سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في البيان الختامي للمؤتمر العاشر لمنظمة تضامن الشعوب الإفريقية والأسيوية .. إعلان الرباط: التأكيد على وحدة التراب المغربي ودعم «الحكم الذاتي» لنزاع الصحراء
قرر المؤتمر العاشر لمنظمة تضامن الشعوب الإفريقية -الآسيوية ، الخميس بالرباط، إسناد رئاسة اللجنة الدولية للتضامن مع الشعب الفلسطيني إلى المملكة المغربية. وأوضحت المنظمة، في البيان الختامي لمؤتمرها العاشر ، الذي افتتحت أشغاله أمس الأربعاء بالرباط، تحت شعار "معا ضد الإرهاب"، أن رئيس اللجنة المغربية للسلم والتضامن السيد طالع سعود الأطلسي سيتولى رئاسة هذه اللجنة الدولية التي سيكون مقرها بمدينة الرباط. وفي هذا السياق، أبرز السيد سعود الأطلسي ، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن إسناد رئاسة اللجنة الدولية للتضامن مع الشعب الفلسطيني إلى المغرب هو تشريف للمملكة المعروفة بتضامنها مع الشعب الفلسطيني و التي تعتبر القضية الفلسطينية قضية وطنية. وأشار إلى أن الشعب المغربي عموما بكل مكوناته السياسية والجمعوية والمجتمعية يعتبر فلسطين قضيته الأساسية لاعتبارات وطنية ودينية وتاريخية، مؤكدا أنه سيبذل جهوده لتطوير اللجنة الدولية للتضامن مع الشعب الفلسطيني. وانتخب المؤتمر السيد طالع سعود الأطلسي نائبا لرئيس منظمة تضامن الشعوب الإفريقية -الآسيوية إلى جانب نائبين اثنين من روسيا والنيبال. يذكر أن هذا المؤتمر الذي شاركت فيه وفود من عدة بلدان شقيقة وصديقة، انكب على تدارس قضايا تنظيمية خاصة بالمنظمة، علاوة على تعميق النقاش بشأن سبل مواجهة ظاهرة الإرهاب والتصدي لكل تمظهراته، لاسيما على صعيد آسيا وإفريقيا. في ما يلي نص البيان: نحن ممثلو اللجان الوطنية لحركة تضامن الشعوب الإفريقية والآسيوية ولجان السلم فيها المنعقدة في الرباط بالمغرب والمشاركون بالمؤتمر العاشر لمنظمة التضامن، نعبر عن بالغ قلقنا لما تتعرض له شعوبنا من خطر الإرهاب العابر للحدود والمتعدد الجنسيات، والذي يعد هو الأكثر وحشية من أي عنف أو إرهاب سبق أن تعرضنا له، حيث تمتلك منظماته احدث الأسلحة التي في حوزة الجيوش النظامية، وتمتلك قدرة مالية لا تنضب وقدرة على إغواء مزيد من الشباب، مع الاستخدام الواسع للإعلام المرئي والمقروء والالكتروني .. والخطير أن هذا الإرهاب يستهدف تقويض دولنا الوطنية وتقسيمها إلى دويلات صغيره قزمية يسهل السيطرة عليها والتدخل في شؤونها ثم فرض حكم استبدادي فاشي على شعوبنا. ويقترن ذلك بالصعود السياسي للقوى المتطرفة والعنصرية في كل من أوروبا و أمريكا ، حيث تنتهج هذه القوى مواقف معادية لأبناء قارتينا (آسيا وإفريقيا)، كما يقترن أيضا بأزمات اقتصادية هي من تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية التي طالت كل دول العالم ولم تستثن أحدا ، كذلك أوضاع سياسية واجتماعية غير مستقرة في عدد من بلداننا فضلا عن صراعات مسلحة في عدد من الدول. وهذا الخطر الكبير الذي يتهددنا جميعا يحتاج منا اليقظة العالية و المواجهة الشاملة و التعاون الكامل بيننا ، حتى نحمى أنفسنا ودولنا الوطنية و نحافظ على مصالحنا و أمننا وسلامتنا ونحبط كل المخططات التي تستهدف فرض الهيمنة الأجنبية علينا . إننا نحن أعضاء المؤتمر العاشر لمنظمة التضامن ندعو الجميع للالتزام بالحل السلمي لكل النزاعات و الصراعات الموجودة في عالمنا والتي تستأثر قارتا (إفريقيا و آسيا ) بالعدد الأكبر منها . ونصر على حق الدول النامية التي تشكل غالبية دول قارتينا في التنمية المستدامة التي توفر الاحتياطات الأساسية لشعوبها وهو ما يحتاج إلى نظام اقتصادي عالمي عادل يوفر فرصاً متكافئة في التنمية ويساعد على تقليل الفجوة بين الدول المتقدمة والنامية مع رفضه احتكار العلم والتكنولوجيا وعدم استئثار عدد محدود من الدول بها . ونعلن نحن أعضاء المؤتمر العاشر لمنظمة التضامن أننا ندافع بحزم عن كيانات دولنا الوطنية في مواجهة تلك المخططات التي تستهدف تقويضها و تقسيم بعضها ونرفض بإصرار كل تدخل في شؤون شعوبنا من أي قوى أجنبية وأي ضغوط تمارس عليها . ونؤمن نحن أعضاء المؤتمر العاشر بأن الحرب على الإرهاب الذي يهددنا يجب أن تكون شاملة وعالمية حتى لا تكون هذه الحرب انتقائية، كما هو حادث الآن بتوجيه الضربات إلى تنظيم واحد وتجاهل خطر بقية تنظيمات العنف و الإرهاب الأخرى أو محاربة الإرهاب في بلد وتجاهل مخاطره في بلاد أخرى... وحتى لا تقتصر هذه الحرب على المواجهة الأمنية والعسكرية فقط.. بل يتعين أن تتسع لتشمل مواجهة جادة وصارمة للفكر الديني المتطرف الذي خلق لنا وحوشا آدمية ، تقتل وتدمر وتحرق وتخرب. وبالتعاون الشامل بيننا جميعا نستطيع أن ننتصر في حربنا ضد الإرهاب ونقضى عليه ونتخلص من شروره. وبوصفنا أعضاء لجان شعبية علينا دور مهم وأساسي في هذه الحرب من خلال ما نقوم به في مواجهة قيم التطرف والتعصب والتمييز ، ونشر قيم التسامح والمساواة والعيش المشترك في مجتمعاتنا . ونؤكد نحن ممثلو لجان التضامن على حاجة بلادنا للمضي قدما في طريق الإصلاح السياسي حتى تظفر شعوبنا بدول ديمقراطية عصرية، تقوم على المواطنة ولا تفرق بين المواطنين على أساس جنسهم أو لونهم أو انتمائهم الاجتماعي أو الديني أو العرقي أو الطائفي أو السياسي . إننا في مؤتمرنا العاشر لمنظمة التضامن ننظر ببالغ الاهتمام و القلق إلى استمرار الصراع الدائر في سوريا الآن والذي ينذر بدمار شامل طويل الأمد للدولة السورية و تدهور شامل لمنطقة الشرق الأوسط .. ونطالب الجميع ببذل كل الجهود الممكنة لتهدئة الأوضاع ووقف الأعمال العدائية ونزيف الدم في كافة الأراضي السورية،ومنع أي دعم لجماعات العنف و الإرهاب من قبل بعض الدول الغربية وغير الغربية، واتخاذ المسار التفاوضي أساسا لحل الأزمة في سوريا ، وإنجاز عملية الانتقال السياسي طبقا لما نص علية قرار مجلس الأمن رقم 2554 ، فلا حل دائم وعادل للأزمة السورية الراهنة إلا من خلال عملية سياسية تلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري وتحقق استقلاله و تحمي دولته من التقسيم وتصون وحدة أراضيه . ويدعم المؤتمر الشعب العراقي وقواته المسلحة في معركتهم ضد تنظيم داعش وطرد إرهابييه من آخر معاقلهم في الموصل ، رافضاً كل التدخلات الأجنبية وغيرها في الشأن العراقي، ومن بينها التسلل العسكري التركي في الأراضي العراقية ، مؤكدين على وحدة العراق وحقه في بناء دولته الوطنية الديمقراطية والتي تسودها العدالة الاجتماعية . ويحذر مؤتمرنا مما تتعرض له ليبيا حاليا بعد سيطرة عدد من التنظيمات الإرهابية على مساحات من أراضيها واتخاذ عناصر إرهابية ليبيا ملاذا آمنا لها بعد تعرضها للمطاردة في العراقوسوريا ، ومنها تنطلق لتهدد دول الجوار ( مصر تونس و الجزائر) وأيضا عدد من دول الصحراء الإفريقية ، فضلا عن دول أوروبية .. ويطالب المؤتمر بضرورة مساندة ليبيا في مواجهة هذا الإرهاب ودعم مؤسساتها الشرعية ورفع الحظر المفروض على تزويد جيشها بالسلاح .. ويرفض المؤتمر أي تدخل أجنبي في شؤون ليبيا و التلويح من قبل حلف الناتو ودول أوروبية غربية بالتدخل العسكري ، كما يحرص أعضاء المؤتمر على وحدة أراضي ليبيا وحق الشعب الليبي في استعادة دولة المؤسسات وتحقيق التنمية المستدامة . وينبه مؤتمرنا إلى خطورة الوضع في اليمن الذي ينذر بأسوأ العواقب مثل إعادة تقسيم البلاد والسقوط في حرب أهلية دموية لا نهاية لها.. ونصر نحن أعضاء المؤتمر على عودة كل الفرقاء اليمنيين إلى مائدة المفاوضات، بعد وقف إطلاق النار الفوري، ووقف كافة أشكال التدخلات الخارجية العسكرية وغيرها، للتوصل إلى حل سياسي يلبي طموحات اليمن في السلام و الأمن والدولة الديمقراطية .. ويطالب المؤتمر بوصول مساعدات الإغاثة الإنسانية الضرورية إلى كل الذين يحتاجونها في المناطق الملتهبة سواء في سوريا أو اليمن أو العراق. ونلح نحن أعضاء المؤتمر على ضرورة إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني، وهو الشعب الوحيد في العالم الذي لم ينل استقلاله بعد، ويتعرض للاضطهاد من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي .. ولن يتحقق ذلك إلا بإحياء حل الدولتين ليحظى الشعب الفلسطيني بدولته المستقلة على كامل الأراضي الفلسطينية التي احتلت بعد عدوان يونيو1967 وتكون عاصمتها القدس الشرقية .. ونرحب باقتراح الوفد الفلسطيني بإعلان عام 2017 عاما لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين.. وندعو لتحويل الحكومة الإسرائيلية إلى المحكمة الجنائية الدولية لمعاقبتها على ما ارتكبته من جرائم وحشية ضد الفلسطينيين. ونعلن نحن أعضاء المؤتمر تضامننا مع الشعب اللبناني ومقاومته من أجل تحرير ما تبقى من أراضيه المحتلة، ونرفض التهديدات الإسرائيلية المتكررة للبنان .. وندعم الجيش اللبناني والقوى الأمنية في مواجهتها للعدوان الإرهابي الآتي من الحدود اللبنانية السورية ، حفاظا على أمنه ووحدته ، ونؤكد على رفض التدخلات الخارجية في الشأن اللبناني، مدركين حاجة لبنان لإنهاء النظام الطائفي المذهبي الذي يولد الاقتتال والانقسام الداخلي ويهدد الاستقرار الأمني و الاقتصادي والاجتماعي له. ويرى المؤتمر أن الصراعات التي يعاني منها السودان في ظل حروب دارفور ، وجنوب كردفان ، والنيل الأزرق وما يترتب عليها من أزمات اقتصادية وإنسانية يتطلب توافقا وطنيا لتهدئة الأحوال الأمنية أولا، ووضع خطة للإصلاح وآليات تنفيذها.. أما بالنسبة إلى جنوب السودان الدولة الأحدث في العالم فإن الحل السياسي لا مناص منه لإنهاء الحرب الدائرة فيها الآن، والتي تؤكد أن تقسيم الدول يفاقم المشاكل ولا يحلها . وإذ نهنئ نحن أعضاء المؤتمر الجمهورية التونسية لحصولها على جائزة نوبل للسلام فإننا نعلن دعمنا للشعب التونسي في مواجهة الإرهاب و نرحب بما شهدته تونس من انتقال سياسي سلمي سلس في ظل توخيها الاختيار الديمقراطي السلمي مبدئيا وعمليا، على الرغم من المخاطر التي يرتبها موقعها الجغرافي المهم. ويدعم مؤتمرنا طلب المغرب و مسعاه لاستعادة دوره وموقعه في الاتحاد الإفريقي بوصفه بلدا مؤسسا للإطار الوحدوي الإفريقي و يعتز بانتمائه الإفريقي سياسيا واجتماعيا واقتصاديا. كما يؤكد المؤتمر على وحدة التراب المغربي ودعم الحل السلمي الخاص بمشكلة الصحراء المغربية عن طريق الحكم الذاتي، بما يحافظ على العلاقة الأخوية بين الشعبين الجزائري والمغربي. كما ينوه المؤتمر بما نقوم به القوى الوطنية في الخليج العربي ، خاصة في البحرين و الكويت من أجل إنجاز التحول الديمقراطي وحماية حقوق الإنسان والحفاظ على النسيج الوطني من التصدع والانقسام على أسس مذهبية طائفية ،انعكاسا للاستقطابات السياسية الإقليمية، وأيضا دفاعا عن الفئات غير القادرة المتضررة من إجراءات التقشف التي لجأت إليها الحكومات تنفيذا لتوصيات صندوق النقد الدولي على إثر الانخفاض الحاد في أسعار النفط العالمية. ويدعو المؤتمر العاشر لمنظمة التضامن إلى عالم خال من الأسلحة النووية وكافة أسلحة الدمار الشامل، ووقف حرب النجوم التي تهدد عالمنا وتخلق بيئة لنمو الجماعات الإرهابية ،وضرورة علاج قضايا البيئة بطريقة لا تؤثر بالسلب على حق شعوبنا في أن تأخذ فرصتها في التنمية المستدامة. ويطالب المؤتمر بحل جميع النزاعات في منطقة بحر الصينالجنوبي بطرق سلمية بموجب القانون الدولي واتفاقية الأممالمتحدة لقانون البحار 1982 ، والتي تدعو جميع الأطراف إلى وقف بناء أي أعمال من شأنها تهديد الوضع في منطقة بحر الصينالجنوبي. ويندد المؤتمر بقانون جاستا الأمريكي والذي يقوض مبدأ دوليا سائدا منذ عقود يتمثل في السيادة القانونية للدول الوطنية ويفتح الباب لنهب ثروات الشعوب . وإذ يهنئ المؤتمر الشعب النيبالي على إقرار الدستور الجديد متمنيا له مزيدا من التقدم والازدهار ،فإنه يثمن دعوة الوفد النيبالي لإجراء مزيد من الحوارات والتعاون بين الأعضاء في رابطة جنوب آسيا للتعاون الإقليمي للمساهمة في القضاء على الإرهاب. وإذ يرفض المؤتمر كل أنواع العنف ، بما فيها العنف ضد النساء والأطفال ،وينبه إلى أن مواجهة الإرهاب تقتضي حماية النسيج الوطني من التصدع والانقسام على أسس مذهبية ناجمة عن الاستقطابات السياسية الإقليمية، ويرى أن تعاونا صادقا ومخلصا في مواجهة الإرهاب من شأنه أن يحمي دولنا من مثل هذه المخاطر، لذلك ندعو إلى مؤتمر عالمي لمواجهة الإرهاب بعيدا عن تلك التحالفات غير الجادة التي شكلتها الولاياتالمتحدة والدول الغربية. ويعتقد أعضاء المؤتمر، أن استخدام أسلوب العقوبات الاقتصادية والحصار يضر بالتعاون العالمي، الذي نحتاجه في حربنا ضد الإرهاب، ويؤذي الشعوب ويؤثر على السلم والأمن الدوليين. وقد قرر المؤتمر العاشر فتح الباب أمام كل دول أمريكا اللاتينية للانضمام إلى منظمة تضامن الشعوب الإفريقية والأسيوية ، كأعضاء كاملي العضوية ، والعمل على تشجيعهم على الانضمام والمشاركة الفاعلة. وفي النهاية، نوجه الشكر إلى السكرتارية الدائمة لمنظمة التضامن على الإعداد الجيد لمؤتمرنا العاشر، آملين أن يستمر انتظامنا في عقد مؤتمراتنا الدورية، كما نتوجه بالشكر إلى اللجنة المغربية على استضافة مؤتمرنا العاشر ، وحسن تنظيمها وكرم ضيافتها. كما نشكرها على مبادرتها لاستضافة اللجنة الدولية للتضامن مع الشعب الفلسطيني في المغرب، برئاسة السيد طالع سعود الأطلسي ، وبالتعاون مع كافة اللجان الوطنية في المنظمة. وبهذه المناسبة، نتوجه بالتهنئة للمغرب ملكا وحكومة وشعبا، على اختياره الديمقراطي ، وترسيخه منهجا دستوريا لإدارة الشأن العام المغربي، واحترام إرادة الناخبين ،وصيانة التعددية الحزبية ، وهو ما يهيئ المناخ اللازم لتحقيق طموحات المغرب التنموية ، ودعم جهوده في التصدي للإرهاب. الرباط 20 أكتوبر 2016