استقبل المستشفى الإقليمي محمد الخامس بالجديدة ومصحات خاصة في عاصمة دكالة، في الساعات الأولى من صبيحة أول أمس الأربعاء ما يزيد عن 20 مستخدما ، لدى وحدة صناعية بالجرف الأصفر، جراء تعرضهم لاختناقات حادة بسبب غاز منبعث من وحدة إنتاجية، حيث وصفت حالات 6 منهم بالحرجة. وحسب مصدر مطلع، فإن الغاز المنبعث من الوحدة الصناعية لم يتجاوز طبقة محدودة في الفضاء، بفعل كثافة الضغط الذي تسبب فيه الضباب الكثيف الذي خيم ليلة الثلاثاء‐الأربعاء الماضية على المنطقة. ما جعل ذلك الغاز يهبط إلى أدنى مستوياته على الأرض، وينزل حتى إلى أسفل بناية الوحدة الصناعية، حيث كان المستخدمون منهمكين في أشغالهم قبل أن يفاجؤوا به، سيما أنهم لم يكونوا يضعون وقتها «أقنعة الغاز»، التي تضمن سلامتهم الجسدية والصحية. هذا و أفاد مصدر آخر أن الأمر يتعلق بتسرب غاز احتراق الكبريت السائل في المركب الكيمياوي بالجرف الأصفر، وتحديدا داخل معمل «ماروك فوسفور 3و4»٬ التابع للمجمع الشريف للفوسفاط. ما تسبب في اختناق المستخدمين العاملين في الوحدة الصناعية ذاتها. وعلمت الاتحاد الاشتراكي أن حالة استنفار سادت داخل الوحدة الصناعية التي سقط فيها ضحايا من بين المستخدمين، حيث عقد مدير الوحدة الإنتاجية ورؤساء الأقسام والمصالح والمسؤولون التقنيون اجتماعات طارئة - مازالت متواصلة – يوافون من خلالها السلطات المحلية والإقليمية والمسؤولين المركزيين بتقارير مفصلة في الموضوع. وفي السياق ذاته، علمنا من مصدر مطلع أن قناة سعتها «40 بوس» انفجرت ليلة الثلاثاء في الجرف الأصفر بفعل الضغط الحاصل بداخلها، بسبب صبيب وقوة تدفق مياه البحر، التي يتم ضخها إلى وحدة إنتاجية، وتستعمل تلك المياه المالحة في علاج المواد الكيماوية المصنعة، التي يتم تصديرها إلى الخارج عبر ميناء الجرف الأصفر.كما كونت عمالة الاقليم خلية أزمة استعدادا لأي تطور ولجمع المعلومات التي ستفيد مستقبلا في تفادي مثل هذه الحوادث .