1 – الإجماع لم تعرقل أية دولة من الدول الخمسة التي تتمتع بحق الفيتو ترشح أنطونيو غوتيريس .وخلال الإقتراع غير الرسمي والأخير حصل غوتيريس على موافقة 13 من أصل 15 صوتا معبر عنها وهو ما يعني إجماعا . 2 – التوافق «أنتم شهود على مشهد تاريخي « هذه الجملة هي التي استعملها فيتالي تشوركين بصفته الرئيس الحالي لمجلس الأمن عندما كشف أمام الصحافة عن اسم غوتيريس كأمين عام جديد للأمم المتحدة .بالنسبة للبعض استطاع البرتغالي أن يحقق إنجاز جمع ممثل روسيا فيتالي تشوركين وسامانتا باور مندوبة الولاياتالمتحدة حول اختياره للمنصب . وهو ما يشكل انتصارا أول لغوتيريس الذي سيتولى مهامه رسميا في فاتح يناير2017 .في الوقت الذي تشهد الساحة الدبلوماسية صراعا قويا بين الأمريكيين والروس حول الأزمة السورية 3 – رجل منصب الأمين العام للأمم المتحدة شهد توالي 9 شخصيات منذ 1945 القاسم المشترك بينهم هو أنهم جميعا كانوا ذكور حتى الآن..وترشحت للمنصب خمس نساء لكن مجلس الأمن لم يحتفض بأي منها . وكانت إيرينا بوكوفا رئيسة منظمة اليونيسكو أوفرهن حظا لكنها لم تحتل سوى المرتبة الرابعة . وقد كتبت المرشحة الكوستاريكية على صفحتها قائلة اختيار غوتيريس « ناعم ' مر «. « مر لأنهلم يتم اختيار إمرأة.. ناعم لأنه بدون شك أفضل مرشح من بيننا « . 4 – إشتراكي الوزير الأول البرتغالي الأسبق من مواليد 1949 ة انخرط في صفوف الحزب الإشتراكي ما بين 1973/1974 إبان ثورة القرنفل . كان عمره وقتها لا يتعدى 25 سنة وعين مدير ديوان كاتب الدولة المكلف بالصناعة بحكم تكوينه الأكاديمي كمهندس . وفي سنة 1995 أصبح رئيسا للحكومة .كان يحضى بشعبية كبيرة وكان مهندس إنشاء مجكوعة الدول الناطقة بالبرتغالية وصاحب إقرار الحد الأدنى للدخل في البرتغال. 5- متعدد اللغات يتكلم غوتيريس 4 لغات بطلاقة – البرتغالية والإسبانية والإنجليزية والفرنسية –وأثناء تعيينه عبر السفير الفرنسي عن ارتياحه واعتبر أن غوتيريس « صديق حقيقي لفرنسا يتكلم الفرنسية رجل جامع وعارف جيد بالملفات الدبلوماسية ونظام الأممالمتحدة...» 6 لقب انتخب غوتيريس كنائب بالبرلمان البرتغالي لأول مرة سنة 1976 خلال الولاية الأولى ما بعد ثورة القرنفل .وأخمع الكل بسرعة حول المواهب الخطابية لهذا العاشق للسجالات الكلامية والتعبيرات البلاغية الخارقة , لقبوها بسببها « المطرقة /الحفارة الناطقة «( le marteau – piqueur parlant). 7 –خبير داخل أروقة الأممالمتحدة لم يفاجئ تعيينه أحدا . فطيلة 10 سنوات ظل على احتكاك بالملف الذي يشغل اليوم كثيرا المنظمة الدولية وهو ملف اللاجئين. فبعد أن غاذر تدريجيا الساحة السياسية البرتغاليةما بين 2001 و2005 , عينه كوفي عنان على رأس المفوضية السامية لشؤون اللاجئين وهو المنصب الذي ظل فيه طيلة 10 سنوات والتي قال عنها في صيف 2016 « لا يمكنكم تصور ما معنى أن تلاحظ مثل هذه المستويات من المآسي « 8 – كاتوليكي ومع ذلك فهذا المدافع القوي عن حقوق الإنسان المعترف به دوليا يجر وراءه خيبات لم يتردد الجناح اليساري داخل الحزب الإشتراكي البرتغالي في التذكير بها . ففي سنة 1998 وضع الحزب الإشتراكي البرتغالي مقترح قانون حول عدم تجريم الإجهاض . وككاتوليكي متحمسظل غوتيريس دائما يعارض الإجهاض باسم قناعاته وقيمه إلى حد انه عندما جرى الإستفتاء حول هذا الموضوع لم ينخرط لا هو ولا أعضاء حكومته بالدعاية لصالح المقترح رغم أنه صادر عن حزبه. وقد تم في النهاية رفض المقترح . 9 مخاوف من بين من يعلقون على تعيينه على رأس الأممالمتحدة البعض لا يشاطر الإرتياح المؤسساتي الذي أبداه السفير الروسي والأمريكي . ويخشى ريشار غووان من المعهد الأوروبي للعلاقات الدولية من أن يكون غوتيريس قد وعد بتمكين روسيا ب» مناصب سامية داخل الأممالمتحدة « حتى لا تعارض تعيينه . 10 – صغط مهمة غوتيريس لن تكون سهلة. وبماضيه على رأس الحكومة البرتغالية والتزامه الطويل لفائدة اللاجئين تنتظر المنظمات غير الحكومية الكثير منه إنتظارات يلخصها مسؤول منظمة هيومان رايتس ووتش لدى الأممالمتحدة بالقول : « سيتم الحكم على الأمين العام الأممي المقبل من خلال قدرته على مقاومة القوى التي اختارنه سواء في الملف السوري أو اليمن أو جنوب السودان أو أزمة اللاجئين أو التغير المناخي « .