أعلن تنظيم «داعش»، مساء الثلاثاء، مقتل الناطق الرسمي باسمه، «أبو محمد العدناني»، في غارة جوية بحلب. ويُعد العدناني أحد أبرز ثلاثة قياديين قُتلوا خلال الأشهر الماضية، بعد القائد العسكري للتنظيم «عمر الشيشاني»، وعضو مجلس الشورى والقيادي البارز «أبو علي الأنباري». في هذا الصدد، إليكم أبرز قادة تنظيم «داعش» الذين قُتلوا خلال العامين الماضيين «أبو علي الأنباري»: الرجل الثاني في تنظيم «داعش» لحين مقتله في آذار الماضي، اسمه عبد الرحمن القادولي، وله عدة ألقاب، أبرزها «أبو علاء العفري». مدرس فيزياء، وكان ضابطًا في الجيش العراقي إبان حكم الرئيس الراحل صدام حسين، وتحول إلى الفكر الجهادي قبل عدة سنوات من الاحتلال الأميركي للعراق. غادر في تسعينات القرن الماضي إلى أفغانستان؛ ليشارك في المعسكرات التدريبية، قبل أن يعود ليقاتل الاحتلال الأميركي في العراق. سُجن في معتقل «بوكا» الشهير برفقة البغدادي والعدناني وغيرهم، وخرج بعد بدء الثورة السورية، ليلتحق مباشرة بصفوف تنظيم «داعش». انتدبه البغدادي إلى سوريا؛ للوقوف على حال جبهة النصرة، فرع التنظيم في سوريا حينها، وأبلغ قيادة التنظيم بانحراف منهج «النصرة»، ليكون أحد أبرز أسباب الاقتتال بين الطرفين. وتدرج «الأنباري» في المناصب مع تنظيم «داعش»، حيث عيّن مسؤولًا ماليًا للتنظيم، ونائبًا ل»البغدادي» في سوريا، وبعدها العراق. فاضل الحيالي: نعاه تنظيم الدولة في تشرين أول الماضي، لقبه أبو مسلم التركماني أو «حجي معتز»، من مواليد قضاء تلعفر الواقع غرب الموصل. ضابط سابق في الحرس الجمهوري، وكان على وشك حصوله على رتبة عقيد، لكن الاحتلال الأمdركي للعراق حرمه من الترقي في المنصب العسكري. ويصف مقربون من التركماني أنه كان من أكثر الضباط ولاء للرئيس الراحل السابق صدام حسين، وأنه رجل حرب، وله ثقافة عسكرية واسعة، إلا أن فكر التركماني بدأ بالتغير في السنوات الأخيرة ما قبل الاحتلال، حيث بدأ يميل إلى الفكر السلفي، ولكن دون الإفصاح عن ذلك بشكل علني. اعتقل التركماني من قبل الأميركيين، وأودع سجن بوكا الشهير. واستمر اعتقاله لفترة طويلة، إلا أنه خرج من السجن خلال فترة ولاية نوري المالكي، حيث يذكر من كانوا معه في السجن أنه كان كثير المشاكل، وعدائيا، لا يقبل الحوار، ويستخدم الضرب من أجل فرض رأيه، حسب قولهم. يرى مراقبون لشؤون تنظيم «داعش» أن الحيالي أدخل العنصر التركماني إلى تنظيم «داعش»، وساهم في وصول التركمان إلى مناصب حساسة في التنظيم. عمر الشيشاني: واسمه الحقيقي طرخان باتيرشفيلي، ولد في العام 1986 في قرية بيركياني في وادي بانكيسي بجورجيا من أب مسيحي، وخدم في الجيش الجورجي الخدمة الإجبارية بين عامي 2006 و2007. وبعدما أنهى خدمته في أبخازيا، المتنازع عليها بين روسيا وجورجيا، وقّع بدايات عام 2008 عقدا لينضم إلى الجيش الجورجي في كتيبة الرماة. وقالت شبكة «بي بي سي» الإخبارية، في وقت سابق، إن «عمر الشيشاني شارك في المعارك مع الجيش الجورجي ضد روسيا خلال حرب عام 2008، وتمت ترقيته إلى رتبة رقيب على إثرها، وتم تسريحه عام 2010؛ بسبب إصابته بمرض السّل». قال تنظيم «داعش» إن الشيشاني تعرّض للتعذيب والمرض، حتى خسر إحدى رئتيه في السجن، وذلك بعدما تبرّأ من الجيش الجورجي والتحق بالجهاديين. وأضافت «بي بي سي» إنه «في أيلول عام 2010، سُجن الشيشاني بتهمة شراء وتخزين السلاح، وحُكم ثلاث سنوات، إلا أنه أُطلق سراحه قبل انتهاء المدة؛ بسبب تدهور حالته الصحية». وبعد مرور قرابة العام على انطلاقة الثورة السورية، وصل الشيشاني ليشكل «جيش المهاجرين والأنصار»، قبل أن ينشق عنه ويبايع تنظيم «داعش» مع بداية العام 2013. أبو نبيل الأنباري: وسام عبد الزيدي «أبو نبيل الأنباري»، أو «أبو المغيرة القحطاني»، كان واليا لتنظيم «داعش» في ناحية العلم، قبل أن يرسله «البغدادي» ليتولى مسؤولية فرع ليبيا بالكامل، وقُتل في تشرين الثاني من العام الماضي بغارة أميركية. اشتهر بخطبة له في جمع غفير لشيوخ وأبناء عشائر «جبور العلم»، حيث خاطبهم دون لثام، ودعاهم لتجنيد أبنائهم في صفوف تنظيم «داعش». أنس النشوان: أعلن تنظيم «داعش» عن مقتل «أبو مالك التميمي»، أحد أبرز قادته الشرعيين، في أيار من العام الماضي، خلال المعارك مع قوات النظام السوري في منطقة السخنة التابعة لمحافظة حمص. ويعد النشوان من قيادات الصف الأول في الميدان الشرعي في تنظيم «داعش»، رغم الفترة القصيرة التي أمضاها في التنظيم، حيث جاء إلى سوريا منتصف العام 2014 قادما من أفغانستان، التي قضى فيها ست سنوات من حياته أمضاها في صفوف تنظيم القاعدة. النشوان الذي يحمل شهادة الماجستير في الفقه المقارن من المعهد العالي للقضاء في الرياض، ظهر في إصدار «حتى تأتيهم البينة»، الذي حوى مشاهد ذبح لموظفين في كنيسة إثيوبية في ليبيا، ما أثار تكهنات حول منصبه في التنظيم. ويعتلي أنس النشوان، الذي عُرض عليه العمل قاضيا في وزارة العدل السعودية، قائمة المطلوبين الأمنيين لدى وزارة الداخلية السعودية، حيث تم وضعه في المرتبة الثالثة بين 47 مطلوبا عدَّتهم الداخلية السعودية «خطرين جدا». عثمان آل نازح: شرعي سعودي عيّنه تنظيم الدولة «مفتي»، وظهر في إصدارات عديدة، إلا أنه اختفى فجأة، وأعلن عن مقتله مطلع العام 2015 بقصف على عين العرب/ كوباني. أثار مقتل آل نازح شكوكا كبيرة لدى أنصار تنظيم «داعش»، حيث لم تُنشر له أي صورة بعد مقتله، كما لم يقم التنظيم بنعيه بشكل رسمي، رغم المنصب الكبير الذي كان يتولاه. وقدم آل نازح إلى سوريا بداية العام 2013، حيث انضم لفترة قصيرة لحركة أحرار الشام الإسلامية، قبل أن يبايع تنظيم «داعش». وحصل آل نازح على شهادة الدكتوراه في أصول الفقه في السعودية، إلا أن دعاة سعوديين حذّروا منه بعد وصوله إلى سوريا، أبرزهم سليمان العلوان. «داعش» « عاجزة عن تأمين قادتها بمقتل أبي محمد العدناني، الذي يعد أحد أهم مهندسي هجمات الجهاديين في الغرب، يكون تنظيم الدولة الاسلامية قد تلقى ضربة جديدة موجعة. ويظهر مقتل العدناني نجاحا جديدا في اختراق بنية التنظيم، لا سيما بعد اعلان واشنطن استهدافه في محافظة حلب من دون ان تؤكد مقتله. وبالاضافة الى كونه احد ابرز قادة التنظيم، فان للعدناني رمزية خاصة لدى الجهاديين كونه هو من اعلن في يونيو 2014 تأسيس "الخلافة الاسلامية" في سورياوالعراق، قبل أن يبرز اسمه اثر تكرار دعوته الى شن هجمات في دول الغرب. ويعد العدناني (39 عاما)، ثالث قيادي رفيع المستوى يخسره التنظيم في غضون خمسة اشهر فقط، ما يوجه الانظار اكثر الى زعيم التنظيم ابو بكر البغدادي الذي بات معزولا أكثر فاكثر. وقال الخبير في شؤون الحركات الجهادية في سورياوالعراق هشام الهاشمي «إن مقتل العدناني يعد ضربة قاصمة لتنظيم داعش، ويظهر ان التنظيم «بات غير قادر على حماية اهم قادته». وبحسب الهاشمي، يبدو «من الواضح ان تنظيم داعش بات مخترقا على صعيد الصف الثاني من القيادة، اذ ان معظم تحركات هذه القيادات وسيرتها وتنظيمها اصبحت معروفة من قبل المؤسسات الاستخباراتية». ورجح ان «الولاياتالمتحدة باتت قريبة جدا من ان تغتال البغدادي في الفترة المقبلة». واعتبرت واشنطن ان ازالة العدناني من ميدان القتال سيشكل ضربة كبيرة للدولة الاسلامية في العراق والشام. ووصف المتحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية بيتر كوك العدناني بأنه المهندس الرئيسي لهجمات تنظيم الدولة الاسلامية في الغرب، كما انه نسق تحرك مقاتلي الدولة الاسلامية في العراق والشام وشجع مباشرة افرادا على شن هجمات على مدنيين واعضاء في الجيش ونشط في تجنيد اعضاء جدد» للتنظيم. وغالبا ما كان العدناني يصدر تسجيلات صوتية وبيانات يتناول فيها عمليات التنظيم خصوصا في العراقوسوريا التي تشهد نزاعا داميا منذ مارس العام 2011. وانخرط العدناني في الجهاد منذ اوائل العام 2000 حين بايع زعيم تنظيم القاعدة في العراق وقتها ابو مصعب الزرقاوي، وكان انتقل الى العراق مع بدء الاحتلال الاميركي وتنقل في مواقع جهادية عدة وصولا الى تعيينه متحدثا باسم تنظيم الدولة الاسلامية.