاهر متلازمة «أضداد الفوسفوليبيد « لها علاقة بتخثر الدم غير الطبيعي، إلى منع تكوين جلطات باستعمال مضادات التخثر. وتمنع مثبطات تراكم الصفائح الدموية لصفائح الدموية من التجمع مع بعضها وتشكّل الجلطات، وتتم إذابة الجلطة باستعمال مزيج من الهيبارين ومضادات فيتامين K. ولمنع تكرار الجلطات، غالبا ما يضطر المرضى المصابين بمتلازمة "أضداد الفوسفوليبيد" إلى متابعة أدوية منع تخثر الدم وخاصة ضد فيتامين K لمدة طويلة أو مدى الحياة، لأن خطر تكرار الجلطات يرتفع عند وقف أدوية منع تخثر الدم، كما تتم إضافة الأسبرين في حالة انتكاس تخثر الدم على الرغم من العلاج . وفي الختام يجب التأكيد على أنه من الضروري، في حالة وجود متلازمة «أضداد الفوسفوليبيد» مع الذئبة الحمراء، استعمال مادة «الكورتيزون»، والأدوية المناهضة للملاريا مثل «الهايدروكسيكلوروكوين» التي تقاوم الالتهاب، والتي يبدو أنها تحد من تخثر المفرط للدم.